هذه هي إحدى الدفع المتخرجة من معهد ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو معهد يهتم بتعليم وتعلم وتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة تعز من “الصم والمكفوفين”، وقد اُحتفل “بضم الألف وتسكين الحاء ورفع التاء وكسر الفاء” بتخرج هذه الدفعة المتخرجة، والتي سُميت تفاؤلاً وتيمناً بدفعة المستقبل، نسأل الله لهم أن يكون المستقبل مشرقاً وضاءً لهم، ولكل اليمانيين. ذوو الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم والمكفوفين ليسوا بأقل إمكانات واستعدادات وقدرات من الناس العاديين، بل هناك من يتفوق على الشباب والطلاب العاديين، فإذا كانوا قد سُلبوا نعمة السمع والكلام والنظر إلا أن ذلك يعوضه الله لهم بنعمة قدرات عقلية غير عادية، وبقدرات إبداعية نظرية وعملية عالية، وتكون لديهم استعدادات وإمكانات وقدرات للتعلم أفضل حتى من نظرائهم ممن يسمعون ويتكلمون ويبصرون بكثير. وهناك العديد من الصم والبكم والمكفوفين نبغوا على مستوى بلدانهم، وعلى مستوى أقاليمهم وعلى مستوى العالم في كل مجالات العلوم والفنون الإنسانية. معهد ذوي الاحتياجات الخاصة بتعز ليس معهداً حكومياً، فالحكومة حتى اليوم لم توجه اهتمامها الكافي والفاعل إلى هذه الفئات الطيبة والشفافة والواضحة والصريحة والحساسة.. فالمعهد الذي بتعز يتبع المؤسسة الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي جمعية تدار وتُمول من إحدى البيوتات الصناعية التجارية المالية الخيرية العملاقة في اليمن، وأيادي هذا البيت الخضراء والبيضاء تمتد إلى الكثير من المجالات مسهمة وداعمة ومساندة للكثير من المجالات الخيرية الإنسانية وبالذات في مجال المنشآت التعليمية في مختلف محافظات اليمن. على أي حال.. ذوو الاحتياجات الخاصة “صم بكم مكفوفون” بحاجة إلى تدخل الحكومة لتوفير المعاهد والتعليم والتعلم والتأهيل والتدريب المناسب لهم، والعمل بجدية بسياسة مخططة مبرمجة لدمج هذه الفئات بعد المراحل الأولية في التعليم العام ليواصلوا تعليمهم حتى نهاية التعليم العالي، فالحكومة هي المعني الأول بهم كمواطنين في البلد.