حب الوطن، والانتماء إليه قيمة عظيمة، وهو حجر الزاوية للولاء الوطني، والوطن هو الملاذ الآمن، والحضن الدافئ لنا ولأسرنا، وهو مساحات من الأمل، والصفاء والابتهاج والفرح الذي لا ينتهي. حب الوطن والانتماء إليه ليس خطابات ومهرجانات وشعارات ، ودغدغة عواطف البسطاء، وجرهم إلى مهرجانات تدعو إلى الكراهية والحقد والفرقة والانقسام والتشرذم والتموضع في خطوط المواجهة مع السلطة، وخلق حالة من الخوف والهلع في نفوس المواطنين .. حب الوطن إنما هو عشق وهيام لتربة هذا الوطن تذوب فيه كل المصالح الآنية الضيقة وكل الولاءات والانتماءات الجهوية والمناطقية والقبلية المقيتة التي طالما عانى منها وطننا الغالي. حب الوطن هو حب الوئام، والاستقرار، والأمن لهذا الوطن وليس غير ذلك إطلاقاً، وهو أيضاً الحوار والتوافق وتحسين المعيشة للمواطنين والنمو والتطور. ولهذا جاءت مبادرة فخامة الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – حفظه الله؛ لأجل أمن واستقرار الوطن بكل ما تحتويه من إصلاحات جوهرية للنظام السياسي ومن تنازلات كبيرة لصالح قوى المعارضة المطالبة بتلك القضايا ومصالح الوطن أولاً وأخيراً. مبادرة فخامة رئيس الجمهورية لاقت ترحيباً واسعاً من شريحة كبيرة من مختلف الأطياف، وترحيباً ومباركة من الدول الشقيقة والصديقة، ولهذا فإن أحزاب (اللقاء المشترك) عليها التعاطي مع هذه المبادرة بروح وثابة وبمصداقية تضع فيها مصالح الوطن والمواطن فوق كل اعتبارات. فالمواطن اليمني لم يعد قادراً على تحمل الاحتقانات، بعد حقنه بالغضب، وتعبئته بالحقد والكراهية فهو في مسيس الحاجة إلى حياة آمنة ومستقرة تتحسن فيها حياته المعيشية, وحسبي أن الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك قادرة على تحقيق ذلك للوطن والمواطن. إن الوطن اليمني اليوم بحاجة إلى لم الشمل، وتغليب صوب العقل على كل الأهواء السياسية والحزبية الضيقة والتقاط مبادرة فخامة الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية بروح متسامية فالحوار الجاد كفيل بإنهاء الخلافات وأي خلافات أخرى. المنطقة العربية تمر بمرحلة خطيرة جداً وبمؤامرة قذرة تهدف إلى إشعال الحرائق، وخلق فوضى عارمة، وتفتيت الشعوب العربية، وإضعافها .. وقد ساهمت بعض القنوات الفضائية العربية في التحريض والحرب الإعلامية (للأسف) وهي القنوات التي كان يجب أن تسهم في تضميد الجراح ووحدة الشعوب وإطفاء النيران لا إشعالها وهي بذلك ترمي بعرض الحائط بكل الأعراف والتقاليد والقيم المهنية الإعلامية والصحفية. لقد أثبتت القيادة السياسية من جديد قدرتها الفذة على إخماد الفتن وإطفاء الحرائق وإدارة الأزمة وتصحيح الأخطاء وهي بذلك تنتصر للوطن والمواطن. ويتطلع المواطن اليمني اليوم لبدء الحوار بين الحاكم والمعارضة .. حوار يناقش ويعالج كل قضايا الخلاف وكل البؤر الساخنة. وفي تقديري عندما توجد الثقة بين جميع الأطراف والنية الصادقة سنجد حلولاً لها .. حلولاً تفضي إلى استقرار الوطن وتعزيز أمنه ووحدته.. والله من وراء القصد.