العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



للأسف يبدو أن هناك وهماً بأن القوة قد تحسم كل شيء وهذا استحالة الفيدرالية هي الطريقة الوحيدة لحل مشكلاتنا لأنها تناسب ظروفنا وعبرها يأتي الاستخدام الإيجابي للتنوع
نشر في رأي يوم 05 - 08 - 2009

الأستاذ عبدالرحمن علي بن محمد الجفري في حوار مع قناة (السعيدة) الفضائية :
أجرت قناة (السعيدة) الفضائية الاثنين الماضي حواراً مباشراً مع الأستاذ عبدالرحمن علي بن محمد الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) تناول فيه مستجدات الأحداث على الساحة الوطنية، والحلول التي تقدم بها حزب الرابطة للخروج بالوطن من مآزقه الراهنة وعلى رأس هذه الحلول المبادرة الوطنية لحزب الرابطة التي أعلنها في يونيو الماضي.. ولأهمية ما جاء في الحوار تعيد (رأي) نشر نص الحوار الذي أجراه الزميل عارف الصرمي في برنامجه الحواري (في كل اتجاه).. فإلى نص الحوار:
تتطور الأحداث سريعاً في اليمن من صعدة إلى أبين، وكأن اليمن تبتلع طعم فتح جبهتين عسكريتين في الجنوب والشمال في وقت واحد، والأوضاع الاقتصادية لا تزال على حالها السيء، والحوار بين السلطة وأحزاب المعارضة المشترك إن كان قد بدأ فلم يتم حتى الآن..
• سيدي، المشهد وتطوراته.. ما قراءتك لما يجري في اليمن؟
- الجفري: اسمح لي بلمحة تاريخية بسيطة لن أطيل فيها، لأنني لا أوؤمن في مثل هذه اللقاءات بقراءة التاريخ، نحن الآن نريد معالجة الحاضر وتأمين المستقبل، لكن كيف بدأ الكلام عن الوحدة اليمنية بالعصر الحديث؟! بدأ عند رواد الحركة الوطنية اليمنية الذين كانوا يدرسون في مصر.. محمد علي الجفري، الأستاذ النعمان، القاضي الزبيري، سالم الصافي، رشيد الحريري، محمد عبده حمزة، محمد صالح المسمري، وغيرهم وأسسوا أول تنظيم موحد في التاريخ، موجودة مسودته في مكتبة الأستاذ النعمان، وعندنا صور لها كتب مسودته محمد علي الجفري، هذا الكلام حدث في سبتمبر عام1940م، وعندما عادوا تباعاً إلى أرضهم وجدوا أن المشهد مختلفاً قليلاً، فرأى الإخوان في الشمال أن يُكوِّنوا تنظيمهم بدلاً عن التنظيم الموحد، وذلك لأن الشمال في ذلك الوقت كان يحتاج إلى معالجات مختلفة، وجاء الإخوان في الجنوب ورأوا أن الجنوب يحتاج إلى تكوين هيئة إنقاذ، لأن القضية كانت مختلفة.. استعمار في الجنوب وإمامة في الشمال.. فتكونت الرابطة، وكان من مؤسسي الرابطة إلى جانب كثير من الشخصيات السياسية الجنوبية، محمد علي الأسودي، الأحمدي، الشعلان، المقطري، وكثير من الرموز الشمالية التي كانت موجودة في عدن.
أريد أن أصل بهذه المقدمة إلى أن هناك أناساً يقولون بأن ما تنادي به الرابطة اليوم هو كلام الرابطة زمان (الجنوب العربي)، وهذا شرف كبير للرابطة بأنها كانت الرائدة بهذه التسمية.. إذاً فليتركوا تعريف التسمية لمن سماها اسمية الجنوب العربي، وعليهم أن يوجدوا له تسمية ثانية، الجنوب العربي أسميناه ليوحد الجنوب، في وقتها كان الجنوب يتكون من 22مشيخة وإمارة وسلطنة ومستعمرة، وكان لابد من اسم يجمعهم، فسموه الجنوب العربي، وهدفنا من ذلك تحرير الجنوب من الاستعمار وضمان وحدته وانتقال السيادة إلى شعبه ومن ثم الانتقال إلى وحدة الجنوب العربي الكبير.. هكذا كان الاسم موثقاً باليمن الطبيعية، والرابطة أول من سمى اليمن بيمن طبيعي على أساس سياسي، ولليمن مسميات تاريخية سماه الرسول جنوب مكة، والحميرون سموها بيمنات...
نأتي للمشهد الحالي اليوم، الإشكالية بدأت من يوم الوحدة، فلم تقم بين شمال وجنوب ولا على أساس كلي، بل قامت بين حزبين هذا نص بدليل أن الذي وقّع عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يقولون اليوم سوف يستعبدون هوية الجنوب لم يكن هناك جنوب، بل كان هناك جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأخ الأستاذ علي سالم البيض وقّع على الوحدة بصفته الأمين العام للحزب الإشتراكي وبدليل أنه كان هناك خمسة وزراء كانوا من الشمال أتوا مع الحزب الاشتراكي كانوا معه في الحكم وما كان أحد زعلان، فإذا جاء أحد وقال إن الوحدة قامت على أسس وطنية، غير صحيح، إنما قامت على الأساس الحزبي، وتحزيب الوحدة كانت فجوة..
أما في الشمال فقد كان الرئيس علي عبد الله صالح أذكى في تلك المرحلة، حيث أقفل كل ملفات الصراعات وتناساها، وكوّن المؤتمر الشعبي العام، ضم فيه الكل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، بينما نحن عندما نزلنا إلى عدن في ذلك الوقت نطالب بوحدة وطنية لم يقبل أحد على مستوى الجنوب..
الأمر الأخر الشطر الجنوبي، كان كل شيء فيه مؤمماً حتى العقل مؤمماً، والإنسان لا يملك إلا راتبه الذي بالكاد يكفيه، بينما في الشمال لم يكن هناك تأميم، ومنذ قيام الوحدة صار جزءاً من أبناء الوطن يملك ويستطيع أن يبيع وأن يشتري وبتصرف وعنده الخبرة في ذلك، وأبناء الشطر الجنوبي لا يستطيعون عمل ذلك ولا عندهم المال أو الخبرة، فحدث هناك خلل اقتصادي، لم يستطع معه الجنوبي العيش في إطار أن يكتفي بمرتبه وهو لا يكفيه، بينما الشمالي كان لديه مرتبه ويعمل في المساء، هذان خطأن، خطأ سياسي وآخر اقتصادي، أما الخطأ الثالث فهو نظام الدولة البسيطة، وهنا أنا أريد من أي واحد أن يقول بأن هناك وحدة قامت بين كيانين أو أكثر على نظام الدولة البسيطة وما زالت موجودة.. الدولة البسيطة هي الدولة المركزية، والتعريف القانوني والعلمي والسياسي يقول الدولة البسيطة هي الدولة المركزية، أما الدولة المركبة فهي الدولة اللامركزية، عبد الناصر لم يستطع أن يعمر أو يبقِ على وحدة سوريا ومصر لأكثر من ثلاث سنوات وذلك في أوج المد القومي..
• حول التطورات في اليمن لدينا إشتباكات في صعدة وأخرى في زنجبار هذه التطورات تجعلنا نعيد السؤال هل أن اليمن يكاد يبتلع طعم أن يفتح جبهتين عسكريتين إضافة إلى جبهة اقتصادية وإلى جانب وضع مأزوم في العمل السياسي... ما معنى هذا؟
- الأستاذ الجفري: اليمن لا يقوى لا على جبهة ولا على جبهتين ولا حتى على زقاق عسكري، نحن لا نقوى كبلد على ذلك خاصة عندما يكون هذا بيننا، للأسف يبدو أن هناك وهماً أن القوة قد تحسم كل شيء، وهذا استحالة؛ لأن القوة بذاتها عامل متغير وبطبعها كعامل متغير لا تستطيع أن تراهن عليها للإبقاء على هذا الشيء، قد تقيم وحدة واستقرار بالقوة لكن في النهاية سوف ينتهي، ولذلك تم اللجوء لاستخدام القوة هنا وهناك فاضطر الناس بعدها لكي يقاتلوا بالقوة..
• هل تبرر حمل السلاح في وجه الدولة؟
- لا..أنا ضد هذا، موقفنا واضح وجلي، فجريمة أن يحمل أي مواطن السلاح في وجه الدولة، وجريمة أكبر أن تطلق الدولة الرصاص على مواطن أعزل ينادي إن شاء الله بكفر شرعاً، حتى الكافر أمرنا الله أن نناقشه أولاً، لا بد من أن تقام عليه الحجة أولاً ولا تقتله، فهل يقتل شخص على أنه خالف الرأي؟! لو كان على طول الخط مخالف لرأيي مخالف للدستور لا يمكن قتله.
• ما هي خطورة الوضع في البلد؟
- أقصى ما يمكن في اعتقادي، وإذا إخواننا في السلطة لا يدركون هذا، إذا في أحد يقول إن كل شيء تمام، وأن الأمور سهل سنضرب هنا، وهناك، هذا غير صحيح، فلم تمر اليمن في اعتقادي في تاريخها بمرحلة أخطر من هذه، لا في أيام الاستعمار ولا في أيام الإمام ولا قبلهما.. وضع خطيرجداً.. لماذا؟! لأن الأزمات في بلادنا مركبة، عندنا كل شيء مركب، دائماً عندنا في اليمن، عندنا أزمة اقتصادية خارقة وجوع وفقر فوق حدما يحتمله المواطن وما نتخيله، نحن الذين عندنا ما يكفينا من الأكل، فوضع المواطن لم يعد يحتمل، عندما ترى في الشارع العمال يتضاربوا على شان يصعدوا إلى السيارة، 100 شخص يطلعوا وصاحب العمل لا يريد مثلاً سوى 4عمال، هذا أولاً، ثانياً الخدمات الصحية، ثالثاً خدمات التعليم، ماشاء الله خريج جامعة لايكتب سطراً واحداً صحيحاً.. ماذا أقول.. تمييز في المعاملة بين إنسان وإنسان، بين مواطن ومواطن على أساس المنطقة أو القبيلة أو القرب من السلطة.
