1 لا يجب استرخاص دماء اليمنيين في مسلسل الصراع على المناصب العسكرية لبقايا النظام وخصومهم العسكريين، والجريمة البشعة التي حدثت في محافظة أبين هي عمل همجي يوجب عزل جميع تلك القيادات العسكرية التي فشلت في واجباتها العسكرية والأخلاقية، ولم تؤدِ واجبها في الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة خلال فترة قيادتها للأجهزة الأمنية والعسكرية، وسمحت له بالسيطرة على مناطق شاسعة من البلاد، وزودته بالسلاح، وسلمت له المعسكرات ومخازن السلاح والمعدات الثقيلة، واستخدمت ورقة القاعدة لابتزاز اليمنيين والعالم للحصول على أموال طائلة ومواقف داعمة للنظام الفاشل. 2 الواجب الأخلاقي والمهني والقانوني يستلزم تقديم المسئولين عن الأجهزة العسكرية والأمنية التي كان من مهامها الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة، للمحاكمة العسكرية؛ بسبب ممارساتها الفاسدة ولتفريطها في أرواح الجنود والمدنيين.. فمن لا يحمي جنوده لا يستحق البقاء في منصبه، وهذه أمور بديهية.. وهذا أدعى للإسراع في عملية إعادة الهيكلة وإقالة الفاسدين كضرورة سياسية ووطنية وأخلاقية.. 3 حالة الفوضى والتفجيرات الانتحارية غير المسبوقة في هذا التوقيت بعد كمون طويل للعمليات الانتحارية والعسكرية للقاعدة، يمكن قراءته في جزء منه، بمحاولة مقايضة أمن اليمنيين بالاستمرار في عملية التسوية السياسية وفقاً لسيناريو يركز على بقاء قادة الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي والفرقة الأولى مدرع ضمن عملية الهيكلة للمؤسستين العسكرية والأمنية.. والتضييق على الساحات وإرهاب الأصوات المطالبة برحيل تلك الشخصيات التي لها أيضاً ارتباطات مشبوهة بتنظيم القاعدة. 4 هناك وجود ونشاط حقيقي لآلة القتل المسماة تنظيم القاعدة، وهي تستفيد واستفادت من الأداء السياسي والأمني المتخاذل للأجهزة الأمنية والعسكرية في الحرب على الإرهاب، واستفاد التنظيم من تمويل بعض أركان المنظومة الحاكمة في البلاد للجماعات الإسلامية في أبين وشبوة ومأرب وغيرها من المناطق، للحصول على عتاد وأموال ومواقع للإيواء وتجميع عناصر مؤيدة للقاعدة، وإقامة مراكز تدريب للانتحاريين. وبالتالي فإن مواجهة القاعدة بحاجة لإعادة النظر في الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية، والبدء في عزل القاعدة عن البيئة الداعمة لها، وتجفيف مصادر التمويل والإمداد، وعزل القيادات العسكرية والأمنية المتواطئة مع الجماعات المساندة لتنظيم القاعدة، والدخول معها في حوار إذا اقتضت الضرورة ذلك. [email protected]