نعم من كان يظن أنه سيأتي يوم على محافظة تعز وهي بهذا الحال خصوصاً في أيام عيد الفطر المبارك.تعز التي كانت ولا زالت وستظل مهما راهن المراهنون تستنكر لو“قرحت طماشة” كيف لها أن تعيش فرحة العيد وأيامه المباركة تحت لعلعة الرصاصات مختلفة الأحجام والعيارات فرادى وبالكميات ومن ساعة لأخرى لتشتد ضراوتها تحت جنح الليل حالة من الذعر والهلع لدى النساء والأطفال الذين سلبت منهم بسمة العيد بدلاً من انبعاث روائح العطور والبخور والفل فاحت روائح البارود هنا وهناك ولعلي وأنا أسطر هذه الحروف تدوي أصوات الرصاص من كل الاتجاهات فأحتار بما أبدأ وأين أتوقف وأنا لا أجد ساحلاً لأرسو أو أتوقف فيه وسأظل كذلك اعتصر الفكر واضغط بأصابعي على قلمي المسكين الذي أسيره عبر خطوط لا تعني بالنسبة لغير أبناء تعز شيئاً لكن هذه الخطوط المتعرجة والمنقوطة في نظري ونظر الكثيرين هي مأساتنا في محافظة تعز نعيشها بصمت تفصح عنها بعض الأقلام الشريفة التي أبت أن تبيع نفسها للشيطان. من المستفيد مما يجري؟ لماذا؟ لمصلحة من؟أسئلة تبحث عن إجابات تحت لعلعة تلك الرصاص التي يطلقها خفافيش الظلام وقطعان من الخارجين عن القانون والدستور ومن المأجورين الذين لا هم لهم سوى الكسب الرخيص الدنيء وفي خضم ذلك تطالعنا قناة الدجل “الجزيرة” بخبر مفاده “ سقوط تعز بأيدي الثوار” ومن تكرار ذلك الخبر حتى كدت أصدقه فأخرج إلى الشارع أتفقد قسم الشرطة في الحي الذي أسكن فيه هل لا يزال موجوداً وهل رجال الأمن متواجدون أجدني وقد انجرفت وراء كذبة روجها الإعلام المضلل الذي لا هم له سوى إذكاء نيران الفتن بعد أن آلوا على أنفسهم إلا أن يشعلوا نار الفتنة في كل بقاع الأرض. تعز التي كانت تنعم بالهدوء والاستقرار والأمن والسكينة وانشغل أهلها بالتجارة وبالعلم وبالثقافة وبالتنوير وبالبناء تعود اليوم ساحة لمعارك يقودها عملاء خونة، بعد أن قرر من يقف وراءهم نقل المعركة إلى تعز فأوفد مجاميعه المسلحة لتقتل وتنهب وتسلب وتقطع الطريق وتروع الآمنين لتحقيق أهدافه ومطامعه أحرمونا روحانية خواتم الشهر الكريم المبارك أحرمونا بهجة وفرحة العيد وأيامه المباركة كل ذلك وهم يدركون حقيقة أن لا مكان لهم في يمن الحكمة والإيمان. فيا أبناء تعز الحالمة والصمود لا يغرنكم تقلب هؤلاء في البلاد.فهم العدو فاحذروهم قاتلهم الله أنى يؤفكون. وَلكم حز في نفسي وأنا استقبل مولودي الجديد الذي لو كان الأمر بيده لفضل البقاء في أحشاء أمه من أن يخرج إلى ساحة معارك لا يسمع فيها سوى أصوات الرصاص ولا يشتم فيها إلا باروداً، لكننا لم نرحم تمرده عن الطلق وتم انتزاعه من وطنه الأول بعملية قيصرية أجرتها الأخت الدكتورة سعدية المالكي التي لا يفوتني أن أتقدم لها بالشكر الجزيل على ما بذلته وعلى نجاحاتها الطبية، فمزيداً من النجاحات والتوفيق.