• خطورة الوضع الآن برأيك إلى أي حد يمكن أن يصل؟
- يمكن أن يتطور، ما صار في أبين ويتطور في صعدة يتطور أكثر وأكثر. أمس كل الطرق المؤدية إلى أبين مقطوعة من شبوة أو من لحج أو من عدن يعني إلى جانب هذه المسائل المعيشية هناك قهر وظلم.
• هل أن اليمن على يد أبنائه يبتلعون طُعم فتح جبهة عسكرية؟
- هم الذين يعملون الطعم من أول شيء.
• في مصلحة من؟
- هنا الاشكالية، فالبعض يعتقد أن أفراداً في السلطة تعمل هكذا غير صحيح، ليس صحيحاً .. الأمور وصلت إلى حد أنا شخصياً اليوم مرعوب ليس على ذاتي، بل مرعوب على البلد، لو كان على ذاتي سهل ليست قضية؟ لكن الذي يعتقد أنه سوف يسلم سواءً كان قوياً بقوته أو ضعيفاً بحكم ضعفه وبأنه غير معرَّض وأنه لا أحد سيأتيه،، لا.. إذا صارت فتنة ستكون على مستوى رأسي وأفقي.
• دعني أضع الصورة مبسطة جداً.. أستاذعبد الرحمن ما الفرق بين البدايات في صعدة وأزمتها وحروب خمسة دارت واشتباكات تتقدم حرباً سادسة الآن وبين المقدمات في أبين يعني في صعدة بدأت الأمور بهتافات الموت لأمريكا وإسرائيل وانتهينا بيمني يقتل يمنياً وفي أبين بدأت الأمور في المحافظات الجنوبية بمطالبات حقوقية وانتهينا بيمني يقتل يمنياً، يعني أن اليمنيين يقومون بعد كبوة، هذا معروف عنهم لكن لا يألقون بالأزمات لايجيدون إدارة الأزمات، ما الذي يجري ياسيدي؟
- هذا غير صحيح.. أولاً في صعدة النتيجة واحدة وهي أن يمنياً يقتل يمنياً شعار الموت لأمريكا الموت لأسرائيل الذي رفع بصعدة قد بكون تعبيراً عن الغضب من فعل أمريكا وفعل إسرائيل، لكنه تعبير آني يجب أن لا يبقى هو عملك، النتيجة واحدة أن اليمنيين يقتلون بعضهم البعض، أهداف مختلفة هناك في أغراض عقائدية دينية والحراك لأغراض حقوقية و بتصرف الدولة حولتها إلى حروب أكثر.
• أنت ترى أن الخطأ فقط في تصرف الدولة؟
- لا، لا.. الدولة دولة الجميع، دولة المخطئ والمصيب مسئولة عن الاثنين وليست مسئولة فقط عمن هم معها، هي مسؤولة عمن هم معها وضدها مسؤولة عن المخطي والمصيب في البلد، مسؤولة عن البريء والمجرم.. لا أحاول أن أدفع الناس إلى الغضب.. الغضبان من القهر أو الظلم لاتطلب منه أن يتصرف تصرفاً سليماً، أنا أعذر أي إنسان يخرج للتعبير عن غضبه: يا أخي بعض الناس يخرج عن أبيه إذا ظلمه أبوه.
• لماذا لا نلاحظ أحداً يخرج إلا إذا تضررت مصالحه، طارق الفضلي لم نسمع عن غضبه من قبل إلا حين تضررت مصالحه، لم نسمع عن غضب علي سالم البيض والعطاس إلا حينما تضررت مصالحهما، ما هو الصحيح؟
- لا.. هذا ليس صحيحاً، أحياناً أنا أخرج للضرورة عن مصالحي، وهذا من حقي أن أخرج للتعبير عن ذلك، فالناس خرجوا للمطالبة سلمياً، يريدون مصالحهم ومساواتهم في المعاملة لاغير، ولم يتم الاستجابة آنياً، هنا المشكلة عندما أقول فقاعات وأقول لهم بأنهم لا يساوون شيئاً أُستهين بهم، أنا أعذر المظلوم المقهور إذا صاح بصوت أعلى ما يمكنه لأنه مقهور..هو معذور و أنا كدولة المفروض أن أمتص ذلك، وأحاول حل مشاكلهم، لا أتعامل معهم كخصم.
• طارق الفضلي مظلوم؟
- الموضوع ليس موضوعنا.
• هل نعزف بهذا الوتر على مسامع البسطاء والفقراء والمواطنين الذين نحولهم إلى وقود لمشاكلنا نحن ومصالحنا نحن؟
- أنا لا أعزف على وتر أحد وأنت تعرف، أنا لا أدخل قلوب الناس، أنا لا أحكم على النوايا.
• نحن نتحدث في السياسة؟
- حتى السياسة كلها نوايا، الكارثة في بلادنا هي هذه إننا نحكم في السياسة بالنوايا طارق الفضلي ليس ملاكاً فهو بشر، فقد يغضب لذاته وقد يغضب لغيره، أنا حتى الآن لا أعلم ما الذي دفعه؛ لكنني أعلم أن غضب من حوله من الناس قد يكون هو الدافع.
• من حوله لكن ليس هو؟
- أنا أقول لك أن الإنسان قد يغضب فيغضب غيره من أهله وأصحابه وجماعته ومن حوله، لغضبه.
• بالحكمة والمنطق وفق الدستور والقانون؟
- بالضبط لكن إذا كان الدستور والقانون مهمشين. علينا أن نعرف الدستور والقانون هما ليسا كتاباً، هما عمل، هما تنفيذ، هما حركة، الاشكالية هي أنه إذا قال واحد رأياً، اضربه بالرصاص.. لماذا؟ دفعنا اليوم نحن بالناس المتظاهرين في الجنوب بدل من ألا يخرجوا بلا سلاح يخرجوا بسلاح لماذا؟
• هل خرجوا بسلاح الآن؟
- كيد خرجوا، لوأنا في مكانهم لن أخرج بسلاح؛ عند كل مظاهرة يضرب الناس بالرصاص وهم عزل أكيد سيستخدمون السلاح، حكاية أنني على حق أو على باطل هذا موضوع آخر، مثل هذه الأمور لا تعالج هكذا، لا تستفز غاضب، الغاضب يصبح معذوراً.
• أستاذ عبد الرحمن الجفري هناك تعبئة متبادلة بين الأطراف في البلد، هذه التعبئة تنعكس على حياة الناس واستقرار الدنيا والدين في هذا البلد جريمة العسكرية التي قتل فيها 3من المواطنين أدانها حتى الحراك.. التعبئة من أوجدها؟
- أدنّا هذه الجريمة.. من أوجدها.. أنا ذكرت أن السلطة أوجدت هذا.. رد الفعل الغاضب من الناس أيضاً، هناك خطأ يرتكب ضد الحراك، أنا عندي شجاعة أن أقول الصدق ولا أنا سائل، لا في السلطة ولا في الحراك.. فكلهم أهلي وإخواني، وأنا لست خائفاً على نفسي.
• لكن لديك مسئولية سياسية؟
- أقول الصدق المرحلة هذه وأكرر يا إخواني كلنا إذا لم نقل الصدق لأنفسنا أولاً وبعدها للناس سندفع بالبلد إلى الهاوية. إخواني في الحراك، نحن نقدر بعض غضبكم، وغضبكم كله على السلطة قولوا نريد انفصالاً كما تشاؤوا، ونحن نحاوركم أو نصل إلى شيء، لكن بناء جدار كراهية بين أبناء الوطن شمالي وصفته و.. و هذا غير صحيح، فالجذور واحدة.. من أين أتينا كلنا من نفس الجذور التاريخية والأسرية والاجتماعية، ومن الجزيرة العربية والإسلامية والدينية والبشرية، التعميم بالسوء على جهة غير موجود،الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن الأخوة بين الأوس والخزرج وهما قبيلتان يمنيتان أكثر من ضحا ونصرا وآوا الرسول والدين، كانا يتقاتلان قبل الإسلام لعشرات السنين، فجاء رسول الله إلى المدينة وعم السلم والسلام والإسلام وآخا بينهما وآخا كذلك بينهم وبين المهاجرين، المنافقون وغيرهم فتنوا بينهم فأخذ أحدهم ينادي يا للأوس ونادى الثاني يا للخزرج، حتى كاد الأوس والخزرج أن يقتتلوا بعد الأخوة، فسمع رسول الله وقدم لهم فقال: "أدعوى االجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة" أي أن هذه الصراعات على أساس شمالي وجنوبي وقبيلة وقبيلة رسول الله سماها منتنة، إن نبيكم رسول الله فاسمعوه، السلطة قاتلتك وقاتلتها هذا شيء لا يهم. فما حدث في 1994م هو صدام سياسي محض لم يكن فيه شيء من هذا الكلام لكن أن يتحول الموضوع إلى بناء جدار للكراهية فلا، وإذا كان الإخوان العرب يتصالحوا مع إسرائيل ويهدوا جدار الكراهية معها نقوم نحن نبني جدار كراهية وسط اليمن بيننا يا إخوان، بلادكم اليمن مستقبلها لن تتخيلوه ولن يتأتى إلا إذا حققنا الأمن والاستقرار في اليمن.
• هذا الخطاب للحراك الجنوبي؟
- للكل وللسلطة لأن هناك معاملة تمييزية، ويجب أن يكون هناك إنصاف، أنا الذي أمامك أشعر بمعاملة تمييزية.
