أختلف كثيراً مع بعض الكتّاب والصحفيين الذين ذهبوا يتهمون العميد عبدالله قيران مدير أمن محافظة تعز باتهامات هي في الأساس من نسيج خيالهم أو فلنقل من فصول اللعبة التي قاموا بها طيلة أحد عشر شهراً من العام الماضي 2011م.. ولو لم يقولوا ذلك ويذهبوا باتجاه إسقاط كل الإساءات بحقه ويتهمونه باتهامات لايملكون لها دليلاً واحداً فكيف بمغالطاتهم وخداعهم وكذبهم أن تجد من يصدقها في هذا الزمن الذي أصبح فيه الكاذب صادقاً وأميناً. والصادق كاذباً وخائناً.. العميد عبدالله قيران رجل دولة من طراز فريد.. تعامل مع كل الأحداث التي شهدتها تعز طيلة الأحد عشر شهراً الماضية من وحي المسؤولية التي أسندت إليه.. ومن منظار القائد الأمني الحريص على استتباب الأمن في المحافظة والحفاظ على استقرار وسكينة تعز وأبنائها.. أحد الكتاب في صحيفة الجمهورية قال عنه بأنه وطيلة عشرة أشهر ظل يدك مدينة تعز وبمختلف أنواع الأسلحة وقتلت قواته الطفل والمرأة والشاب وانتهكت قذائفه غرف النوم في المنازل.. ووصفه أيضاً بأنه قاتل!.. هذا الكاتب غير المحايد وغير الصادق فيما قاله يدرك جيداً كغيره من كان يقصف تعز من كل اتجاهات المدينة ومن قتل الأطفال والشباب والنساء ومن قصف غرف النوم بقذائف الهاون والآر بي جي من حي المسبح ومن شارع جمال ومن حي الروضة ومن بير باشا والحصب وغيرها من المناطق.. هذا الزميل لم يتحدث عن دماء المواطنين الأبرياء ورجال الأمن والحرس الجمهوري الذين تم الاعتداء عليهم وقتلهم بدم بارد.. ولم يتحدث عمن أحرق قلوب أمهاتهم وفلذات أكبادهم وكأنهم ليسوا يمنيين ويستحقون ماحدث لهم!.. هذا الكاتب وغيره ممن مجدوا القتلة بالأمس ووفروا الغطاء الإعلامي للمجرمين والنهابة واللصوص واتجهوا اليوم نحو الإساءة للشرفاء ممن يؤدون مهامهم ومسؤولياتهم من وحي النظام العام والقانون المتبع, إنما يستهدفون إثارة الأحقاد وتسيّد الكراهية بين أبناء الشعب.. العميد عبدالله قيران قام بمهامه ومسؤولياته الوطنية من وحي القانون الذي يحتم عليه مواجهة القتلة والمعتدين بقوة وحزم وصرامة وإن لم يفعل كذلك فإنه متواطئ ولايستحق أن يبقى يوماً واحداً في موقعه.. العميد عبدالله قيران رفض الإغراءات المادية التي عرضت عليه شريطة التساهل في إسقاط تعز وتحويلها إلى بنغازي أخرى شبيهة بتلك المدينة الليبية التي يتقاتل أبناؤها اليوم فيما بينهم اختلافاً على توزيع الغنائم!.. العميد عبدالله قيران الذي تعامل من منطلق المسؤولية مع الاعتداءات المتواصلة على مؤسسات الدولة المختلفة في تعز, ولولا مواجهته للمسلحين الذين جيء بهم من خارج تعز لاستباحتها وإشاعة الرعب والخوف في أجزائها وتحويلها إلى مدينة أشباح والاعتداء على مواطنيها.. لكان هؤلاء المسلحون قد حولوا تعز إلى غنيمة.. وهم أنفسهم اليوم الذين نراهم يبتزون التجار والباعة المفرشين والمتجولين تحت مسميات ماأنزل الله بها من سلطان.. هذا هو قيران الذي يذهب البعض من الصحفيين والكتاب- مع كل أسف- إلى إطلاق الاتهامات بحقه لأنه مدير أمن«العائلة» في تعز!.. هذا هو قيران الذي أثبت أنه أشرف من كثير ممن يدعون الرجولة اليوم وأقوالهم وأفعالهم تدينهم وتفضحهم.. ويقيناً مهما ذهب هؤلاء في وصفهم لقيران أو غيره من الشخصيات الوطنية أكانوا مدنيين أو أمنيين أو عسكريين حد البذاءة والإسفاف فإنهم سيبقون كباراً في أعين الشرفاء من أبناء هذا الوطن وسيبقون رجالاً عكس الآخرين الذين باعوا مبادئهم بقليل من المال المدنس وكثير من الخداع.. نعم لن تؤثر فيهم أصوات الغربان مطلقاً.. أما القتلة والمجرمون, والمروّجون للخداع والكذب والتضليل فإنهم لن يجدوا في قادم الأيام مايروجون له غير البذاءة والإسفاف.. والإساءة والانحطاط.. وليس ببعيد على من يبيعون الحقيقة اليوم وينتجون غبار الكلام أن يبيعوا غداً أشياء أخرى!!..