توعد الله أهل الرياء بالعذاب الأليم يوم القيامة، والرياء أكبر من الكفر، لأنه الشرك الأصغر..وتعريفه أن تظهر بلباس التقوى والصلاح والزهد أمام الناس من أجل الثناء والمديح، ليكون هذا السلوك مقدمة للسلب والنهب والابتزاز....الخ إن بعض الناس يظهر بمظهر التقوى والورع، مع أن سلوكه الحقيقي قاطع للرحم وناهب حقوق الآخرين..والفلكلور الشعبي يسجل بعض هذا السلوك الأثيم. قيل إن خطيب جامع سخّر خطبته لإطعام الفقراء والمساكين، وأن المسلم الحقيقي هو الذي يؤثر على نفسه ولو كانت به خصاصة..سمعت زوج الخطيب هذه الخطبة وكانت قد طبخت دجاجة، فلما مر بها جائع مسكين، أعطته الدجاجة ..فرغ الخطيب من الخطبة والصلاة، وتهيأ للغداء...فوجئ الرجل أن الزوجة “صدقت” الخطبة وتصدقت بالدجاجة ،حينها قال الخطيب العلامة الورع الصالح: أنا وعظت وخطبت للكلاب عيال الكلاب مش لك يا بنت الشئوم... ويحكى في رواية أخرى أنه سرحها سراحاً غير جميل. خلاصة الفكرة أن الله بعث الأنبياء والمرسلين بعد أن هيأهم للنبوة والرسالة بالقدوة الحسنة، فكانوا قدوة بالفعل والقول:في الحديث الشريف وقف النبي عليه الصلاة والسلام مخاطباً أهل مكة: «ياقوم...لو قلت لكم إن عدواً جاء من أسفل الوادي يريد بكم شراً هل تصدقونني؟ أجابوا: نعم والله ما جربنا عليك كذباً قط.. فقال الرسول الكريم: فإني منذر لكم بين يدي عذاب شديد، أنا رسول الله إليكم».. معنى الحديث... وبناء عليه، فإن الذي ينبغي أن يتصف به المنتسب إلى الإسلام سواء أكان حزبياً أم غير ذلك أن يكون صادقاً وأن يطابق سلوكه قوله...فلقد تعبنا من التضليل والدجل، وأرهقنا الزيف والكذب...ويلمس المواطن أنه في أوقات تنشط حملات هنا وهناك لكسب الشعبية أو التأييد..وهذا شيء مشروع شريطة أن نتقي الله في وطننا وشعبنا، وأن نعلم أن الرياء محبط للعمل.