• أستاذ عبد الرحمن الجفري معروف عنك أنك تستثمر الفرص والأزمات ياسيدي، أين التمييز؟
- أعطيني من أي فرصة أو أزمة أكتسبت نحن نحاول نحل الأزمات نحن عاهدنا ربنا على الصدق، نحن لا نستغل معاناة وهموم الناس ولا نريد الكذب على الناس.
• الآن لدينا حوارات تبدأ وتتعثر تذهب ثم تعود بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وبين أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، هذا التكتيك، كيف تقرأ أنت هذه الحوارات التي تتم ولماذا أنتم لستم ضمن هذه الحوارات؟
- الحمدلله.. اللهم لك الحمد اللهم لك الشكر، نحن لسنا فيه؛ لأن هذا شيء يخصهم في مجلس النواب: البلاد حق الأحزاب الممثلة في مجلس النواب كارثة، فهم للسياسة غلط،هؤلاء في مجلس النواب في ظروف سياسية مختلفة و في معادلات مختلفة، لا تدري أنهم وصلوا اليوم أو لم يصلوا، أو سيصلوا بهذا الحجم أم لا، ليست قضية، لا يزالون يتعاملون بها اليوم بظروف ست سنين سابقة اتركوها فإنها منتنة، ووصلوا إلى هذه المناكفات، خلاف على الأدوات على الانتخابات انهوا هذه المناكفات، حكاية حوار على الأدوات يجب أن تنتهي.
المشترك قال إن الدعوة للحوار لم تكن بالمستوى المطلوب، كانت دعوة شخصية ولم تكن بالمستوى المطلوب؛ بمعنى أنها لم تكن تمام؟ جاءت الدعوة بالتلفزيون فقط .
هذه صفقة يا جماعة، كان معنا وقت طويل نلعب فيه، وكان معنا وقت طويل والناس في رخاء، و شعبنا كان لا يعاني مشكلة معيشية خانقة، عندنا فن إضاعة الوقت، واللعب بالوقت بدلاً من إدارة الأزمات، يا إخوان الكلام الذي تذكروه بالصحف عن مشاريع للحوار حول استئناف الحوار السابق عندما مددتم مجلس النواب لسنتين إضافية، هذا ليس وقته.
• المذيع مقاطعاً: لماذا ليس وقته؟
- نشوف مشكلة البلد أولاً كيف نحلها، هذا لا يحل مشكلة بلد عندما يأتي وقت الانتخابات كانوا يتحاورون و يتفقون ويتصايحون ثم يتفقون ويتقاسمون وماذا حدث، ننتج نفس الأزمات.
• المعروف أن الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة في اللقاء المشترك تعودوا على أن يكون الحوار بناءً على صفقات، حينما يملك الحزب الحاكم ما يقدمه للمعارضة،وحينما يكون لدى المعارضة ما تطلبه وتحصل عليه من الحزب الحاكم، يبدو أن هذا المشهد كما يرى البعض لا يتوفر للحزب الحاكم ما يقدمه ولا يوجد للمعارضة ما تستطيع أن تحصل عليه؟
- ولا تقدمه، بالطريقة الأولى، الله يسهل عليهم، علينا أن ننتهي من هذا، كلهم زملاؤنا، وكلهم أحسن منا، وكلهم يفهموا أحسن منا، وكلهم أذكى منا، ونحن نطلب أن يتركوا هذا الكلام، البلاد بحاجة إلى حوار، وهذا الكلام طرحناه بالمفتوح، حوار لا يستثني أحداً، لا يستثني حزباً رسمياً ولايستثني حراكاً ولا يستثني حوثياً ولا من في الخارج.
• لماذا لم يشرك حزب الرابطة في هذه الحوارات بين السلطة والمعارضة، هل لأن هذا تعبير عن أن السلطة والمعارضة في المشترك يعتبرون أن حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) اليوم هو بلا وزن سياسي ثقيل، وهو فقط يستثمر اللحظات، ومبادراته ليست أكثر من إعلان حضور وتسجيل موقف؟
- أولاً هم يستثنون أعضاء المشترك، أحزاب المشترك الذين هم ضمن مجلس النواب، الآن لو دعيت لحوار رئيس المشترك لن يحضر؛ لأن حزبه ليس في مجلس النواب ليس الرابطة فقط، ثانياً: نحن لم ندَّعِ أن لدينا شيئاً، نحن ليس لدينا وزن ! جزاهم الله خير! وستثبت الأيام من له وزن، و الوزن هو من يقدم شيئاً لبلده.
• ما الذي قدمتموه لبلدكم؟
- كثير، في هذه الظروف على الأقل قدمنا للوطن رؤى تخرجه من المأزق، مبادرة الرابطة، وبما أنها قدمت من حزب الرابطة، البعض يتلكأ في قبولها.
• لماذا يتلكأ هل يعتبر أن حزب الرابطة يأخذ أكثر من حجمه؟
- لا، لا، فلا يوجد حجم في هذه المسائل أين حجمهم، لو لهم حجم يالله يحلوا أزمتنا ما أحد له حجم في اليمن لا سلطة ولا معارضة، يبطلوا الفلسفة هذه،ما قدروا يوقفوا مظاهرة، لايوقفوها بالقتل!، وبعدين سهل، لو يريدوا إيقافها لحلوا مشاكل الناس.
• أسألك عن مبادرة حزب الرابطة لإصلاح الأوضاع في اليمن، لو تلخصها للمشاهدين ثم نتحدث عن جدواها؟
- الحقيقة لو تلاحظ أطروحاتنا ستجد أنه يوجد تطور في الرؤى، وتطور في أسلوب الطرح لمعرفتنا أن أهلنا لا يستحملون الطرح الواضح بسرعة، نحن طرحنا قانوناً لحكم محلي في عام1997م هنا في صنعاء وتحاورنا مع إخواننا في المعارضة في ندوة بفندق حدة لمدة تسعة أشهر، إخواننا في المعارضة رفضوه وغيروه إلى قانون آخر مسخ قبلنا به في ذلك الوقت، الموقف السياسي أنظر للوقت الذي تنفذ فيه رؤاك لو تلاحظ هذا القانون المسخ ما تعمله السلطة من قوانين أحسن منه، نحن أساساً مع اللامركزية حتى على مستوى الجنوب بالأساس، تجيز المحاور التي تسقط اسم الرابطة من الجنوب العربي، عمل الجنوب العربي هو جزء من الجنوب، نحن كان هدفنا كل الجنوب في اتحاد كامل، نحن مع اللامركزية ثبت اليوم تاريخياً وعلمياً أنه حتى في النظريات الاقتصادية الحديثة إذا قرأت كتاباً جديداً اسمه المسرح القادم، يركز على اللامركزية في العملية الاقتصادية حتى في إطار البلد الواحد أي أنه النظام الأجدى.
• جوهر ما تضمنته مبادرة حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي )؟
- هو ما أسلفت، اللامركزية، لامركزية في العملية الاقتصادية، وأساساً لا تأتي إلا في ظل لامركزية في العملية السياسية، واللامركزية في العملية السياسية نحن في نظرنا، ما هي مشكلة الأزمة الآن.
• المذيع مقاطعاً : باختصار أنت طالبت بالفيدرالية.
- بديهياً أقولها ما هي أسباب الأزمة الآن، واحد عندنا من أهل الجنوب يقول لك (ساب الوحدة بطلنا بالوحدة)، طيب هؤلاء الذي يتظاهرون هم أنفسهم الذين حملوا علي عبد الله صالح على أعناقهم بسياراتهم عندما نزل عدن وأولادهم، لا أدري ما الذي غيرهم، إذن ليست الوحدة حتى هؤلاء الذين يقولون، السبب الوحدة، غير صحيح، السبب في كل أزمة اليوم هو نظام الدولة، وعلينا أن نفرق، لأن هناك من يخلط بين نظام الدولة ونظام الحكم، نحن عندنا نظام الدولة، ونظام الدولة إما بسيطة أو مركبة، البسيطة هي المركزية التي نحن فيها، واللامركزية هي الفيدرالية.
• هل تعتقد الوحدة الاندماجية القائمة الآن منذ عام1990م وحتى اليوم تعتقدون أنه صار من المناسب البحث عن صيغة أخرى لهذه الوحدة؟
- الحقيقة أن هذا الكلام لست أعلم من أين يأتون به. يا إخواننا ما معنى الاندماجية، إن كان معناها المركزية فهي السبب، لكن أنا فهمي للاندماجية ثاني، الفيدرالية اندماجية، هل تعني الفيدرالية كل واحد لوحده! لا، الفيدرالية معناها الاندماجية، لمن؟ للحجار؟!
- لا، غير صحيح، هذا كلام سطحي، فهل المقصود بالاندماج، اندماج الحجار والتراب هذا مندمج من يوم خلقت الأرض؟! المقصود بالاندماج اندماج البشر الذي يتفرق الآن بسبب الدولة البسيطة، يعني في الفيدرالية هل هناك مواطنة، أم أكثر من مواطنة، المواطنة هي المواطنة، ليس لدينا مواطنتان، هم يخلطون بين الفيدرالية والكنفيدرالية، الكنفيدرالية دولتان مستقلتان بعلمين وتمثيل دبلوماسي بالخارج كل له تمثيله إلى آخر الكلام هذا، و اتفاقية تعاهدية بين دولتين أو أكثر في قضايا معينة. أما الفيدرالية فهي دولة المواطن الواحد، مواطنة واحدة وهذا المهم، إذن فهي اندماجية من حيث المواطن واندماجية من حيث الشجر والحجر.
