بفضل الثورة انتقلت حياة المدنيين من طور البدائية إلى مشارف المدنية ،ونهض أبناء اليمن، يستشرفون المعرفة والحضارة والتطلع نحو مستقبل سعيد ، ولم تكن هذه الثورة مجانية، بل إنها كانت ثمرة تضحية وفداء شاركت فيها كل فئات شعبنا اليمني ، بعد أن ران على البلاد تخلف ثقيل وجهل أسود كئيب ، وكان خيار الأمة من علمائها في طليعة الذين ضربوا الأمثلة في الذود عن إشراق شمس الحرية والتقدم والاستقرار . لم يعرف ملايين من أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب قدر الظلام الدامس الذي عاش فيه اليمانيون لعشرات العقود ، ولم تعرف أجيال كيف أن هذا الشعب صابر وكابد وكابر حتى انتصر ، ولقد بلغ من ظلم الإمام أن انتفض ضده كثير من أبناء أسرته وقدموا أنفسهم كإخوانهم من أبناء الشعب اليمني قرابين على مذبح الفداء ، فالإمام لم يكن يتورع في سبيل أن يظل اليمن متخلفاً جاهلاً بئيساً أن يذبح إخوانه عبدالله والعباس ضمن كوكبة من الغيورين الأبطال الشرفاء . ولأن الثورة العظيمة التي نسعد بالابتهاج بها هذه الأيام لم تأت من فراغ ولم تأت هبة أو مجاناً ، فانتقلت باليمن وأبنائه هذه النقلة الخطيرة.. هذه الثورة تتعرض هذه الأيام لمحاولة سطو لإخماد إشراقتها وسرقة مكتسباتها .. إن هذه الثورة التي أشعلت 6 ملايين شمعة من مراحل التعليم الأساسي والثانوي وملايين في طور المعاهد والجامعات والدراسات العليا ، هذه الشموع والشموس تتعرض لهبوب رياح القرون الغابرة تريد إطفاء وهجها وإخماد بريقها المتألق. هناك من يريد تحطيم المشافي والمعاهد الصحية واقتلاع المدارس والمعاهد والجامعات وإطفاء الكهرباء وتدمير المطارات ليعود اليمن إلى عصر العزلة.. هناك أعداء الثورة الذين يريدون الانقضاض على الرأسمال الوطني وتدمير المؤسسات المصرفية والقضاء على مشروعات المياه في المدن والقرى وتفجير طرق السيارات للعودة إلى عصر الحمير.. إن شعبنا ينهض اليوم وبعزم كل اليمنيين للذود عن منجزات الثورة المباركة التي يعد انتهاكها انتهاكاً لشرف كل أبناء اليمن الأبطال. إن الثورة المباركة منتصرة بإذن الله رغم هذه الهجمة الشرسة من (الظلاميين) الأشرار الفجار أهل البوار والخسار والله غالب على أمره .