قتل النفس المحرمة من الكبائر، وأعظم من ذلك أن يقتل الإنسان نفسه، لأن الأرواح لا يملك أمرها إلا الله، الذي له أمر محياها ومماتها، وقد حذر سبحانه الإنسان أن يعتدي على نفسه التي بين جنبيه فقال : “ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيرا”.. وحادثة الشاب الذي قتل نفسه في منطقة خارف عمران، بعد سماعه لإشاعة تنحي الرئيس عن منصبه، أدمت قلوبنا جمعياً، وفي نفس الوقت كانت مثار تساؤل الكثيرين، الذين قالوا : البوعزيزي في تونس قتل نفسه كرهاً وبغضاً للرئيس التونسي “زين العابدين بن علي” والنجدي قتل نفسه حباً ووفاءً لفخامة رئيس الجمهورية الوالد علي عبدالله صالح، فأين وجه المقارنة بين شعبية “زين العابدين” و«الصالح» إن علي عبدالله صالح حين يتحدث عن أنصاره الذين يصلون إلى الملايين وهم الأغلبية في الشعب اليمني، لا يبيع أو يشتري في الكلام، وإنما يحكي واقعاً ملموساً نعايشه بين الناس، وإذا كانت هذه الظروف الصعبة التي يعيشها اليمنيون هذه الأيام، قد جعلت المعارضة تعتقد أن الناس سينفضون من حول الرئيس، فذلك تقدير خاطئ، والواقع يحكي أن شعبية الرئيس في أعلى مستوياتها، بل نسمع أن الكثير من الناس مستعدون للقتال إلى جانب فخامة الرئيس إذا ازدادت الأمور سوءاً لاقدر الله. وسر هذا الحب الجماهيري للرئيس عائد لأمور كثيرة، ولعل أهمها : ان الناس في هذه الأزمة تكشّف لهم معدن الرئيس القوي والشجاع، وفي نفس الوقت “المعدن” المليء عاطفة وحباً للناس وحرصاً على عدم إراقة الدماء.. إن رسالة الشاب نجدي يحيى حسين النجدي، أبلغ رسالة توجه للمعارضة، التي لم تستوعب درس ميدان السبعين، فعساها أن تستوعب رسالة النجدي، يجب أن تفهم المعارضة ان الناس لا يحبون الرئيس فقط، بل ومستعدون للموت دفاعاً عنه وعن شرعيته الدستورية، ومهما حاولت المعارضة صنع الأزمات وقطع أنابيب الغاز والبترول عن الملايين من الشعب اليمني، فسنظل صامدين مع الرئيس والشرعية الدستورية، ولن نسمح بالمرتزقة والمأجورين أن يكونوا حكاماً لهذا الشعب.. إن المعارضة الحقيقية هي تلك التي تجعل المواطن واحتياجاته الإنسانية من أمن وغذاء فوق أي اعتبار.. المعارضة الحقيقية هي من تقبل بالحوار كوسيلة حضارية للخروج من الأزمات، أما المعارضة التي تستأجر البلاطجة لقطع الغاز عن الناس، فهي أداة تدمير وتخريب وأنصح المعارضة باليأس من أن يحكموا هذا الشعب، فقد انكشفت عورتهم وصارت بائنة للناس كلهم ومادمتم تبتزون رئيسنا بقوتنا وأقوات عوائلنا، فنحن معه وسنربط على بطوننا الأحجار، أيتها المعارضة ياقادة اللقاء المشترك افهموا: الشعب لايريدكم ،دعونا نعيش بسلام. وعودة لحادثة مقتل الشاب “النجدي” الذي وجه كذلك رسالة من عُقر حاشد لمشايخها أرجو أنهم قد فهمونا، وأخيراً:إذا كنت أنا قد استنكرت بشدة ما أقدم عليه “ البوعزيزي “ الشاب التونسي في قتل نفسه، فإني كذلك استنكر ما أقدم عليه “النجدي” الذي نرجو أن يتجاوز الله عنه لصغر سنه فهو في السادسة عشرة من عمره، وأظن أنه لم يصله حُكم الشرع فيمن يقتل نفسه، وأقول للشباب: وسائل التعبير عما يجول في أنفسنا كثيرة، دون الحاجة لقتل الناس أو قتل أنفسنا فنخسر الدنيا والآخرة.