يا أهل الإيمان والحكمة يقول ربنا تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} قال العلماء معناه: الكتاب والسنة. لقد كنت في حيرة مما يدور من أحداث ومشاهد وفتنة تدور رحاها في عالمنا العربي: تونس ومصر وليبيا، فبحثت عن الجواب والمخرج فوجدت نوراً نبوياً في ظلمات هذه الفتن في صحيح البخاري: فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كره من أميره شيئاً فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية”. وقد يقول قائل: هل يجوز الخروج على الوالي؟ فنسمع الجواب فيما يرويه عبادة بن الصامت رضي الله قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال: فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان”, أي إذا ارتكب الحاكم كفراً مثل إنكار السنة أو منع الصلاة أو التعاون مع الكفار ضد إخوانه من المسلمين. وعن أنس رضي الله عنه وقد شكا إليه ما لقي الناس من الحجاج فقال: اصبروا فإنه لايأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم” سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.. والقاعدة الشرعية تنص على أن: “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”. ولهذا فالابتعاد عن المفسدة خير من جلب مصلحة ظنية لما يترتب عليها من مفاسد.. إن الأمة تمر بنوازل ولهذا يشرع القنوت والتضرع إلى الله عز وجل. وقد انشرح صدري عندما سألت الشيخ الداعية صالح عبدالله البعداني عن الأحداث والاعتصامات في اليمن فقال:«لما يترتب على هذه الاعتصامات من مفاسد وفتنة كان الأولى بهم أن يتصلوا بالخالق، فالمخلوق قد لايستجيب كما يجب ولكن الله يجيب المضطر إذا دعاه, “أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض”. والآيات والأحاديث في إجابة الدعاء كثيرة والاعتصام في المساجد خير من الطرقات والشوارع فيكونون على قلب رجل واحد صلاة ودعاءً وتضرعاً وخشوعاً, فهل سيخيبهم الله مالك الملك؟!، “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”.. فعلينا أن لايكون اعتقادنا أن التغيير كله بيد الملوك والله تعالى يقول: “إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” وفي حديث قدسي يقول الله تعالى: “قلوب الملوك بيدي فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم” إذن {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} وقال تعالى:{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}.