حظي ترشّح المشير عبدربه منصور هادي لرئاسة الجمهورية بالتوافق بين قمة الأطراف السياسية التي لم تستطع إلا أن توافق أيضاً على أن يتحمل هذا الرجل المسؤولية في ظرف لم تمر به اليمن من قبل, فكان إجماع الشعب عليه كشخص له من التاريخ ما يجعله أفضل قائد للسفينة اليمنية التي كادت تغرق بمن عليها وتقاذتفها الأمواج الهائلة مدة عام حتى ظن العالم أن نهاية غير سيعدة ستحل بالشعب الموصوف بالإيمان والحكمة. في الأمس فاضت الشوارع والميادين في كل المحافظات اليمنية بالجماهير المرددة للهتاف تأييداً لانتخاب عبدربه منصور هادي باستثناء قلة من الناس لا يسعون إلى الوفاق والاستقرار وإلى الدولة اليمنية الحديثة التي يتساوى فيها الكل في الحقوق والواجبات؛ بل إلى الفوضى وعدم الاستقرار خدمة لأهداف خارجية لم تعد خافية علينا؛ يريد أصحابها تفكيك عرس الوحدة الوطنية وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 90 وصولاً إلى ما يروح له بعض العملاء عن أقاليم وولايات بأسماء مرفوضة في الزمن المنظور كونها تقفز فوق قدرة غالبة اليمنيين على الاقتناع بها. إن عبدربه منصور هادي في غنى عن التعريف به عند اليمنيين, فهم يذكرون بطولاته الفذة في حرب الدفاع عن الوحدة, ويحترمونه لمواقفه المتوازنة التي استطاع بها أن يقود اليمن خلال أشهر كثيرة كانت عنواناً لفراغ سياسي خطير, واستطاع ان يحجّم القوة الهمجية التي عاشت ولا ثت سنوات كثيرة بالقانون وعرّضت البلاد لأفدح الخسائر وأرادت أن تستحوذ على الثورة والثوار عن طريق بعض الشخصيات المرموقة في المجتمع الأكاديمي والقبلي والعسكري بالمال والمنهوب من ثروات الشعب والمحلوب أو الموهوب من جهات خارجية محددة. إن انتخاب عبدربه منصور هادي معركة حياة أو موت بالنسبة لنا جميعاً, فليس هناك مخرج مما نحن فيه بعد سنة من الاضطرابات والدمار وفقدان العمل والوظائف لمئات الآلاف من العمال والموظفين واستمرار ضرب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء ومولداتها في مأرب والتقطع والنهب. فهذه فرصتنا جميعاً لالتقاط أنفاسنا وإعادة اللحمة إلى القوات المسلحة بفروعها الثلاثة وقوات الأمن بمسمياتها المعروفة, وتطبيع العلاقات بين كافة الأطياف والشرائح الاجتماعية, ومن ثم استئناف العمل في المشروعات التنموية والاستثمارات والسياحة وانتظام التعليم بكل مراحله.. ومن يسعون إلى عرقلة الانتخابات لن يجنوا إلا الخيبة بإذن الله.