لا يعرف الشعب اليمني لماذا تستهدفه وسائل الإعلام الفضائية العربية، ولم يفهم ذلك التحيز المطلق الذي تبديه الفضائيات إلى جانب الفتنة وإشعال الحرائق ولم يدرك لمصلحة منْ هذه الحرب الإعلامية التي تشنها تلك الفضائيات على اليمن أرضاً وإنساناً، والأكثر من ذلك أن هذه الفضائيات تقوم بقلب الحقائق وتعكس الأخبار ولا تنشر إلا صوت الفتنة ولم تقبل بصوت العقل، فقد شاهد المواطنون مراسلي تلك القنوات في نزولهم الميداني لا يختارون من يتحدث من الشارع إلا من كان مع الفتنة وإشعال الحرائق والذين يؤججون ويصبّون الزيت على النار، وعندما يتقدم من يدركون بأنه سيقول الحقيقة يرفضون الحديث، وقد سألهم شهود عيان: لماذا تأخذون رأي أصحاب الفتنة ولا تقبلون برأي الرافضين للفتنة؟! وكانت الإجابة بالحرف الواحد من أولئك المراسلين بأن قنواتهم الفضائية العربية طلبت منهم ذلك. إن ما ذكرته أعلاه واقع عملي من الميدان, ناهيك عما يشاهده الإنسان اليمني الذي يعيش في قلب الحدث ولا يعلم من أين تأتي تلك القنوات بتلك الأكاذيب وذلك الزيف والافتراء، وهنا نسأل قادة الدول العربية التي تنطلق منها هذه الفضائيات وتمولها وتشرف عليها: هل هذا العدوان الإعلامي بعلمكم وتحت سمعكم وبصركم ؟ وإذا كان كذلك ما الذي فعله اليمنيون بكم، ولماذا هذا الحقد والبغض والكره لليمنيين، ولماذا لا تقولونها صريحة بأنكم تتمنون لليمن واليمنيين الموت ولا تريدون لهم الحياة بعز وكرامة؟ إننا نتمنى أن لا يكون ذلك برضاكم وتحت إشرافكم وسمعكم وبصركم، وإذا كان كذلك فإن اليمنيين يرون أن أواصر القربى وروابط الدم والدين واللغة والتاريخ والثقافة والرقعة الجغرافية الواحدة المتصلة والقيم الإنسانية قادرة على أن تدفعكم نحو إيقاف هذا العدوان الهمجي الإعلامي ومنع تأجيجه نار الفتنة بين إخوانكم ومصدر المدد لكم، ومصدر أمنكم واستقراركم ومنبع الإيمان والحكمة, وقد برهن اليمنيون بأن وحدتهم أمن واستقرار للمنطقة كلها، فهل آن الأوان لتمنعوا عدوانكم الإعلامي على بلادنا ؟ نأمل ذلك بإذن الله.