- لماذا جاءت مبادرتك تتضمن الفيدرالية كحل لمشكلة البلد في هذه المرحلة؟
- أنا لم آت بها كحل، هي في الأساس حل لبناء البلد، لأن هناك أزمة في البلد ستحلها لأننا طرحناها قبل الأزمة، نحن طرحنا الدولة المركبة في عام2004/2005م، لم يكن هناك أزمة في ذلك الوقت طرحنا الحكم المحلي في قانون لا يزال موجوداً حتى الآن وذلك عام1997م.
• ما هو ردك يا أستاذ عبدالرحمن على من يقول: العين ليس على فيدرالية ولا على إعادة قراءة للصيغة، ولكن العين هو أن يتم انفصال وتذهب حضرموت مستقلة بذاتها وهذا هو بيت القصيد كما قد يفهم البعض؟
- من يعمل لذلك؟ أنا لم أسمع أحداً يعمل بذلك، وإذا كان هناك أحد يعمل لذلك يجب علينا أن نفشل هذا، وإفشالنا لهذا يتأتي إذا أقمنا نظاماً صحيحاً، يشعر فيه المواطن بالشراكة في هذا الوطن، ما لم، فليست حضرموت التي ستروح فقط، كل واحد سيروح لوحده، هذه الكارثة، القوة لن تبقينا، إذا أقمنا دولة يشعر فيها المواطن بأنه شريك، شريك ليس تابعاً، بأنه شريك في القرار، شريك في أرضه، شريك في رزق أرضه.
• ماهي قراءتك لدور معارضة الخارج في هذه المرحلة؟
- حتى الآن دورهم تحريضي تجاه الذي يريدوه،معهم حق في ذلك، أنا لو كان لي توجه معين سأقوم بدور تحريضي نحو هذا التوجه.
• وأين المصلحة الوطنية وأين ما تنادون به من حب للوطن؟
- كل له حال لماذا تجمع، كل منا يعتقد أن ما يطرحه من رأي لصالح، قد نختلف في الرؤى وقد يخطئ بعضنا الآخر في الرؤى هذا كلام آخر، قد تخطئنا أنت كلنا أوتخطئ بعضنا، قد تقول عن بعضنا بأنه يعمل لمصلحته فقط، وأنا أقول لك بعضنا قد يكون كذلك ولكن ليس الجميع.
• ما تقييمك لموقف العطاس وعلي سالم البيض في المناداة بفك الارتباط مرة أخرى؟
- الحقيقة أنا لست مع هذا الرأي لكنني أحترم أن اسمع الرأي الآخر، أسمعه وأسمح له إن كان بيدي أني أمنعه، لن أمنعه، لأنني أحترم آراء الآخرين وإن كنت لا اتفق معها.
• هل تشاهد قناة عدن الحرة؟
- حتى الآن لم أشاهدها، كثير من يجي عندي يقولوا يشتوا يشوفوها وسوف أركب الدش قريباً.
• ما هو تقييمك للإعلام الرسمي في هذه المرحلة؟
- في وادي والدنيا في وادي نحن عملنا بيان جزاهم الله خير ما قصروا الوزير أنا كلمته وما قصر ولكنهم أذاعوا بعضاً من البيان، مع أن بعض الألفاظ شالوها، وأذيع في مكان ثاني هم قصدهم يصلحوا لنا يعني إذا ما لاحظوا لفظاً (شويه) يعتبرونه متطرفاً يصلحوه.
• قبل التقرير قلت لي أنك شهدت لي الحوار السابق مع د.صالح باصرة عن تقرير هلال باصرة والمشهد في البلد ما هو تعليقك على ما جاء في حديث د.صالح باصرة؟
- أهنئ من كتب التقرير هذا ليس فقط د.صالح باصرة بل والأستاذ عبدالقادر هلال و الأستاذ وزير الإعلام كان معهم وآخرون، الحقيقة شكرأ لهم وشكراً للرئيس علي عبد الله صالح، شكراً لهم أنهم قد قالوا كلاماً شجاعاً كهذا و.. أهنئ الطرفين على هذا؛ إذ كانوا شجعان وقالوا رأياً شجاعاً وصريحاً وحقيقياً، وجيد أن الرئيس سمع منهم هذا الرأي وإن لم ينفذ فيه حتى الآن لكن كونه يسمع ما يريد هذا لا يحصل في بلدان كثيرة.
• في الحقيقة كانت هناك آراء ترى بأن الحديث مع الدكتور صالح باصرة بذلك المستوى إما أنه سيقذف به خارج الوزارة ربما أسوة بزميله الأستاذ القدير عبد القادر هلال أو أنه سيذهب به إلى سدة الوزارة رئيساً للوزراء في المرحلة القادمة؟
- كله جائز، لكن الذهاب به خارج الوزارة أشك، وهو الحمد لله من الرجال الموثوق بهم وعلاقاتهم طيبة، ونحن نحترمه، وهو من الناس المحترمين الذين لهم آراء طيبة ويحاولون يساعدون في حل المسائل، لكن أيضاً ليس بالأسلوب هذا، أسلوب أعطوا هذا سيارة، أعطوا هذا، ما تنفع، لم يعد لها نفعاً، فالتعامل بأسلوب العطاء غير مجدٍ
• يُعرف عن الأستاذ عبدالرحمن الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"، أنه رجل يجيد استثمار الفرصة السياسية، فأنت مثلاً حينما أعلن الانفصال كنت نائباً لرئيس جمهورية الانفصال كنت نائب علي سالم البيض في جمهورية الانفصال ثم ذهبوا جميعاً وباؤوا بذلك الإثم لكنك استطعت أن تعود مع الرئيس علي عبد الله صالح في إحدى الجولات، وأنت لا يعرف عنك أنك طرف وخصم للرئيس علي عبد الله صالح، الآن أنت تقدم مبادرة لإصلاح الأوضاع في البلد هل أنت تسجل موقفاً وتعلن عن حضور؟ أم أنك تستثمر الفرص وتركب الموجة؟ أم أن هناك صوراً أخرى غير هذا وذاك؟
- كلام طويل وكبير، أولاً أن استثمر أي فرصة لصالح بلادي هذا واجب شرعاً ووطناً، أما استثمارها لي فهذا لم يحدث، أعطوني ماذا زادتني، لم تزدني مالاً، أنا بعت بيتاً من بيوتي هنا، بعت بيتي في جدة، بعت بيتي في لندن، من بعد ما دخلت المسائل هذه، أنا لم استفد شخصياً.. عمرنا في تاريخنا لم يحدث و الحمد لله.
• بعت ثلاثة بيوت حتى الآن، يعني أنت تخسر في العمل السياسي؟
- ليست مشكلة.. هذا عمل تجاري، أنا أمتهنت العمل السياسي، أنا في الخارج كنت مديراً عاماً لأكثر من شركة في نفس الوقت، لكن أن استثمر أي فرصة لصالح البلد نعم، أنا شاركت في 1994م، لن أتكلم في التفاصيل لكن شاركت، شاركت بالمفتوح، ولا أخفي مثل غيري، وليس بالسر وأنكر، ولا أنكر، أنا شاركت في الإنفصال طبعاً، نعم في إعلان دولة اليمن الديمقراطية، لكن أقرأ ما كنت أقول واسأل كل شمالي كان في عدن كيف كانت معاملتي لهم، وأسألوا الضباط والجنود الأسرى كيف أوصلناهم إلى المهرة في ذلك اليوم، كان في الوقت نفسه مواطن من قدس يعمل حارساً عندي وأنا في عدن، و هو الآن موجود في جدة، إذن لم نتعامل بأحقاد، وقلت إن انفصالنا عن النظام وليس عن الوطن، وقلت إننا نأمل في أن تعود الأمور، إلى بناء دولة... دولة الوحدة بحيث تكون وحدة قابلة للاستمرار، هذا الذي قلته وأنا في عدن وهذا موجود في العدد الأخير من شهر مايو بمجلة الوسط و قلته في تلفزيون عدن.
• القدرة على بناء التحالفات بحيث يظل عدو الأمس صديق اليوم وصديق الأمس عدو اليوم؟
- نحن نحرص في حياتنا كلها أن لا نسيء إلى أحد، ليس في رقابنا أموال حق أحد، ولا نحقد على أحد، حتى لو أحد ضرنا نحن نسامح، وليس ذلك عن هبل أو غباء يمكن يعني طيبة (هبلاء)، لا أدري .. الله أعلم .
• هل أنت نادم على موقفك في عام1994م؟
- لا، وقلتها في جريدة 26سبتمبر، الموضوع ليس حكاية تندم أو لا تندم، موقف سياسي في ظل ظروف سياسية محددة إنتهينا منها؛ لأننا لسنا أعداءً لعلي عبد الله صالح ولا لباقي الأحزاب، ليس بيننا عداوة، هذه ليست خصومة عداوة قد يكون بيننا خلاف سياسي، لهذا نستطيع أن نقيم تحالفات مع هذا و ذاك.
• الأستاذ عبدالرحمن الجفري إذا كنت قمت مع من قاموا بعملية الانفصال عام1994م ولا تشعر بالندم على هذا الموقف واليوم تقدم مبادرة لإصلاح الوطن وللوحدة اليمنية، كيف يمكن أن يقبل منك هذا الكلام وأنت لم تندم حتى على موقفك؟
- أندم على ماذا وأنا كنت أقول: نريد أن نبني دولة.. دولة الوحدة قابلة للاستمرار وأنا اليوم أقول نريد نبني دولة الوحدة قابلة للاستمرار، هذا ما أطرحه ويطرحه حزبي، هو الذي يؤمن استمرار الوحدة، كنت أقولها في عدن وبعد ما خرجت وأقولها اليوم.
• أستاذ عبد الرحمن الجفري.. أنت تطالب بالديمقراطية والتغيير والتداول السلمي للسلطة وأنت في الحقيقة تبدو كما لو أنك رئيس أبدي لحزب رابطة أبناء اليمن "رأي"؟
- يشهد الله أنني حاولت أن لا أترشح في هذه الانتخابات.
