أخيراً رحل عام 2010م الذي مرّ ثقيلاً ومضى غير مأسوفٍ عليه, فقد كان عاماً قاسياً بكل مقاييس الجوع والخوف والبرد, ليس على الصعيد الوطني فحسب, بل على صعيد العالم كله, فما من شعب ودولة في العالم إلا وعاش أزمة عصيبة أو أحداثاً سيئة على نطاق واسع, واشتركت في المأساة الدول والشعوب المتقدمة والنامية على حدٍ سواء, وجاء محملاً بالأنباء غير السارة والحروب والصراعات, وكان من أبرز سماته الكوارث الطبيعية من الفيضانات والحرائق الواسعة وانخفاض درجة الحرارة إلى مستوى غير مسبوق والعواصف الثلجية, فشملت هذه الكوارث قرابة نصف الكرة الأرضية. فكانت أبرز الدول التي واجهت كوارث طبيعية في العام 2010م باكستانوالصين وهايتي وروسيا ودول وسط أوروبا, وكان آخرها الحرائق التي شبّت في شمال إسرائيل, وكانت أحداث سقوط الطائرات والطرود المفخخة والاحتجاجات والاضطرابات إحدى سماته لتلقي بظلالها على كثير من دول العالم, وكفلت أحداثه السيئة خلق مخاوف أمنية على امتداد واسع من العالم, حتى تلك الدول التي اتسمت ظروفها بالاستقرار التام والدائم.. فقد شهدت خلال العام 2010م هزات واضحة لسبب أو لآخر جراء مخاوف الإرهاب أو الاضطرابات الداخلية أو الكوارث الطبيعية أو المشاكل الاقتصادية, خاصة وأن عام 2010م شهد تراجعاً اقتصادياً كبيراً في غالبية دول العالم وصلت إلى حد الانهيار للاقتصاد في بعض البلدان, وامتد هذا التراجع الاقتصادي إلى كبرى دول العالم, بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول القارة البيضاء(أوروبا) نتاج انخفاض حجم النمو الاقتصادي لدول العالم باستثناء دولة واحدة هي جمهورية الصين الشعبية التي برزت خلال هذا العام كقوة اقتصادية عظمى، ومما لاشك فيه أن الظروف التي مرت بها غالبية دول العالم خلال العام 2010م لم تكفل لها تحقيق أي إنجازات أو طموحات كانت تخطط لها, ليحتم عليها ترحيل كثير من التطلعات والآمال والأحلام الوطنية والقومية إلى العام الذي يليه 2011م الذي أقبل بثوبه القشيب, ولا ندري كيف يكون الوضع العالمي خلال شهوره ال12 المقبلة. إن المتابع عن كثب لأحداث وظروف العالم خلال العام 2010م ومتابعة الأخبار اليومية, والتي تضمنت كثيراً من الأنباء غير الإيجابية, شعر دون شك بإحباط وصداع , ومازال هذا الصداع قائماً حتى اللحظة مما يعني أن عام 2010م قد رحل غير مأسوفٍ عليه, وأن ثمة آمالاً وتطلعات وأحلاماً واسعة تعلق كافة الشعوب والأمم على تحقيقها خلال العام الجديد 2011م بما يكفل النماء والاستقرار والسلام العالمي على أمل أن يحل اليُمن والبركات بحلول العام الجديد الذي نقف على عتباته. وإذا كانت للشعوب والأمم آمال وتطلعات مع حلول العام الجديد, فإن الشعب اليمني يتطلع إلى أن يكون العام الجديد فاتحة خير تتهاوى بحلوله التحديات وأشكال التآمر على الوطن ويتجاوز البلد ظروفه الاقتصادية الصعبة ويلتئم الشرخ في الجسد اليمني وتتوحد جهود أبناء الوطن من أجل رقيه وبنائه وتطوره, وأن تخسر كل الدعوات الضيقة الحزبية والمذهبية والفئوية, وأن يسترد الوطن عافيته ويتمكن أبناء الوطن من ممارسة حقوقهم الدستورية في الانتخابات النيابية المقبلة في أجواء إيجابية ووفاق سياسي تام يمثّل المدخل لتجاوز البلاد كل أشكال التحديات الراهنة, والله الموفق.