الشرعية كثير من اللفظ والجدل يدور حول الانتخابات الرئاسية المبكرة وعن مرشح التوافق الوطني المشير عبدربه منصور هادي الكثيرون من ذوي الفهم القاصر يقولون أن تلك الانتخابات تحصيل حاصل وأن المشير عبدربه هو المرشح الوحيد وهو الرئيس في كل الأحوال للفترة الانتقالية القادمة، الأمر الذي يعود أثره سلباً على المجتمع في ظل هكذا مفهوم أو خطاب يقلل من أهمية هذه الانتخابات. مما لا خلاف حوله بأن المشير عبدربه منصور هادي هو الرئيس التوافقي بموجب ذلك الاتفاق الدولي المتمثل بالمبادرة الخليجية وآليتها المزمّنة والموقع عليها من قبل طرفي العمل السياسي في اليمن المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه، وقد باركت ذلك الاتفاق الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي.. وهذه المعطيات هي التي تجعل الذين لا يدركون أن هكذا ولاية تعد منقوصة الشرعية على اعتبار أن مصدر تلك الشرعية هو الشعب والشعب وحده هو من يملك الحق في إعطاء تلك الصفة وإضفاء الشرعية، إذ لايفوض إلا مالك ولا يوكل إلا مالك ولا يعطي حقاً إلا صاحبه.. وهنا يكمن السر الذي لا يجب أن يغيب على النخبة من أبناء هذا المجتمع الذي قد ذاق من معاناة الأزمة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. قال لي أحدهم لماذا كل هذا الضجيج والصرف لانتخابات محسوم أمرها مسبقاً إذ لا يفرق أن يحصل عبدربه منصور هادي على 10 % أو 100 % من أصوات الناخبين الأمر سيان.. سرعان ما عارضته القول بأن ما جاء على لسانه ليس بصحيح فإذا كان الأخوان في المشترك وشركائه جادون في ترشيح عبدربه منصور فليحشدوا جماهيرهم إلى الصناديق، وبالمقابل المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ليحصد المرشح نسبة 75 % على أقل تقدير فأجابني وما هو الفرق..؟ سرعان ما كان ردي بأن الفرق كبير جداً والصورة لا يمكن استيعابها بكل مفرداتها بهذا الحيز ولكن سأذكر مثلين يبرزان العواقب لكلا الأمرين والتوقعات التي لا يعرفها إلا الراسخون في العلم والسياسة: المثل الأول إذ ما قامت أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وأحزاب اللقاء المشترك وشركاؤهم وهما أطراف المبادرة بالتعبئة لمرشح التوافق الوطني وحشد كل الطاقات واستعمال الإمكانات المتاحة وأتت النتائج مخيبة للآمال لا قدّر الله بنسبة 10 % أو 20 % ستبرز من خلال ذلك صورة هي أشد قتامة أمام العالم بأن أطراف الأزمة السياسية في اليمن ليسوا إلا كسراب بقيعة لأن نتيجة لهذه تذهب بمدلولها إلى أن هناك طرفاً ثالثاً صامتاً ظاهر الحال يقول أنه مالك القرار و80 % و90 % نسبة ليست بالقليلة في ظل هكذا مرحلة وبالتالي فإن التعامل الدولي مع قيادات لا تمثل سوى 10 % يعني أنه تعامل مع أشخاص لا مع شعوب وبالتأكيد أن ذلك سيؤثر سلباً على موارد البلاد من المعونات والمساعدات الدولية و...إلخ. المثل الثاني لو حصل مرشح التوافق على تلك النسبة 10 % أو20 % فهل نظن أن الأمور ستسير على خير وأن المشير عبدربه منصور هادي سيكون رئيساً يملك حق اتخاذ القرار السياسي القوي النافذ.. فوالذي بعث محمداً بالحق أن لو كان الحال كذلك واتخذ هادي قراراً في يومها وفقاً لصلاحياته الدستورية والقانونية ضد نافذ أو مركز قوى أو شيخ من العيار الثقيل لدخل عليه النافذون ووقفوا في وجهه بالقول صدّقت أنك رئيس من انتخبك محافظة محافظتين ومن تمثّل..! ولدخلنا بعد ذلك في دوامةٍ من الصراع والأزمات التي ستسكر ظهر البعير. بعكس لو حصل مرشح التوافق عبدربه منصور هادي على ما لا يقل عن 75 % من إجمالي قوام المسجلين والناخبين فإن ذلك يحمل جملة من المعاني والدلالات ستلقي بظلالها وتنعكس إيجاباً على أداء الرجل الذي لا نشك مطلقاً بمقدرته على قيادة هذا الوطن، فحصوله على النسبة العالية من أصوات الناخبين يجعله قادراً على مواجهة كافة الصعاب لاكتسابه صفة التمثيل لهذا الشعب وتنعقد الولاية وتستمد قراراته قوتها من صوتك أخي الناخب بصوتك وأنت تعطيه لمرشح الوفاق الوطني فإنك إنما تضع لبنة صلبة في جدار البناء المؤسسي والديمقراطي وأن تلك الأصوات بنسبة عالية تجعل الرجل قادراً على مواجهة كل من تسوّل له نفسه جر البلاد إلى أزمة جديدة. ثق عزيزي القارئ أن صوتك لهادي سينعكس على قراراته إيجاباً وقوة لأن حصوله على نسبة عالية من الأصوات يعني حصوله على التفويض والتوكيل والشرعية وكل ذلك قد صدر ممن يملك الحق فلا زيد ولا عمرو ولا زعطان ولا علان قادر على أن يلوي ذراع الرجل.. فلا تتأخر أخي الناخب عن نصرة الوطن في هذا اليوم الوطني المشهود واللهم فاشهد.