أطل علينا شهر الصوم، شهر الخير والبركات، شهر تعلمنا منه كل معاني القيم الفاضلة، تعلمنا منه كيف نزرع الحب في القلوب، والأمل في النفوس والعزيمة والإرادة، وأن نكون دائماً السباقين إلى الإحساس بهموم البسطاء والمساكين أينما كانوا وحيثما وجدوا، أطل هذا الشهر والأزمة السياسية تراوح مكانها، وتزداد معاناة أغلبية وعامة الناس، وتتفاقم همومهم ومشاكلهم، ولا يجد المواطن إلا التضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن تزول أزمة هذا الوطن، وتنجلي هموم المواطن. وفي ظل تفاقم هذه الهموم، يزداد دور الجمعيات الخيرية بمختلف مسمياتها، ودور رجال البر والإحسان لمساعدة المحتاجين والفقراء فالجمعيات الخيرية الاجتماعية تقوم بأدوار اجتماعية وتنموية مهمة، بصفتها السند القوي لمناصرة جهود الحكومة. وخلال السنوات الماضية برزت العديد من الجمعيات الخيرية التي كان لها قصب السبق في تقديم الدعم والمساعدة والمؤازرة للمواطنين المحتاجين ولعل من أبرز هذه الجمعيات وفي طليعتها جمعية الحكمة اليمانية بفروعها في المحافظات، ومؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان، والجمعية الشعبية وجمعية الإحسان وغيرها من الجمعيات، وقد استطاعت هذه الجمعيات على مدار عقدين من الزمن ضخ المليارات في شرايين الحياة الاجتماعية والتنموية من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الهامة على مختلف الصعد، كرعاية الأيتام، وكفالة الأسر الفقيرة، وبناء المساجد، والمستشفيات وحفر الآبار وطباعة الكتب، وصرف مواد غذائية (راشن) للآلاف من المحتاجين والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة. وإذا كانت هذه الجمعيات الخيرية تضطلع بتلك الأدوار الهامة تجاه المجتمع وفي الظروف الطبيعية .. فإن أدوارها يجب أن تتعاظم وتكبر وتتسع في الأزمات والشدائد والمحن إدراكاً منها بعظمة وجسامة الأمور، فهذه الجمعيات الخيرية مدعوة أكثر من أي وقت مضى أن تضع أقصى طاقتها وجهودها في خدمة المجتمع وفي إغاثة النازحين من محافظة أبين والجوف بسبب الأحداث الدائرة في هاتين المحافظتين، وأن تقوم بدور كبير في خدمة التنمية بالمحافظة ومساعدة المحتاجين والفقراء بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية أو ولاءاتهم الحزبية أو المناطقية أو القبلية أو العشائرية أو القروية. هذه الجمعيات الخيرية اليوم هي أمام مسؤولية ومهام وتحدٍ كبير، يفرض عليها وضع ورسم استراتيجيات إغاثية متكاملة لتحقيق قدرٍ من التكافل والتراحم في ظروف الفتن والأزمات السياسية التي تعصف بالوطن اليوم، ولتعزيز ثقة رجل الشارع بهذه الجمعيات الذي لم يعد بعضه يثق كثيراً في نشاط ودور هذه الجمعيات الخيرية، كونه يظن وإن بعض الظن إثم أن هذه الجمعيات الخيرية جاءت فقط لمنحى وأهداف سياسية ولخدمة شريحة معينة من الناس وهم المنتمون سياسياً لأهداف الجمعية والتي تعكس أهداف الحزب الذي يمول هذه الجمعية، أي إن بعض هذه الجمعيات لا تتعامل مع المواطنين المحتاجين سواء بسواء، بل هناك محاباة، وتمييز وتسييس وفرز للمواطنين، وأن كثيراً من هذه الأسر الفقيرة لا تصلها المساعدات الخيرية لهذه الجمعيات المسيسة وعلى رجال الخير والبر والإحسان والمؤسسات والأفراد رجالاً و نساءً دور يجب أن يضطلعوا به اليوم لمساندة إخوانهم المحتاجين ونحن نعيش في أتون هذه الأزمة الطاحنة وفي هذا الشهر الكريم شهر رمضان ويليه عيد الفطر المبارك وعليهم أن لا يترددوا قطعياً في تقديم مختلف أوجه الدعم والمساعدة المالية والمعيشية للمحتاجين وفي أي محافظة من المحافظات. وكلمة شكر وتقدير وعرفان ومحبة لكل جمعية قامت بدورها وكل محسن امتدت أياديه البيضاء لتخفيف من معاناة البسطاء والمحتاجين الذين ننحاز إليهم، ورمضان كريم وكل عام والجميع بخير.. والله من وراء القصد. [email protected]