الفلسطينيون يعتبرون الحلقة الأضعف في محادثاتهم سواء أكانت مباشرة أو غير مباشرة مع الكيان الصهيوني بدليل أن إسرائيل والتي لا تضع حساباً للمواثيق والأعراف والاتفاقات التي تقطعها على نفسها وبكل عنجهية وغطرسة وتجاهل لما تقوله “الرباعية” وحتى الولاياتالمتحدة الحليف الاستراتيجي فهي تقول بأن على الفلسطينيين العودة للمحادثات المباشرة ودون أي شروط مسبقة بينما هي تضع الشروط والشروط التي تهدف إلى عرقلة عودة المحادثات وهذا التعالي يعتبر تحدياً للرباعية وأمريكا بالذات وللشرعية الدولية بكل ما أتت به من قرارات منذ العام 1948م، وحتى يومنا هذا. فرئيس وزراء الكيان الصهيوني يعلن قبل أيام بأن على الفلسطينيين أن يعترفوا بأن إسرائيل هي دولة يهودية خالصة قبل أن يعودوا للمحادثات فلماذا إسرائيل تشترط وعلى الفلسطينيين أن لا يشترطوا، أليس هذا استكباراً وغروراً وغطرسة وتحدي للمجتمع الدولي كله، وإسرائيل دائماً ما تفرض شروطها على الفلسطينيين فعندما تمرر شرطاً توجد شرطاً آخر وهكذا دواليك وبذلك تستطيع تمرير مطامعها وأهدافها بالتقسيط حتى يكون مقبولاً لدى أصحاب القضية بل يكون مقبولاً للعالم وهذا هو ما يهمها وإذا تمعنا في خطورة الشرط الذي طرحه “نتن ياهو” رئيس الوزراء الصهيوني مؤخراً فالمقصود منه وضع العراقيل أمام عودة المحادثات بالإضافة لذلك وهو الأخطر هو إعطاؤها ذريعة لإفراغ أراضي 48م من العرب وطردهم خارج إسرائيل وهذا مخطط خطير يجب على أصحاب القضية التنبه له والوقوف ضده بكل قوة وصلابة ومهما كلف ذلك من ثمن لأن الأمر يتعلق بمصير ما يزيد عن مليون عربي فلسطيني داخل الأرض المحتلة والفلسطينيون لا يستطيعون مقاومة مثل هذا المشروع الصهيوني الخبيث ما لم يقف معهم العرب بكل قوتهم بل وقوى الحرية والسلام في العالم. إسرائيل أصبحت تمارس حرب الأعصاب ضد الفلسطينيين فمنذ اتفاق أوسلو لم تتقدم خطوة واحدة نحو السلام الحقيقي فكل اتفاق مع الفلسطينيين تنقضه بأفعال وخطوات تتناقض تماماً مع روح الاتفاقات المبرمة فهي تدرك تماماً أن ما توقع عليه من اتفاقات وهي كثيرة غير قابلة للتنفيذ بل تعمل ذلك بغرض إعلامي دعائي أمام العالم من أنها تسير في خط السلام وهذا ما تنكره أفعالها على الأرض. وإزاء هذا الصلف الإسرائيلي على الرباعية الدولية أن تتحمل مسئولياتها وأن تقوم بتفعيل بياناتها وتوصياتها وأن تعمل على إلزام إسرائيل باحترام تعهداتها معها ومع الشرعية الدولية وهذا يحتاج وقفة جادة وشجاعة حتى تعطى لأصحاب الشأن بل وللعالم المصداقية فيما تقره، ما لم فإن إسرائيل سوف تزداد تعنتاً وإصراراً في خطواتها لتهويد ما تبقى من الأرض وطرد ما تبقى من عرب 48م وهذا ما سيدفع المنطقة إلى حافة الانفجار وفي الأخير نتساءل: أي ديمقراطية تتباهى بها إسرائيل في المنطقة حسب زعمها وهل الديمقراطية تتوافق مع ما تعلنه بأن تكون دولة إسرائيل دولة يهودية خالصة.