• حتى الرؤساء يعلنون هذا الأمر ويحاولون أن لا يترشحوا وتخرج الشعوب تناضل؟
- أنا أريدك أن تطلع على دفيدي الخاص بالمؤتمر العام التاسع لحزب رابطة أبناء اليمن بلا رتوش واطلع على النقاش الذي صار، والله العظيم أنني لا أريد أن أبقى ساعة رئيساً للحزب، ساعة واحدة.
• أذكرك بأن أكثر من رئيس عربي قال هذا الكلام لا يريد أن يبقى دقيقة؟
- هذا رئيس سلطة يكسب منها سلطة، أما أنا فرئيس حزب يكافح، يناضل، يتعب.
• لكن النتيجة واحدة؟
- لا ياسيدي فرق بين من يحكم الناس وبين من يحتكم للناس، أنا احتكم للناس،الفرق كبير.
• الآن المشهد في البلد أزمة في صعدة وأزمة تتصاعد في الجنوب ولدينا أزمة اقتصادية وعلاقاتنا الاقليمية ليست على ما يرام وتصاعد وتعاظم للجماعات إلى أين تتجه الأمور باليمن ياسيدي؟
- هذا يعتمد علينا وبالذات على منظومة الحكم وبالذات على الرئيس علي عبد الله صالح الذي أرجو له الشفاء العاجل، فنحن محتاجين له في هذه المرحلة، ونرجو الله أن يوفقه ويأخذ بالطرق الصحيحة، ويتوقف عن الاعتقاد أو التصديق بأن الأمور على ما يرام أو الاعتقاد والتصديق بأن الآلة العسكرية ستبني شيئاً، نعم تبني ولكن لا تبقيه، نعم الجهاز العسكري جهاز مهم لبلادنا لكن أن يكون جيشاً احترافياً لا يتدخل بالسياسة.
نحن الآن نقول إنه إذا لم تتحرك بسرعة.. فالوقت كما قلت لك قد سرقنا، أو نحن نمتهن الوقت ونلعب به، الوقت ضيق جداً ومطلوب منا جميعاً أن نتجه إلى حوار شامل، نناقش أسس بناء دولتنا، والذي لا يريد أن يأتي نذهب إليه سواء من الحراك أو الحوثي أو أي أحد نحاول أن نأتي به، نحاول أن نبني بناء دولتنا، نحاول نعيد بناء المحبة والمودة بين الناس، فالكراهية بين الناس كارثة.
• هل لديك حلول لمشاكل البلاد حلول مفصلة هذه حلها كذا ما هي البدائل التي تقدمونها بحيث تكون بدائل لا تضيف أزمة وليست امتداداً لأزماتنا القائمة؟
- كلامك 100% في محله نحن في مشروعنا للإصلاحات يمكن الوحيدون الذي طرح دراسات اقتصادية100% لكن كل هذا مرهون بمفتاح الحل السياسي في بلادنا إذا استطعنا أن نحل الأزمات السياسية القائمة ونقيم دولة مركبة نستطيع إذا أردنا، حتى الآن.. بعضنا لايريد، بعضنا مستحيل يرفض فكرة صحيحة لأن غيره قالها.
• أنت شخصياً ما هي حلولك؟
- أولاً نصلح الوضع السياسي، ثانياً: أنا ليس معاك أنه لدينا مشاكل إقليمية، يمكن وضعنا اليوم أفضل من سابق ووضع أحسن في علاقتنا مع الدول العربية، لم تمر مرحلة في تاريخنا المعاصر والعالم الإقليمي مجمعين على صلاح اليمن، لماذا لا ننتهز هذه الفرص؟ هناك مصالح... اليمن لها موقع في غاية الأهمية، إقرأ كتيب كتبته سنة87م، عندما أغلق مضيق هرمز أمام الناقلات واستأجرت الكويت من الأسطول الأمريكي أدركنا بأن العالم لا يمكن أن يسكت عن أن أهم مادة استراتيجية في العالم تظل مخنوقة في المضائق، وبالتالي يمكن سواحلنا تصبح أهم موقع لتصدير النقط، ساحلك سيبعد عنك اختناق النفط، أنا أقدم الفيدرالية لنظام الدولة ولنظام الحكم نحن وضعنا النظام الرئاسي، الفيدرالية ستحل المشاكل في صعدة وفي الجنوب والأزمة الاقتصادية، نعم... لأن الناس ستشعر بأنها مشاركة لا تابعة، فتفتت السلطات.
• أنت في البدء لم يعجبك المشهد وكنت نائباً في جمهورية الانفصال والآن لم يعجبك المشهد وتريد الفيدرالية؟
- كان هناك فيدرالية، نحن طرحنا نفس الفكرة اللامركزية من أول قيام الوحدة وحتى الآن الدولة الفيدرالية، أعطني دولة قامت على الفيدرالية ثم تفككت، تاريخنا كله انقسامي، انقسامات وصراعات.
• ما الذي يجعلك على ثقة بأن هذه الفيدرالية مناسبة لمشكلاتنا؟
- لأنها ناسبت كل الظروف المواتية لنا هي الطريقة الوحيدة، هناك نوعان: نوع صهر التنوع وهي المركزية تحاول صهر التنوع ولا تستطيع وفشلت في ذلك في العالم كله، وفي استخدام التنوع استخدام إيجابي بالاتحاد وهي الفيدرالية، هل تريد صهر أم استثمار، أنا أريد استثمار التنوع هو حالة رائعة في أي بلد، التنوع إذا استثمرناه هو غنى للبلد.
• هل تشعر بأن طرحك هذا سيلقى صدى في هذه المرحلة؟
- أنا خائف من هذا، أن المقتول لا يسمع قارح البندق، لأنه شعب مقتول لم يعد يسمع قارح البندق، تكون كارثة، العقلاء يسمعون لرأي العقل في ساعة المحنة والشدة، وأتوقع أنهم يسمعون، وأخاف أن المقتول لا يسمع قارح البندق.
• هل أنت بهذا تعبر عن موقف راسخ تمت دراسته بعناية، يعني قرأه خبراء ومتخصصون ومحللون، وأجريت فيه استفتاءات، وتمت من خلاله وضوح الصورة الكاملة، أم أنه موقف يعبر عن ردة فعل سياسية تجاة أخطاء أو ممارسات أنت لست راضياً عنها؟
- سيدي، نحن في حزب الرابطة، لسنا حزباً كبيراً ولسنا حزباً صغيراً، نحن حزب متوسط نعتقد بأن أثرنا وسمعتنا أكبر من حجمنا المادي، حجمنا المادي العددي، وليس مقياساً، في أي حزب من الأحزاب في التاريخ في العالم كله، لا نصدر أي رؤية وما أقوله صادقاً فيه نحن لدينا مجموعة مخصصة تدرس وتعمل ورشة عمل لدراسة كل قضية تحت ضوء الشمس، وبعد أن تكمل الدراسة ترفع إلى اللجنة التنفيذية، و نحن نحيلها إلى الهيئة المركزية للموافقة عليها، نعم مبادراتنا مدروسة ولو كانت ردات فعل كنا غيرناها لكن لكونها مدروسة وجدنا أنه لا توجد دولة قامت على دولة مركبة وتجزأت فنحن لا نقدم رؤانا إلا بعد دراسة كل قضية.
• قل لي أستاذ عبد الرحمن في تقييمك لمسارك السياسي في اليمن، تاريخك، وحاضرك السياسي، هل أنت تقوم بدور تهدئة الأوضاع، أم تفجيرها أحياناً؟
- عمري، والحمد لله، لم أقم بدورأقصد منه تفجيرالأوضاع ولن أقوم به، في تاريخنا كله، لأنه يمكن تربيتنا هكذا، كان أهلنا يصلحون بين القبائل، فبالتالي هم يهدؤون، عمرنا ما نحمل سلاحاً ونحن في صنعاء معرضون للقتل ونحن نعرف، ولا نحمل سلاحاً.
• أنت معرض للقتل وأنت تعرف !
- نعم، كل واحد فينا معرض للقتل،أنت معرض للقتل ؟
المذيع: لا، أنا لست معرضاً للقتل، ليست لدي خصومات مع أحد.
الأستاذ عبد الرحمن: أنا قلت هذا الكلام من أجل ألفت نظرك، هذا الكلام لن يسلم منه أحد، من يعتقد أنه معرَّض، ومن يعتقد أنه ليس معرضاً.
• هذا التهديد لماذا؟
- أنا لا أهدد، أنا أتمنى اليوم الذي نعيش فيه كشعب مثل غيرنا نعيش بسلام بأمان بلا سلاح بلا حتى شوكة بلا مسمار طريق، ويمشي كل إنسان آمن على ماله وعرضه وأهله، آمن على رزقه، آمن على وظيفته، وإذا لم ندرب أولادنا من الآن تدريباً مهنياً وفنياً سنفقد سوقنا في سوق الخليج وسنفقد سوقنا في سوق اليمن.
