جاءت موافقة اللقاء المشترك على المبادرة الخليجية لتعطي أملاً جديداً بتفعيل العقل، ولتبقى اليمن بيت الحكمة، فهذا الحل رغم كونه لا يحقق كل مطالب الأطراف فوراً وإنما على التراخي، فهو حل رياضي كما قال الكاتب المبدع الاستاذ خالد حسان في مقاله أمس.. ولا شك أن المبادرة تمثل حلاً توفيقياً بقدر المستطاع، إلاّ أن الأطراف كما يبدو قبلت بها من باب دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح.كما لا يخفى الأثر الأمريكي أو «الباب العالي» في موقف أطراف الأزمة، ويبدو أن تكاثر الجبهات على الولاياتالمتحدة قد جعلها تضغط بكل قوة باتجاه الحل ولو على حساب بعض الأطراف. قد يبدو أن هذا الحل لا غالب فيه ولا مغلوب، كما يبدو أن كل طرف قد خرج منتصراً أو يُخيل له هكذا، وأياً كان المهم النتائج. شخصياً لا أستطيع أن أزيد من مساحة التفأول حتى أرى خطوات عملية قد ترجمت الاتفاق أو المبادرة، لأني أعتقد أن الشيطان يكمن في التفاصيل بين الفواصل والنقاط والشرطات. والمطلوب اليوم من كافة الأطراف أن تبدد مخاوف المواطنين، بحيث يشعر المواطن ويرى ما يمكن أن يشعره بالاطمئنان، ولا يجب أن تتشدد الأطراف في كل صغيرة وكبيرة، طالما أنه يمكن الوصول إلى الهدف وهو تحقيق الأمن لليمن ويجب أن تعرف وهي تعرف ولا شك أن اليمن أهم وأكبر من الجميع، وأن أي شخص مهما كان قدره وموقعه لا ولن يكون أكبر أهمية من هذه البلدة الطيبة. لا بد ونحن في خضم البحث عن الحلول أن نتذكر الشهداء الذين سقطوا في هذه الأحداث، سواء من الشباب أم من الشرطة، وأن أي حل نتوصل إليه إنما هو مكتوب بدمائهم، فكلهم أبناء هذا الوطن.. فالغل والحقد والضغائن لا يجب أن يكون لها محل بيننا، فإذا لم يكن خلقاً فديناً فالمسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يحسده.. كماء جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. أرجو أن نتمكن من حل خلافاتنا فيما بيننا بالحكمة، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي بالباطل.