لم يصبر أي شعب مثل صبر الشعب اليمني على ما جرى ويجري له من مشاكل وفتن وأزمات واجه فيها أبشع أنواع الجرائم من قتل وسفك دماء ودمار وخراب وخسائر مادية ومعنوية عامة وخاصة لا تقدّر بثمن وخاصة خلال العام الماضي.. مشاكل هنا ومشاكل هناك، مشاكل عامة وخاصة ويكاد لا يوجد مواطن إلا ويشكو, أين الخلل؟ وأين الحل؟ وأين المخرج؟ والى أين تتجه البلاد في ظل هذا الوضع؟ يا الله سترك.. الكل سلطة ومعارضة وشعب يشكو من الفساد والمفسدين والانفصاليين والخارجين عن النظام والقانون وغيرها من المشاكل والمعاناة. كثير من الناس والكتاب والمحللين السياسيين والساسة والمثقفين يقولون أننا في خطر وأن البلاد تتجه إلى حافة الهاوية ومنهم يقول إلى الضياع وآخر يقول إلى الانهيار بسبب الأوضاع التي مرت وتمر بها بلادنا.. يالطيف الطف بنا ياالله. بالمقابل نسمع من يقول أن الوضع العام مطمئن ولا خوف وسيعود الأمن والاستقرار والخير والنماء، وأن عجلة التنمية والأمن والاستقرار سوف تعاود دورانها أيضاً وستسير البلاد نحو التقدم والازدهار في مختلف المجالات والاتجاهات وأن من يقول عكس ذلك مخطئ، ولنفترض أن مثل هذا الكلام صحيح وسيتحقق بلاشك ولكن متى؟! الوقت والزمن غير معروف والعالم الله. المشكلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه واستمرت المشاكل والفتن والمكايدات والمناكفات السياسية والحزبية وما أكثرها ستظل المعاناة والخوف والوضع غير المستقر والمزيد من الخسائر والتدهور نحن في غنى عنها, فمن هو المستفيد؟! بالتأكيد الشعب اليمني ليس مستفيداً وسواده الأعظم لا يؤيد استمرار مثل هذا الوضع غير المرغوب فيه. الشعب اليمني يعاني.. يصرخ.. يستغيث.. يئن.. يتألم.. يموت.. ألا يكفي ذلك؟! لقد سئمنا استمرار هذا الوضع المقلق غير الآمن الذي لا يبشر بخير ولا بمستقبل واعد. ورغم ذلك كثيرون من طيبتهم وطبيعتهم السمحة يقولون الحمدلله أننا وصلنا إلى هذا الحد، وهؤلاء يحدوهم الأمل أن الأيام ستصلح ما أفسده الماضي وأهله, بالطبع التفاؤل مطلوب بل ضروري ومهم جداً وخاصة في مثل هذه الأمور وما أجمل الصبر عند الشدائد حتى لا نصاب باليأس والإحباط. بالتأكيد هناك أشخاص معينون فقط هم المستفيدون من استمرار هذا الوضع، يعملون على افتعال المشاكل والأزمات واختلاقها بين الحين والآخر من أجل مصالح شخصية، بل إن بعضهم يظهر الوطنية بكلامه العذب لكن باطنه مر، يفتعل مشاكل عن طريق آخرين ومن بينهم شخصيات ثقة لها مكانتها الوطنية وممن لا يمكن الشك فيهم مشهود لهم بالوطنية والنزاهة, لكن الكذب دائماً حبله قصير، البعض من أولئك المثيرين للفتن أصبحوا معروفين ومكشوفين نسأل الله أن يهديهم أو “يشلهم” ويخلصنا منهم.. والأيام ستكشف الصالح من المفسد والمخلص من المصلحي والنفعي.. وهذا ما نتمناه فما ضاع حق وراءه مطالب والحليم تكفيه الإشارة. شخصياً متفائل رغم ما حدث ونظرتي المستقبلية هي أن المستقبل ينتظرنا وسننعم فيه بالأمن والاستقرار والخير إذا ما تم تحقيق مطالب وأهداف الشباب اليمني، فاليمن بلد الإيمان والحكمة كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن المطلوب منا جميعاً أن نوحد الصفوف من أجل اليمن نغلب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، فمصلحة اليمن هي مصلحتنا, فهل آن الأوان أن نكون كلنا اليمن ونقول للمسيء أسأت ويجب أن يأخذ عقابه، وللمصيب أحسنت ويأخذ جزاءه، فاليمن مسئولية الجميع مهما كانت الظروف.. اللهم احفظ اليمن وجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن.. آمين.