أرجو أن لا يفرط بعض السياسيين والإعلاميين في عدم التقدير لذكاء الشعب.. فالناس داخل معادلة التعليم أو خارجها أذكياء وقادرون على فرز الخطاب والتصريح والمداخلة والرأي والخبر وحتى الصورة. لم تعد القاعدة القديمة اكذب اكذب حتى يصدقك الناس صالحة للاستخدام بعد الثورة التكنولوجية التي هيأت كل ما يسمح بتوضيح الملتبس وكشف المستور حتى لو تفنن “ترزيه” التزييف والتضليل. ولقد فضحت أدوات تكنولوجيا الاتصال والإعلام كثيراً من السياسيين والإعلاميين وأساطين الفتن.. عرت مواقفهم وكشفت تناقضاتهم.. ومن يتابع القنوات الفضائية، لابد أنه قد أسقط من مخزون احترامه أعداداً من البشر كنا نعدهم على غير حقيقة ما بعد كشف المستور وفضح الغامض. لقد صار أمر أسماء كنا نعدها كبيرة فإذا هي مجرد “لبان” على أفواه العامة قبل الخاصة.. والسبب عدم مراعاة قيم الصدق والأمانة والدين خضوعاً للمفهوم السياسي الفاسد. بواسطة تكنولوجيا التصوير الذي لا يعرف أحدنا من أين يسلط عليه لم يعد من المستبعد أن نشهد مزاداً مريعاً في الفضائح... والبركة في تكنولوجيا تمتلك قدرة ضبط الأدعياء والكذابين وكشفهم على الملأ.. وكما لم يعد بمقدور حرامي أن يسرق من سوبر ماركت دون أن يتعرض للرقابة من عدسة مخفية بين علب الفول، فإن في كاميرات أخرى ما يحقق الردع لأسماء حسبناها كبيرة فأخطأنا الحساب.