عندما جاء السيد نبيل العربي الى وزارة الخارجية المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير2011 كان زخم الثورة المصرية هادرا وفي حين واكب العربي الهتاف باحترافية عالية تشابهت البقر على المجلس العسكري كما يبدو فسن سنته الاولى في زمن مبارك وتم توريد العربي الى الارشيف بمذكرة رسمية تحت ذات العنوان الذي تم بواسطته توريد عمرو موسى من قبل مرشح مصر لأمانة الجامعة العربية مع أن المشير طنطاوي لاينوي على مايبدو ترشيح احد اقاربه لرئاسة الجمهورية كما تقول لجان استقبال طلبات الترشيح في مصر حتى الان .. لكنه “ويندوز” مبارك المحمل على ذاكرة المجلس كما يقول “خبثاء الربيع العربي” .. جوزي العربي اذاً جزاء سنمار مصر “عمرو موسى” الذي كان العالم العر بي يظهر في المحافل الدولية في مناسبات كثيرة ممثلا بواحد هو عمرو موسى حينما كان موسى وزيرا للخارجية المصرية وكان العربي شارف على ذلك ..الى هنا وينتهي تشابه الحالين ذلك أن وضع الجامعة اليوم افضل بكثير والملعب الذي يحظى به العربي اوسع بكثير من حاله في عهد موسى الذي تحول مع كل قمة الى ممرض كل مايهمه ان يتفرق جمع مرضى الضغط والسكر والخرف من حول الطاولة وصولا الى الفندق او المطار بسلام .. المشكلة في ان الامين الجديد جاء حافظا للدرس يوم الاختبار الخطأ حين سارع الى تقمص خطاب الهزيمة في زمن النصر ..فاتحا الباب لشائعات لاترحم من نوع مايلمح به البعض من وجود علاقة وثيقة بينه و خال الرئيس الاسد رامي مخلوف كبير اساطين المال في سوريا بحسب ما يلمز سياسيون سوريون اليوم ..ويحتاج العربي ان لايصدقهم الناس غداً.. جاء العربي الى موقع الامانة العامة للجامعة والغرب يود التضييق على الامتداد الصيني الذي بلغ ليبيا فلعب اللاعبون بالنيابة لعبة شطرنج نجحت في طرد ملك ملوك افريقيا الخالية من الملوك على الاغلب ولمع نجم العربي الذي سرعان ماتبدى انه ضعيف في الجغرافيا او انه يعاني من قدم عدسات نظارته فهو لم ير دولا كالبحرين واليمن على الخارطة كما يبدو وكل مايذكره اليمنيون للعربي حضوره عزومة حفل تسليم السلطة غير الضروري في اليمن الا من توفير فرصة لمخلوع اليمن لكي يقف لدقائق امام عدسات الكاميرات نشوة عشقه القديم ..اما الفعاليات الثورية المدعومة بقيم الشرع والقوانين المحلية والقوانين والقرارات والمواثيق الدولية والمجازر التي حصدت ارواح الاف من انبل شباب اليمن طوال عام من الثورة شهدت امانته معظمه فقد تجنب التعاطي معها ..”ربما تنفيذا لنصيحة اطباء الحموضة” اليوم ..تحترق سوريا وهي العمق الاستراتيجي لمصر ذات العلاقة غير الصحية مع ايران “كما تدعي” فيما مصرية العربي ماتزال تقرأ في كتاب مبارك كما يبدو.. عربيا تقف جميع الدول الفاعلة في القرار العربي صفا واحد لأول مرة وتبسيطا للأمر فإن قرارات الجامعة تتبع في العادة مصر والسعودية ومع ذلك تصطف الى جانب هاتين الدولتين اليوم دول الخليج جميعها اضافة الى دول الربيع العربي تونس ليبيا اليمن اضافة لمصر ومع ذلك تبدو مواقف الامانة العامة لجامعة الدول العربية اضعف من حالها في العام 2010حين كان المشير طنطاوي يتلقى الاوامر من جمال مبارك الامر غير الشرعي. آخر تقليعات الامين العام قوله أن الجامعة العربية لاتمتلك طائرات ولا مدافع متناسيا على مايبدو ان الدول الاعضاء لديها الطائرات والمدافع والصواريخ والمال والنفط والارادة في الحد من مجازر الاسد بغض النظر عن ماوراء الاكمة في حال تشغيل معامل سوء الظن.. يتناسى الامين العام كما يبدو انه يقول مايقول بعد خروج متكرر من قاعة ترتفع في ارجائها الاصوات المؤيدة لدعم الشعب السوري ولو من قبيل الحياء او حتى تصنعه ولو من قبيل القيام بعمليات شد وجه سياسي للاستمرار في العروش لا تكون الاسباب والدوافع ذات اهمية عادة حين يكون الطريق لاتخاذ قرار صائب ممهدة ومتاحة.. يستطيع العربي دعوة الانظمة العربية او حتى جرها الى موقف يحقق مستوى فاعلا من الحرج لأعضاء مجلس الامن الدولي اليوم والظروف مهيأة لاتخاذ موقف تجاه مايجري في سوريا يسجل التاريخ ادانة ثقيلة للجامعة العربية في عهد امانة العربي يصعب على الشعوب العربية هضمها او التشافي من اثار عسر الهضم لاحقا ربما يتوجب على السيد نبيل العربي اخلاقيا كشف معوقات الدفع نحو موقف جاد بعيدا عن التحجج بالموقف الروسي الصيني فطائرات الناتو سبقت وصول القرار الدولي الى ليبيا واستخراج قرار دولي بحظر جوي في سوريا لا يتعارض مع الحجة الروسية الصينية من حيث موازنة نص القرار بين النظام القاتل والشعب المقتول” وهو منطق اعوج في الاساس” ..لكن لامشكلة لنوقف خلل التوازن الفاضح في الجو ولنلعب على كشف المستور على الارض .. اليوم يحظى امين عام جامعة الدول العربية بفرصة الدفع نحو موقف يحشر المجتمع الدولي في مازق اخلاقي تجاه الوضع في سوريا لان الحرج الاخلاقي هو اقرب متاح يمكن اللعب عليه في الشأن السوري ريثما يعيد اصحاب المصالح ترتيب اوراقهم.. اليوم يحظى العربي ايضا بفرصة تقديم استقالته ليكون سوار البلاتين بعد عبد الرحمن سوار الذهب في السودان وسوار الماس في موريتانيا علي محمد فال.. وغدا ربما لن تكون أيا من الفرصتين متاحة.. وربما كان من الجيد ان يقف العربي مع نفسه ليتميز له الافضل عروبة ماقبل العام 2011 ام عروبة مابعده..