•لا أدري ما الذي يصيب الصائمين في نهار رمضان؟! حالة من الغضب والهستيريا المخيفة تتلبس الصائمين، لن أقول جميعهم ولكن الكثير منهم، حتى إن الشخص الصائم يستغرب من نفسه بعد إفطاره عندما يعود بذاكرته إلى الساعات القليلة قبل الإفطار ويسترجع بشيء من الحسرة كيف أن الغضب الذي اعتراه كاد يقوده إلى ما لا يحمد عقباه.. غفرانك ربي من تلك الحالة المجنونة التي تعتري الصائم نهار رمضان ويتحول معه الصوم إلى وجع وألم بفعل الصائم نفسه وليس الصيام.. بالتأكيد لا أستثني نفسي من هذا الحديث وأكون كاذباً إن قلت إن تلك الحالة لا تعتريني..، بل على العكس من ذلك أجلس أضحك على نفسي كثيراً وفي الوقت نفسه أتألم كثيراً عقب تناولي لوجبة الإفطار..، ويكفيني هنا أنني أعترف بخطأ ما أقوم به محاولاً عدم تكراره ولكني وبكل أسف أقع في المحظور مرة أخرى!!.. •فكرت أن السبيل الوحيد لاتقاء نفسي اللوامة من الوقوع أو الإصابة بهذه الحالة هي الجلوس في المنزل وعدم الخروج منه في نهار رمضان ولكني أعترف أيضاً أنني كنت مخطئاً حيث وجدت نفسي أتدخل في عمل زوجتي في المنزل وهو ما يتطور بالتالي إلى صياح و «لوك» ومن ثم إلى زعل وبكاء وخصومة قد تطول أو تقصر، وأعود وأقول لهم «لاتحاكي صائماً بعد العصر»!!.. يااااه ما أشقى أنفسنا ونحن نقوم بتلك الأعمال التي تنعكس ألماً وحسرة ومن ثم لوماً مستمراً لا ينتهي.. ما الأسباب الحقيقية وراء تلك العصبية التي تعترينا في نهار الشهر الفضيل..، وهل يحسب لنا صيامنا عند ربنا وهو من قال في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»؟.. وما الجزاء الذي سيجزينا الله به ونحن نحيل ساعات صيامنا إلى لحظات عذاب وألم وحسرة؟!.. نسأل الله المغفرة من أعمالنا تلك، كما نسأله عز وجل أن يلطف بنا ويعيننا على صيام الشهر الكريم كما أراده وكتبه لنا.. •لماذا نغضب أخي الصائم..، وهل الغضب سيطفئ ظمأنا ويشبع جوعنا أم يقودنا إلى التهلكة - والعياذ بالله - ومن ثم الندم، ولكن ما فائدة الندم بعد ألاّ ينفع الندم؟!.. هي حالة قد تكون ناتجة عن احتياج الجسم للسكر أو احتياجه للنوم أو قد تكون بسبب حالة مرضية تدعي الغضب في الأول والأخير، أو قد تكون بسبب مرض القلوب ولا شيء غيرها.. الصوم صحة للبدن وصحة للعقل ولكل وظائفنا الحيوية..، والصوم جنة..، وأما الحالة المزعجة التي قد تعتري البعض فما هي إلا من عند أنفسنا.. ورب صائم لم يكسب من صيامه غير الجوع والعطش.. ونعوذ بالله من شر أعمالنا وشرور أنفسنا.. هي دعوة لمراجعة أنفسنا.. لاستذكار القرآن بتدبر وتفهم وتعقل..، للهروب إلى العمل الصالح النافع والمفيد.. هي دعوة لنا جميعاً بألاّ نجعل يوم صيامنا كيوم إفطارنا.. إلى تذكر فضائل الشهر الكريم..، والتزود بخيره وبركته وروحانيته.. نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية.. ونعوذ بالله من الغضب وعفوك ربي فنحن خطاءون ولكن خير الخطائين التوابون.. واللهم إني صائم..