• السؤال الذي أريد أن تطمئن به نفس عبد الرحمن الجفري في الأخير إذا اختصمنا مع بعضنا بهذه الطريقة أو بتلك الطريقة، فلن يتضرر إلا اليمن، إلى أين نتجه ببلدنا هل نتجه نحن كأحزاب ومثقفين ونخب ومواطنين بسطاء، نتجه نحو تمزيق البلد أم علينا أن ننتبه إلى أين نتجه باليمن؟
- أولاً المتضرر اليمن هي البشر والمتضرر هم الناس البشر، المواطنون والوطن، علينا أن نتوقف عند حاجة واحدة، أهم شيء نحن نسمي أنفسنا مثقفين أو(نكب) في الانجليزية، علينا أن نتوقف عن التنظير، نبطل الكلام العائم بالعائم، نتوقف عن التنظير، وإن كان مهماً لكن التنظير بما يتيح المجال كلام عائم لا أحد يفهمه نتكلم كلاماً واضحاً نأخذ الحكمة من أين جاءت حكمة لسيدنا الإمام زين العابدين تفيدنا جميعاً، مرة في الليل وهو يسير على حصانه سمع واحداً يقول شعراً فيه حكمة، فتوقف و نزل من على الدابة وأخذ القرطاس ليكتب فيه هذا الشعر فقال له الرجل أنزلت من على الحصان لأخذ هذا الكلام كان بإمكانك أن تأخذها وأنت على الحصان قال له كلامك فيه حكمة، أدب التلقي، المذيع مقاطعاً وأين هي الحكمة اليوم؟ أجابه: الحكمة أن تأخذها من أي إنسان، ليس لكي يقال فلان قال، ويكون موافق على رأيك ويكون أعجبك هذا الرأي لكن تقف ضده لأنه لم يعجبك.
ختاماً.. نهنئ شعبنا بحلول شعبان وقدوم رمضان، إن شاء الله يكون قدوم خير على بلادنا وشعبنا
ختاماً.. أستاذ عبد الرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" أنا أشكرك شكراً جزيلا على شرف قبول الدعوة وتشريفنا بالحضور إلينا في الاستديو، أعتذر عن الكثير من الأسئلة التي ربما ضايقتك.
أبداً لم تضايقني، أنا سعدت بكل كلامك وبكل أسئلتك، لأنه لا يوجد لدينا شيء نخشى أن نقوله، وأسئلتك جيدة وأنا أفرح بالأسئلة الجيدة، ولا يوجد لدينا شيء نخفيه ولا نحب أن نخفيه عن الناس، وبالتالي أنت استفضت كل ما تستطيع، وأنا شاكراً لك.
الإشكالية بدأت منذ قيام الوحدة، لم يكن قيامها على أساس كلي، إنما قامت على أساس حزبي، وتحزيب الوحدة كانت فجوة
تتطور الأحداث سريعاً في اليمن من صعدة إلى أبين، وكأن اليمن تبتلع طعم فتح جبهتين عسكريتين في الجنوب والشمال في وقت واحد، والأوضاع الاقتصادية لا تزال على حالها السيء، والحوار بين السلطة وأحزاب المعارضة المشترك إن كان قد بدأ فلم يتم حتى الآن..
• سيدي، المشهد وتطوراته.. ما قراءتك لما يجري في اليمن؟
- الجفري: اسمح لي بلمحة تاريخية بسيطة لن أطيل فيها، لأنني لا أوؤمن في مثل هذه اللقاءات بقراءة التاريخ، نحن الآن نريد معالجة الحاضر وتأمين المستقبل، لكن كيف بدأ الكلام عن الوحدة اليمنية بالعصر الحديث؟! بدأ عند رواد الحركة الوطنية اليمنية الذين كانوا يدرسون في مصر.. محمد علي الجفري، الأستاذ النعمان، القاضي الزبيري، سالم الصافي، رشيد الحريري، محمد عبده حمزة، محمد صالح المسمري، وغيرهم وأسسوا أول تنظيم موحد في التاريخ، موجودة مسودته في مكتبة الأستاذ النعمان، وعندنا صور لها كتب مسودته محمد علي الجفري، هذا الكلام حدث في سبتمبر عام1940م، وعندما عادوا تباعاً إلى أرضهم وجدوا أن المشهد مختلفاً قليلاً، فرأى الإخوان في الشمال أن يُكوِّنوا تنظيمهم بدلاً عن التنظيم الموحد، وذلك لأن الشمال في ذلك الوقت كان يحتاج إلى معالجات مختلفة، وجاء الإخوان في الجنوب ورأوا أن الجنوب يحتاج إلى تكوين هيئة إنقاذ، لأن القضية كانت مختلفة.. استعمار في الجنوب وإمامة في الشمال.. فتكونت الرابطة، وكان من مؤسسي الرابطة إلى جانب كثير من الشخصيات السياسية الجنوبية، محمد علي الأسودي، الأحمدي، الشعلان، المقطري، وكثير من الرموز الشمالية التي كانت موجودة في عدن.
أريد أن أصل بهذه المقدمة إلى أن هناك أناساً يقولون بأن ما تنادي به الرابطة اليوم هو كلام الرابطة زمان (الجنوب العربي)، وهذا شرف كبير للرابطة بأنها كانت الرائدة بهذه التسمية.. إذاً فليتركوا تعريف التسمية لمن سماها اسمية الجنوب العربي، وعليهم أن يوجدوا له تسمية ثانية، الجنوب العربي أسميناه ليوحد الجنوب، في وقتها كان الجنوب يتكون من 22مشيخة وإمارة وسلطنة ومستعمرة، وكان لابد من اسم يجمعهم، فسموه الجنوب العربي، وهدفنا من ذلك تحرير الجنوب من الاستعمار وضمان وحدته وانتقال السيادة إلى شعبه ومن ثم الانتقال إلى وحدة الجنوب العربي الكبير.. هكذا كان الاسم موثقاً باليمن الطبيعية، والرابطة أول من سمى اليمن بيمن طبيعي على أساس سياسي، ولليمن مسميات تاريخية سماه الرسول جنوب مكة، والحميرون سموها بيمنات...
نأتي للمشهد الحالي اليوم، الإشكالية بدأت من يوم الوحدة، فلم تقم بين شمال وجنوب ولا على أساس كلي، بل قامت بين حزبين هذا نص بدليل أن الذي وقّع عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يقولون اليوم سوف يستعبدون هوية الجنوب لم يكن هناك جنوب، بل كان هناك جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأخ الأستاذ علي سالم البيض وقّع على الوحدة بصفته الأمين العام للحزب الإشتراكي وبدليل أنه كان هناك خمسة وزراء كانوا من الشمال أتوا مع الحزب الاشتراكي كانوا معه في الحكم وما كان أحد زعلان، فإذا جاء أحد وقال إن الوحدة قامت على أسس وطنية، غير صحيح، إنما قامت على الأساس الحزبي، وتحزيب الوحدة كانت فجوة..
أما في الشمال فقد كان الرئيس علي عبد الله صالح أذكى في تلك المرحلة، حيث أقفل كل ملفات الصراعات وتناساها، وكوّن المؤتمر الشعبي العام، ضم فيه الكل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، بينما نحن عندما نزلنا إلى عدن في ذلك الوقت نطالب بوحدة وطنية لم يقبل أحد على مستوى الجنوب..
الأمر الأخر الشطر الجنوبي، كان كل شيء فيه مؤمماً حتى العقل مؤمماً، والإنسان لا يملك إلا راتبه الذي بالكاد يكفيه، بينما في الشمال لم يكن هناك تأميم، ومنذ قيام الوحدة صار جزءاً من أبناء الوطن يملك ويستطيع أن يبيع وأن يشتري وبتصرف وعنده الخبرة في ذلك، وأبناء الشطر الجنوبي لا يستطيعون عمل ذلك ولا عندهم المال أو الخبرة، فحدث هناك خلل اقتصادي، لم يستطع معه الجنوبي العيش في إطار أن يكتفي بمرتبه وهو لا يكفيه، بينما الشمالي كان لديه مرتبه ويعمل في المساء، هذان خطأن، خطأ سياسي وآخر اقتصادي، أما الخطأ الثالث فهو نظام الدولة البسيطة، وهنا أنا أريد من أي واحد أن يقول بأن هناك وحدة قامت بين كيانين أو أكثر على نظام الدولة البسيطة وما زالت موجودة.. الدولة البسيطة هي الدولة المركزية، والتعريف القانوني والعلمي والسياسي يقول الدولة البسيطة هي الدولة المركزية، أما الدولة المركبة فهي الدولة اللامركزية، عبد الناصر لم يستطع أن يعمر أو يبقِ على وحدة سوريا ومصر لأكثر من ثلاث سنوات وذلك في أوج المد القومي..
• حول التطورات في اليمن لدينا إشتباكات في صعدة وأخرى في زنجبار هذه التطورات تجعلنا نعيد السؤال هل أن اليمن يكاد يبتلع طعم أن يفتح جبهتين عسكريتين إضافة إلى جبهة اقتصادية وإلى جانب وضع مأزوم في العمل السياسي... ما معنى هذا؟
- الأستاذ الجفري: اليمن لا يقوى لا على جبهة ولا على جبهتين ولا حتى على زقاق عسكري، نحن لا نقوى كبلد على ذلك خاصة عندما يكون هذا بيننا، للأسف يبدو أن هناك وهماً أن القوة قد تحسم كل شيء، وهذا استحالة؛ لأن القوة بذاتها عامل متغير وبطبعها كعامل متغير لا تستطيع أن تراهن عليها للإبقاء على هذا الشيء، قد تقيم وحدة واستقرار بالقوة لكن في النهاية سوف ينتهي، ولذلك تم اللجوء لاستخدام القوة هنا وهناك فاضطر الناس بعدها لكي يقاتلوا بالقوة..
• هل تبرر حمل السلاح في وجه الدولة؟
- لا..أنا ضد هذا، موقفنا واضح وجلي، فجريمة أن يحمل أي مواطن السلاح في وجه الدولة، وجريمة أكبر أن تطلق الدولة الرصاص على مواطن أعزل ينادي إن شاء الله بكفر شرعاً، حتى الكافر أمرنا الله أن نناقشه أولاً، لا بد من أن تقام عليه الحجة أولاً ولا تقتله، فهل يقتل شخص على أنه خالف الرأي؟! لو كان على طول الخط مخالف لرأيي مخالف للدستور لا يمكن قتله.
