كلنا نعلم أن حياة المرضى المصابين بمرض الفشل الكلوي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بجلسات الغسيل الكلوي الطويلة وما يصاحبها من إرهاق وألم لا يطاق، كما أن معظم هؤلاء المرضى هم من الطبقة الفقيرة وسكان الأرياف والقرى البعيدة والنائية. وهؤلاء المرضى هم أكثر من يحتاجون للشفقة والدعم والمساعدة من الجميع فلا علاج لهم إلا جلسات الغسيل الكلوي التي تصاحبهم بقية حياتهم. حتى أقسى القلوب وأغلظها لن تقبل أن تستهدف مثل هؤلاء المرضى للوصول إلى أهدافها، فأمثال هؤلاء هم حالات إنسانية جديرة بالرعاية والدعم وما استهداف هؤلاء وتهديد حياتهم في الصراعات المختلفة أياً كان نوعها ما هو إلا جريمة إنسانية بشعة تدينها كل الأعراف والدساتير وتجرمها كل العقائد السماوية ويتبرأ من هولها ووحشيتها البشر في الأرض والملائكة في السماء، وما استهداف مثل هؤلاء الموتى الذين يمشون على الأرض إلاَّ وصمة عار كبيرة ستُطبع على جباه ووجوه كل من شارك أو تعاون أو تمالأ عليها أكثر من تلك الجرائم التي توصف. إنها جرائم حرب ضد الإنسانية ومما لاشك فيه أن نهب وايت الماء التابع لقسم الكلية الصناعية في المستشفى العسكري في تعز هو عمل غير إنساني وجريمة بشعة ستضع مرتكبيها في خانة مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، أخذ وايت المياه الخاص بقسم الكلية الصناعية والتسبب بتوقف مضخاتها وأجهزتها جراء نقص بقسم الكلية الصناعية والتسبب بتوقف مضخاتها وأجهزتها جراء نقص إمداداتها من المياه هو إيقاف لشريان الحياة الذي يمد كل هؤلاء المرضى بأسباب البقاء وحكم جماعي عليهم بالموت، فموت هؤلاء المرضى المرتبطة حياتهم بأجهزة ومضخات الغسيل الكلوي وبوايت الماء التابع لها لن يعتبر انتصاراً ولن يتحقق منه أي هدف بقدر ما سيضع المتسببين فيه أمام غضب واستنكار ومطالبة كل المنظمات المحلية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان كمجرمي حرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية. ومن خلال هذا المنبر الإعلامي فإني أناشد كل الخيرين وكل المسئولين والمشائخ وذوي الضمائر الحية وأنادي كل المنظمات والجهات المهتمة بحقوق الإنسان أن يمدوا يد المساعدة لهؤلاء المرضى ويبعدوا عنهم هذا الخوف والقلق الذي يجتاحهم ويهدد حياتهم إذا ما توقفت مكينات ومضخات الغسيل الكلوي بسبب نقص المياه عنها والناتج عن احتجاز وايت المياه الذي يمدها بها. كما أرجو من الذين قاموا بهذا العمل الشنيع أن يراجعوا ضمائرهم وينتصروا لهؤلاء المرضى ويعيدوا وايت الماء الذي ترتبط به حياة المئات من المرضى المدنيين من الفقراء والمساكين وذوي الدخل المحدود ويسجلوا لأنفسهم موقفاً إنسانياً سنحمده لهم ونثني عليهم، فمن المعيب عل الجميع أن يجعلوا من مثل هؤلاء الأموات الأحياء هدفاً لخصوماتهم وصراعاتهم ومن العار على الجميع أن نسمع شكوى مثل هؤلاء المرضى ولا نبذل جهدنا لمساعدتهم وتخفيف معاناتهم.. فهل من مجيب؟.. فهؤلاء المرضى ينتظرون عودة وايت المياه ليطمئنوا على حياتهم المعذبة ويثقوا أن الدنيا ما زالت بخير.