دعونا نتخيّل ان مسيحياً او يهودياً أو حتى ملحداً أراد أن يدخل في ديننا الإسلامي الحنيف فلا شك ان هذا القادم يريد ان يتعرّف أكثر عن هذا الدين فأي فكر سنقدمه له على انه يمثل الدين الإسلامي ؟ كثيرون سيقولون: هو أول فكر سيقابله في مشوار تدينه او هو الفكر الذي من خلاله وصل إليه الإسلام وإلا فكيف تعرّف على الإسلام أصلاً ؟ واقتنع به فاعتنقه ؟! فهل هذا هو الصحيح؟ أقول: الساحة الإسلامية – ان صح التعبير- امتلأت بالتيارات والجماعات التي رفعت كلها شعار الإسلام من خلال مسمياتها الكثيرة التي نعرفها جميعا بل حتى التي لم نعد نعرف عنها الكثير نظرا لكثرة تبرعمها وانشقاقها على نفسها ؟! فمن السلفية إلى الإخوان مرورا بالهجرة والتبليغ والسنية و...الخ إلى جانب الجماعات التي تتبع شيوخا معينين انشقت عن جماعاتها الأصلية ..فهل هذا الزخم من الجماعات الرافعة شعار الإسلام تمثل ظاهرة حميدة أم لا؟ تكامل أم تفاضل ؟! يرى الكثيرون ان العملية تكاملية حيث ان كل جماعة مركزة على أسلوب معين في الدعوة ولها بذلك حجة بل قد تراه هو الأسلوب الأفضل في الدعوة فهي بذلك تمثل وجها معينا من الدين والجماعة الأخرى تتخذ أسلوبا مغايرا فتمثل وجها آخرا وهكذا دواليك لكل جماعة فعلى هذا الأساس فإن كل هذه الجماعات تمثل عملية تكاملية في عرض الدين الإسلامي فكل واحدة تكمّل الأخرى ؟! أقول: ليعذرني أصحاب هذا الرأي فأنا لا أرى كذلك بل هي عملية تقاطع او تفاضل لا تكامل للاعتبارات التالية:- صحيح ان كل جماعة انتهجت اسلوبا في الدعوة لحجة دينية او اجتهاد تراه لكن كل جماعة سفّهت او لنقل قللت من طريقة اختها في الدعوة بل ترى ان اسلوبها هو ( الإسلامي) ولا سواه وأسلوب غيرها داخل في نطاق ( البدعة) ولنا في الخلاف في الأسلوب بين السلفية والإصلاح اكبر دليل ؟! لو ان كل جماعة تأخذ بيد أختها لكانت العملية تكاملية لكن كل جماعة او لنقل – منصفين- بعض الجماعات تهاجم إعلاميا رموزا او شخوصا وطريقة لجماعات أخرى ولعل في اشرطة او ما نسب إلى الشيخ الراحل / مقبل الوادعي - رحمه الله - ضد الإصلاح في اليمن اكبر دليل فأين التكامل ؟! عدم بقاء بعض الجماعات على حالها بل انشقاق أصحابها إلى جماعات جديدة دليل على عدم التكامل بين الجماعات المختلفة فالجماعة التي تم الانقسام فيها هي لم تتكامل بين أعضائها فكيف تكاملها مع الجماعات الأخرى ؟! بعض الجماعات وعلاقتها مع الأحزاب السياسية ( غير الإسلامية كما نسميها ) تمثل سؤالا مهما لماذا تكاملت تلك الجماعات مع أحزاب سياسية ولم تتكامل مع مثيلاتها من منْ تحمل نفس الهم الدعوي؟ هذا يدعوني للقول: ان العملية ليست تكامليا – طبعا ليس تماما- بل مولّدة للشقاق والنفار فأين الهم الدعوي؟ دعوى الهم الدعوي ان الجماعات الإسلامية على اختلاف مسمياتها المفترض ان تحمل هما واحدا هو الدعوة القاسم المشترك الأكبر بين هذه الجماعات والعنصر رقم واحد في الموضوع على ذلك فإنه الموحّد بين رموز هذه الجماعات حتى وان اختلفت السبل لتحقيقه على افتراض ان كل الطرق تؤدي إلى روما هذا إذا كنا نقصد روما وليس عاصمة أخرى ؟! فإلى جماعاتنا المسلمة أقول: إذا لم تتكاملوا فلا تتدابروا وليحمل كل واحد منكم لأخيه المسلم في أي مكان – سواء منضويا تحت جماعة أم لا – حبا خالصا بغض النظر عن التزامه .. فإن كان ملتزما فمحبته من صميم الدين ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) وان لم يكن كذلك فحبا في هدايته نحو الطريق القويم التي ارتضاها رب العالمين في قرانه والنبي الكريم في أحاديثه لا ما ارتضاها أي فكر بشري قاصر نتعصب له . وليكن معيارنا في معاملاتنا جميعا – ملتزمين وخلافه- ان الإسلام ليس شعارا ترفعه جماعة او طائفة بل هو دين يمشي على الأرض بقدمين ثابتتين فلنكن إسلاميين بمعاملاتنا لا بشعاراتنا ؟!! والى القادم إلى هذا الدين الحنيف ..أقبل يا أخي والحمد لله الذي هداك إلى الإسلام قبل ان ترى أحوال المسلمين اليوم؟!