• ما هي خطورة الوضع في البلد؟
- أقصى ما يمكن في اعتقادي، وإذا إخواننا في السلطة لا يدركون هذا، إذا في أحد يقول إن كل شيء تمام، وأن الأمور سهل سنضرب هنا، وهناك، هذا غير صحيح، فلم تمر اليمن في اعتقادي في تاريخها بمرحلة أخطر من هذه، لا في أيام الاستعمار ولا في أيام الإمام ولا قبلهما.. وضع خطيرجداً.. لماذا؟! لأن الأزمات في بلادنا مركبة، عندنا كل شيء مركب، دائماً عندنا في اليمن، عندنا أزمة اقتصادية خارقة وجوع وفقر فوق حدما يحتمله المواطن وما نتخيله، نحن الذين عندنا ما يكفينا من الأكل، فوضع المواطن لم يعد يحتمل، عندما ترى في الشارع العمال يتضاربوا على شان يصعدوا إلى السيارة، 100 شخص يطلعوا وصاحب العمل لا يريد مثلاً سوى 4عمال، هذا أولاً، ثانياً الخدمات الصحية، ثالثاً خدمات التعليم، ماشاء الله خريج جامعة لايكتب سطراً واحداً صحيحاً.. ماذا أقول.. تمييز في المعاملة بين إنسان وإنسان، بين مواطن ومواطن على أساس المنطقة أو القبيلة أو القرب من السلطة.
• خطورة الوضع الآن برأيك إلى أي حد يمكن أن يصل؟
- يمكن أن يتطور، ما صار في أبين ويتطور في صعدة يتطور أكثر وأكثر. أمس كل الطرق المؤدية إلى أبين مقطوعة من شبوة أو من لحج أو من عدن يعني إلى جانب هذه المسائل المعيشية هناك قهر وظلم.
• هل أن اليمن على يد أبنائه يبتلعون طُعم فتح جبهة عسكرية؟
- هم الذين يعملون الطعم من أول شيء.
• في مصلحة من؟
- هنا الاشكالية، فالبعض يعتقد أن أفراداً في السلطة تعمل هكذا غير صحيح، ليس صحيحاً .. الأمور وصلت إلى حد أنا شخصياً اليوم مرعوب ليس على ذاتي، بل مرعوب على البلد، لو كان على ذاتي سهل ليست قضية؟ لكن الذي يعتقد أنه سوف يسلم سواءً كان قوياً بقوته أو ضعيفاً بحكم ضعفه وبأنه غير معرَّض وأنه لا أحد سيأتيه،، لا.. إذا صارت فتنة ستكون على مستوى رأسي وأفقي.
• دعني أضع الصورة مبسطة جداً.. أستاذعبد الرحمن ما الفرق بين البدايات في صعدة وأزمتها وحروب خمسة دارت واشتباكات تتقدم حرباً سادسة الآن وبين المقدمات في أبين يعني في صعدة بدأت الأمور بهتافات الموت لأمريكا وإسرائيل وانتهينا بيمني يقتل يمنياً وفي أبين بدأت الأمور في المحافظات الجنوبية بمطالبات حقوقية وانتهينا بيمني يقتل يمنياً، يعني أن اليمنيين يقومون بعد كبوة، هذا معروف عنهم لكن لا يألقون بالأزمات لايجيدون إدارة الأزمات، ما الذي يجري ياسيدي؟
- هذا غير صحيح.. أولاً في صعدة النتيجة واحدة وهي أن يمنياً يقتل يمنياً شعار الموت لأمريكا الموت لأسرائيل الذي رفع بصعدة قد بكون تعبيراً عن الغضب من فعل أمريكا وفعل إسرائيل، لكنه تعبير آني يجب أن لا يبقى هو عملك، النتيجة واحدة أن اليمنيين يقتلون بعضهم البعض، أهداف مختلفة هناك في أغراض عقائدية دينية والحراك لأغراض حقوقية و بتصرف الدولة حولتها إلى حروب أكثر.
• أنت ترى أن الخطأ فقط في تصرف الدولة؟
- لا، لا.. الدولة دولة الجميع، دولة المخطئ والمصيب مسئولة عن الاثنين وليست مسئولة فقط عمن هم معها، هي مسؤولة عمن هم معها وضدها مسؤولة عن المخطي والمصيب في البلد، مسؤولة عن البريء والمجرم.. لا أحاول أن أدفع الناس إلى الغضب.. الغضبان من القهر أو الظلم لاتطلب منه أن يتصرف تصرفاً سليماً، أنا أعذر أي إنسان يخرج للتعبير عن غضبه: يا أخي بعض الناس يخرج عن أبيه إذا ظلمه أبوه.
• لماذا لا نلاحظ أحداً يخرج إلا إذا تضررت مصالحه، طارق الفضلي لم نسمع عن غضبه من قبل إلا حين تضررت مصالحه، لم نسمع عن غضب علي سالم البيض والعطاس إلا حينما تضررت مصالحهما، ما هو الصحيح؟
- لا.. هذا ليس صحيحاً، أحياناً أنا أخرج للضرورة عن مصالحي، وهذا من حقي أن أخرج للتعبير عن ذلك، فالناس خرجوا للمطالبة سلمياً، يريدون مصالحهم ومساواتهم في المعاملة لاغير، ولم يتم الاستجابة آنياً، هنا المشكلة عندما أقول فقاعات وأقول لهم بأنهم لا يساوون شيئاً أُستهين بهم، أنا أعذر المظلوم المقهور إذا صاح بصوت أعلى ما يمكنه لأنه مقهور..هو معذور و أنا كدولة المفروض أن أمتص ذلك، وأحاول حل مشاكلهم، لا أتعامل معهم كخصم.
• طارق الفضلي مظلوم؟
- الموضوع ليس موضوعنا.
• هل نعزف بهذا الوتر على مسامع البسطاء والفقراء والمواطنين الذين نحولهم إلى وقود لمشاكلنا نحن ومصالحنا نحن؟
- أنا لا أعزف على وتر أحد وأنت تعرف، أنا لا أدخل قلوب الناس، أنا لا أحكم على النوايا.
• نحن نتحدث في السياسة؟
- حتى السياسة كلها نوايا، الكارثة في بلادنا هي هذه إننا نحكم في السياسة بالنوايا طارق الفضلي ليس ملاكاً فهو بشر، فقد يغضب لذاته وقد يغضب لغيره، أنا حتى الآن لا أعلم ما الذي دفعه؛ لكنني أعلم أن غضب من حوله من الناس قد يكون هو الدافع.
• من حوله لكن ليس هو؟
- أنا أقول لك أن الإنسان قد يغضب فيغضب غيره من أهله وأصحابه وجماعته ومن حوله، لغضبه.
• بالحكمة والمنطق وفق الدستور والقانون؟
- بالضبط لكن إذا كان الدستور والقانون مهمشين. علينا أن نعرف الدستور والقانون هما ليسا كتاباً، هما عمل، هما تنفيذ، هما حركة، الاشكالية هي أنه إذا قال واحد رأياً، اضربه بالرصاص.. لماذا؟ دفعنا اليوم نحن بالناس المتظاهرين في الجنوب بدل من ألا يخرجوا بلا سلاح يخرجوا بسلاح لماذا؟
• هل خرجوا بسلاح الآن؟
- كيد خرجوا، لوأنا في مكانهم لن أخرج بسلاح؛ عند كل مظاهرة يضرب الناس بالرصاص وهم عزل أكيد سيستخدمون السلاح، حكاية أنني على حق أو على باطل هذا موضوع آخر، مثل هذه الأمور لا تعالج هكذا، لا تستفز غاضب، الغاضب يصبح معذوراً.
• أستاذ عبد الرحمن الجفري هناك تعبئة متبادلة بين الأطراف في البلد، هذه التعبئة تنعكس على حياة الناس واستقرار الدنيا والدين في هذا البلد جريمة العسكرية التي قتل فيها 3من المواطنين أدانها حتى الحراك.. التعبئة من أوجدها؟
- أدنّا هذه الجريمة.. من أوجدها.. أنا ذكرت أن السلطة أوجدت هذا.. رد الفعل الغاضب من الناس أيضاً، هناك خطأ يرتكب ضد الحراك، أنا عندي شجاعة أن أقول الصدق ولا أنا سائل، لا في السلطة ولا في الحراك.. فكلهم أهلي وإخواني، وأنا لست خائفاً على نفسي.
• لكن لديك مسئولية سياسية؟
- أقول الصدق المرحلة هذه وأكرر يا إخواني كلنا إذا لم نقل الصدق لأنفسنا أولاً وبعدها للناس سندفع بالبلد إلى الهاوية. إخواني في الحراك، نحن نقدر بعض غضبكم، وغضبكم كله على السلطة قولوا نريد انفصالاً كما تشاؤوا، ونحن نحاوركم أو نصل إلى شيء، لكن بناء جدار كراهية بين أبناء الوطن شمالي وصفته و.. و هذا غير صحيح، فالجذور واحدة.. من أين أتينا كلنا من نفس الجذور التاريخية والأسرية والاجتماعية، ومن الجزيرة العربية والإسلامية والدينية والبشرية، التعميم بالسوء على جهة غير موجود،الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن الأخوة بين الأوس والخزرج وهما قبيلتان يمنيتان أكثر من ضحا ونصرا وآوا الرسول والدين، كانا يتقاتلان قبل الإسلام لعشرات السنين، فجاء رسول الله إلى المدينة وعم السلم والسلام والإسلام وآخا بينهما وآخا كذلك بينهم وبين المهاجرين، المنافقون وغيرهم فتنوا بينهم فأخذ أحدهم ينادي يا للأوس ونادى الثاني يا للخزرج، حتى كاد الأوس والخزرج أن يقتتلوا بعد الأخوة، فسمع رسول الله وقدم لهم فقال: "أدعوى االجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة" أي أن هذه الصراعات على أساس شمالي وجنوبي وقبيلة وقبيلة رسول الله سماها منتنة، إن نبيكم رسول الله فاسمعوه، السلطة قاتلتك وقاتلتها هذا شيء لا يهم. فما حدث في 1994م هو صدام سياسي محض لم يكن فيه شيء من هذا الكلام لكن أن يتحول الموضوع إلى بناء جدار للكراهية فلا، وإذا كان الإخوان العرب يتصالحوا مع إسرائيل ويهدوا جدار الكراهية معها نقوم نحن نبني جدار كراهية وسط اليمن بيننا يا إخوان، بلادكم اليمن مستقبلها لن تتخيلوه ولن يتأتى إلا إذا حققنا الأمن والاستقرار في اليمن.
