تؤدي المجالس المحلية دوراً كبيراً في تنمية المدن والقرى اليمنية وقد لايكون هذا الدور بالقدر المأمول ولكن لمسات هذه المجالس أصبحت ظاهرة للعيان. ففي مدينة عدن تقدم مستوى الخدمات وخاصة الطرق المعبدة والمرصوفة حيث وصل خير هذه المجالس إلى حارات لم تكن تتوقع أن تصل إليها الخدمات من هذا النوع وقد أخبرنا أحد سكان إحدى الحارات في التواهي أنه كان إذا حل مرض بأي شخص في حارتهم فإنهم يعانون الأمرين للوصول به إلى المستشفى أما الآن فبإمكان السيارة الوصول إلى أقرب نقطة. وفي تعز كان سكان حارة الجراجر في بئر باشا يعانون الكثير من أجل جلب الماء إلى منازلهم بالوايتات ولم تكن الطريق ممهدة وكان سعر الوايت الواحد يصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف ريال وقد تم رصف الطريق وأصبح بالإمكان وصول الوايتات بطريقة أيسر، صحيح أن الرصف لم يشمل كل الحارة ولازالت هناك فجوات متعبة إلا أن الحق يقال؛ فقد خففت الطريق المرصوفة من المعاناة. وفي زبيد اختفت مناظر كانت مؤذية كمياه الصرف الصحي التي كانت تنتشر في أزقتها وأصبحت اليوم أكثر نظافة وأحسن منظراً بفضل تعاون الأممالمتحدة مع هذه المجالس، لذا هذه المجالس بحاجة ماسة إلى الدعم وقد وعدت الحكومة بمنحها صلاحيات واسعة لتؤدي كثيراً من المهام بالإضافة إلى المهام الخدمية، غير أن تشكيلها قد تشوبه شائبة كون بعض ممن نجح في الوصول إليها ليس لديه الاستعداد التام للعمل الخالص لوجه الله وإنما سعى وراء منصب فقط للوجاهة الاجتماعية مع أنه قد يكون نزيهاً. هذه المجالس بحاجة ماسة إلى مخلصين لديهم الاستعداد للعمل, والعمل فقط بنكران ذات, فالنزاهة وحدها لاتكفي إذا لم تقترن بنشاط وحب للخير.