لقد تألمت أناملي وتشتتت أفكاري حتى أصبت بصداع مستمر لا يفارقني وليس له علاج حتى المهدئات لن تنفع معه ولكن هل الواقع الذي نعيشه المليء بالأزمات والخلافات والاختلافات يفيد معه ما كتبنا وما قيل؟ هل هناك من يسمع ويعقل ما نقوله ونكتبه؟ هل هناك ضمائر وعقول تعي ما نقوله؟ هل اليمن تهم الجميع أم هي الأطماع والأحقاد والمصالح ملأت القلوب وأعمت البصائر لذلك ضربوا بمصلحة اليمن عرض الحائط أنا أتساءل: لماذا كل ذلك تجاه هذا البلد الطيب الذي كلنا ترعرعنا فيه ونعمنا بخيراته واستمتعنا بهوائه وجوه النقي الذي مازلنا نتنفس ونستنشق نسيم وعبق روائحه الزكية؟ لماذا هذا النكران والجحود تجاه هذه الأم الغالية العظيمة الكبيرة الشامخة “اليمن” لماذا نسينا وتجاهلنا فضل هذا الوطن العظيم الذي يحتضننا جميعاً والذي نهلنا وتعلمنا وتربينا على ترابه الطاهر.. لماذا؟!! هل نسينا هذا الوطن وجحدنا هذه النعمة العظيمة، نعمة الأمن والأمان التي غيرنا يتمنى أن تكون اليمن وطنه لأنه فعلاً وحقاً بلد الأمن والأمان، بلد الأمجاد والحضارات والآثار والتراث، يمن العزة والكرامة، يمن العطاء والخير الوفير الذي تتمتع به هذه الأرض الطيبة وننعم به جميعاً. لماذا كل هذا تجاه أمنا اليمن، البلد الذي يتمناه ويحبه ويقدره ويقدسه الكثير والكثير من إخواننا العرب الذين يتمنون لو أن اليمن هي وطنهم بما فيها من أمجاد ومعالم وآثار وتاريخ وحضارة. ولما تتمتع به اليمن من أراضٍ خصبة وتضاريس ومناخ وأجواء مناسبة وفصول ومواسم زاخرة بالخيرات الوفيرة.. لماذا لا نحب وطننا ونقدسه ونجعل مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة والرخيصة ونسمو ونرتقي باليمن أولاً وقبل كل شيء فلنبدأ بأنفسنا ونصلح ما فسد منها لأنه بإصلاح أنفسنا وذات بيننا سنقضي على كل الخلافات والاختلالات والفساد لأننا كلنا أصبحنا نتكلم عن الفساد وكأنه وباء أتى من الخارج ونحن من صنعه وطوره حتى أصبح إخطبوطاً يطوي ويلتهم ما يقع بين أياديه المتعددة التي لا تتعب ولا تكل ولا تمل فهذا هو الفساد بعينه. إذاً لماذا لا نتعاون جميعاً على اجتثاثه واستئصاله من المجتمع؟! لذا أناشد كل ذي عقل ورؤية أن يجعل مصلحة اليمن فوق كل المصالح والضغائن والأحقاد ونتعاون يداً بيد بحيث لا ندع أو نترك فرصة لأحد أن يتدخل في شئون اليمن وخصوصياتها لأن اليمن تهمنا جميعاً. ويجب علينا جميعاً أن نبذل كل ما بوسعنا من جهود وقدرات وطاقات تجاه بلادنا الحبيبة حتى لا يعبث العابثون بها وبأمنها واستقرارها وكي نضيق الفرصة على أصحاب النفوس الضعيفة وأصحاب المطامع والمصالح من الخونة والعملاء والخارجين عن النظام والقانون أن يتجرأوا أو يفكروا مجرد تفكير بالمساس بأمننا واستقرارنا.