شهر رمضان على الأبواب والوطن يئن من جراحاته النازفة جراء الأزمة الطاحنة التي باتت كالشبح المخيف يهدد حياة الناس المعيشية وقد وصل الحال إلى ما وصل إليه من التدهور الأمر الذي يوجب على كل وطني غيور الوقوف جنباً إلى جنب مع كل الخيرين من أبناء هذا الوطن الغالي على نفوسنا جميعاً من منطلق أن المسئولية التاريخية تقتضي أن يسهم الجميع في مخاطبة بعضنا وكل ذي لب وحس وطني في توعية أولئك المغرر بهم في الساحات والمروجين لتلك الغوغاء التي كبدت الوطن خسائر بالغة ومسئولية المثقف في هذه المرحلة بالذات باتت جسيمة ولن نعذر أنفسنا أو يسامحنا الوطن والتاريخ إن نحن وقفنا مكتوفي الأيدي ولم نسهم في مكافحة الظواهر السلبية والآفات التي بدت تبرز في المجتمع والقضاء عليها كتلك الغوغاء والشعارات الجوفاء التي غزت حتى بيوتنا وبات يرددها حتى الأطفال وإعادة حياة الناس إلى جحيم لايطاق وفاقت المعاناة شتى الأصعدة المعيشية والحياتية والسياسية وتلك النعرات المختلفة والدعوات المرفوضة الانقسامية الطائفية، العنصرية المناطقية التي تبثها عناصر هنا وشراذم هناك في الداخل والخارج تزرع فتناً وتزكي صراعات وتغذي أعمالاً فوضى وتمارس تزييف الوعي والتضليل على أبناء شعبنا وبالأخص المغرر بهم في الساحات والتي أوصلت الوطن إلى ما وصل إليه من الصراعات والقتل والنهب والسلب والتقطع والاساءة لشعبنا على المستويين الاقليمي والدولي ليكون الهدف الأسمى إزالتها نهائياً ليعود لهذا الوطن أمنه واستقراره. إن كل ذلك يتطلب تكاتف النخبة من المثقفين والأدباء والكتّاب والإعلاميين من أبناء هذا الشعب الذين يحرصون على مصلحة هذا الوطن ويتحملون همومه وتطلعاته وهم كثر للعمل في خندق واحد يسهم في توعية أفراد المجتمع في مختلف فئاته وتكويناته وتنويرهم بأهمية وعظمة استقرار وأمن وسلامة الأوطان وانقياد الشعوب وراء قياداتها الشرعية الدستورية وتكامل المجتمعات وتفاعلها وتلاحمها وتعاضدها في وجه كل من يحاول النيل من الوطن في أمنه واستقراره وفي وحدته وفي نظامه الجمهوري ونهجه الديمقراطي وقيادته الشرعية المنتخبة لكي يعلم الجميع أن في ذلك عزتهم وقوتهم وارتقاء مستويات حياتهم واعلاء شأنهم ونهضة وتطور وطنهم وتحقيق كل آمالهم وتطلعاتهم وأن حتمية حماية الشرعية الدستورية والالتفاف حولها لاعليها وحتمية بسط الأمن والأمان والاستقرار المعيشي وفرض سيادة الدولة على كامل نطاقها الجغرافي في ظل مجتمع فاعل متكامل ومتلاحم يمثل قدر ومصير شعب وطني وحضاري إنساني بالفعل حتى يتكون في عقليتهم وتفكيرهم وسلوكهم وضمائرهم إيمان عميق بذلك لايتزعزع ويكونون جميعاً متفاعلين بإيجابية ومشاركين بإسهامات عملية فاعلة بقوة إرادة وجهود مبذولة ونضالية في حمايتهم وتحقيق الأهداف العظيمة كل من موقعه. إن مايعانيه الوطن اليوم جراء أجندة صناع الأزمات يستوجب علينا العمل صفاً واحداً على تعميق روح الولاء وترسيخ مبدأ الانتماء الوطني في شخصية ونفسية وسلوك وروح أفراد هذا المجتمع الأرق قلوباً والألين أفئدة بشهادة من لاينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم حتى نرى تجسيدهم لها عملياً في التفكير والسلوك والممارسة الحياتية اليومية العملية والعامة وبالأخص أولئك الشباب والمغرر بهم كشريحة مستهدفة لتلك الرؤية ناهيك عن أننا أكثر من أي وقت مضى في أمس الحاجة إلى مكافحة كل ظاهرة سلبية تمس أمن واستقرار الوطن وكيان المجتمع وتماسكه وتوحده وتكامله وتعرية كل عنصر وكيان أو تكوين فرداً أو جماعة أو حزباً أو منظمة أو دعوات أو توجهات انحرافية وتضليلية من منطلق أن ذلك أمراً مرفوضاً لا بأسلوب المواجهات والصدامات وسفك الدماء وخلط الرعب والتقطع والنهب بل بأسلوب المثقف، الأسلوب الفذ ذو القدرة العالية على ايضاح الصورة للمشهد من خلال كشف الأضرار عن فداحة عواقب تلك الأزمات والصراعات والاقتتال وإهدار المال العام وتدمير البنية التحتية والانقسام والتشرذم وتمزيق الكيان اليمني الوحدوي والمجتمعي.