• هذا الخطاب للحراك الجنوبي؟
- للكل وللسلطة لأن هناك معاملة تمييزية، ويجب أن يكون هناك إنصاف، أنا الذي أمامك أشعر بمعاملة تمييزية.
• أستاذ عبد الرحمن الجفري معروف عنك أنك تستثمر الفرص والأزمات ياسيدي، أين التمييز؟
- أعطيني من أي فرصة أو أزمة أكتسبت نحن نحاول نحل الأزمات نحن عاهدنا ربنا على الصدق، نحن لا نستغل معاناة وهموم الناس ولا نريد الكذب على الناس.
• الآن لدينا حوارات تبدأ وتتعثر تذهب ثم تعود بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وبين أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، هذا التكتيك، كيف تقرأ أنت هذه الحوارات التي تتم ولماذا أنتم لستم ضمن هذه الحوارات؟
- الحمدلله.. اللهم لك الحمد اللهم لك الشكر، نحن لسنا فيه؛ لأن هذا شيء يخصهم في مجلس النواب: البلاد حق الأحزاب الممثلة في مجلس النواب كارثة، فهم للسياسة غلط،هؤلاء في مجلس النواب في ظروف سياسية مختلفة و في معادلات مختلفة، لا تدري أنهم وصلوا اليوم أو لم يصلوا، أو سيصلوا بهذا الحجم أم لا، ليست قضية، لا يزالون يتعاملون بها اليوم بظروف ست سنين سابقة اتركوها فإنها منتنة، ووصلوا إلى هذه المناكفات، خلاف على الأدوات على الانتخابات انهوا هذه المناكفات، حكاية حوار على الأدوات يجب أن تنتهي.
المشترك قال إن الدعوة للحوار لم تكن بالمستوى المطلوب، كانت دعوة شخصية ولم تكن بالمستوى المطلوب؛ بمعنى أنها لم تكن تمام؟ جاءت الدعوة بالتلفزيون فقط .
هذه صفقة يا جماعة، كان معنا وقت طويل نلعب فيه، وكان معنا وقت طويل والناس في رخاء، و شعبنا كان لا يعاني مشكلة معيشية خانقة، عندنا فن إضاعة الوقت، واللعب بالوقت بدلاً من إدارة الأزمات، يا إخوان الكلام الذي تذكروه بالصحف عن مشاريع للحوار حول استئناف الحوار السابق عندما مددتم مجلس النواب لسنتين إضافية، هذا ليس وقته.
• المذيع مقاطعاً: لماذا ليس وقته؟
- نشوف مشكلة البلد أولاً كيف نحلها، هذا لا يحل مشكلة بلد عندما يأتي وقت الانتخابات كانوا يتحاورون و يتفقون ويتصايحون ثم يتفقون ويتقاسمون وماذا حدث، ننتج نفس الأزمات.
• المعروف أن الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة في اللقاء المشترك تعودوا على أن يكون الحوار بناءً على صفقات، حينما يملك الحزب الحاكم ما يقدمه للمعارضة،وحينما يكون لدى المعارضة ما تطلبه وتحصل عليه من الحزب الحاكم، يبدو أن هذا المشهد كما يرى البعض لا يتوفر للحزب الحاكم ما يقدمه ولا يوجد للمعارضة ما تستطيع أن تحصل عليه؟
- ولا تقدمه، بالطريقة الأولى، الله يسهل عليهم، علينا أن ننتهي من هذا، كلهم زملاؤنا، وكلهم أحسن منا، وكلهم يفهموا أحسن منا، وكلهم أذكى منا، ونحن نطلب أن يتركوا هذا الكلام، البلاد بحاجة إلى حوار، وهذا الكلام طرحناه بالمفتوح، حوار لا يستثني أحداً، لا يستثني حزباً رسمياً ولايستثني حراكاً ولا يستثني حوثياً ولا من في الخارج.
• لماذا لم يشرك حزب الرابطة في هذه الحوارات بين السلطة والمعارضة، هل لأن هذا تعبير عن أن السلطة والمعارضة في المشترك يعتبرون أن حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) اليوم هو بلا وزن سياسي ثقيل، وهو فقط يستثمر اللحظات، ومبادراته ليست أكثر من إعلان حضور وتسجيل موقف؟
- أولاً هم يستثنون أعضاء المشترك، أحزاب المشترك الذين هم ضمن مجلس النواب، الآن لو دعيت لحوار رئيس المشترك لن يحضر؛ لأن حزبه ليس في مجلس النواب ليس الرابطة فقط، ثانياً: نحن لم ندَّعِ أن لدينا شيئاً، نحن ليس لدينا وزن ! جزاهم الله خير! وستثبت الأيام من له وزن، و الوزن هو من يقدم شيئاً لبلده.
• ما الذي قدمتموه لبلدكم؟
- كثير، في هذه الظروف على الأقل قدمنا للوطن رؤى تخرجه من المأزق، مبادرة الرابطة، وبما أنها قدمت من حزب الرابطة، البعض يتلكأ في قبولها.
• لماذا يتلكأ هل يعتبر أن حزب الرابطة يأخذ أكثر من حجمه؟
- لا، لا، فلا يوجد حجم في هذه المسائل أين حجمهم، لو لهم حجم يالله يحلوا أزمتنا ما أحد له حجم في اليمن لا سلطة ولا معارضة، يبطلوا الفلسفة هذه،ما قدروا يوقفوا مظاهرة، لايوقفوها بالقتل!، وبعدين سهل، لو يريدوا إيقافها لحلوا مشاكل الناس.
• أسألك عن مبادرة حزب الرابطة لإصلاح الأوضاع في اليمن، لو تلخصها للمشاهدين ثم نتحدث عن جدواها؟
- الحقيقة لو تلاحظ أطروحاتنا ستجد أنه يوجد تطور في الرؤى، وتطور في أسلوب الطرح لمعرفتنا أن أهلنا لا يستحملون الطرح الواضح بسرعة، نحن طرحنا قانوناً لحكم محلي في عام1997م هنا في صنعاء وتحاورنا مع إخواننا في المعارضة في ندوة بفندق حدة لمدة تسعة أشهر، إخواننا في المعارضة رفضوه وغيروه إلى قانون آخر مسخ قبلنا به في ذلك الوقت، الموقف السياسي أنظر للوقت الذي تنفذ فيه رؤاك لو تلاحظ هذا القانون المسخ ما تعمله السلطة من قوانين أحسن منه، نحن أساساً مع اللامركزية حتى على مستوى الجنوب بالأساس، تجيز المحاور التي تسقط اسم الرابطة من الجنوب العربي، عمل الجنوب العربي هو جزء من الجنوب، نحن كان هدفنا كل الجنوب في اتحاد كامل، نحن مع اللامركزية ثبت اليوم تاريخياً وعلمياً أنه حتى في النظريات الاقتصادية الحديثة إذا قرأت كتاباً جديداً اسمه المسرح القادم، يركز على اللامركزية في العملية الاقتصادية حتى في إطار البلد الواحد أي أنه النظام الأجدى.
• جوهر ما تضمنته مبادرة حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي )؟
- هو ما أسلفت، اللامركزية، لامركزية في العملية الاقتصادية، وأساساً لا تأتي إلا في ظل لامركزية في العملية السياسية، واللامركزية في العملية السياسية نحن في نظرنا، ما هي مشكلة الأزمة الآن.
• المذيع مقاطعاً : باختصار أنت طالبت بالفيدرالية.
- بديهياً أقولها ما هي أسباب الأزمة الآن، واحد عندنا من أهل الجنوب يقول لك (ساب الوحدة بطلنا بالوحدة)، طيب هؤلاء الذي يتظاهرون هم أنفسهم الذين حملوا علي عبد الله صالح على أعناقهم بسياراتهم عندما نزل عدن وأولادهم، لا أدري ما الذي غيرهم، إذن ليست الوحدة حتى هؤلاء الذين يقولون، السبب الوحدة، غير صحيح، السبب في كل أزمة اليوم هو نظام الدولة، وعلينا أن نفرق، لأن هناك من يخلط بين نظام الدولة ونظام الحكم، نحن عندنا نظام الدولة، ونظام الدولة إما بسيطة أو مركبة، البسيطة هي المركزية التي نحن فيها، واللامركزية هي الفيدرالية.
• هل تعتقد الوحدة الاندماجية القائمة الآن منذ عام1990م وحتى اليوم تعتقدون أنه صار من المناسب البحث عن صيغة أخرى لهذه الوحدة؟
- الحقيقة أن هذا الكلام لست أعلم من أين يأتون به. يا إخواننا ما معنى الاندماجية، إن كان معناها المركزية فهي السبب، لكن أنا فهمي للاندماجية ثاني، الفيدرالية اندماجية، هل تعني الفيدرالية كل واحد لوحده! لا، الفيدرالية معناها الاندماجية، لمن؟ للحجار؟!
- لا، غير صحيح، هذا كلام سطحي، فهل المقصود بالاندماج، اندماج الحجار والتراب هذا مندمج من يوم خلقت الأرض؟! المقصود بالاندماج اندماج البشر الذي يتفرق الآن بسبب الدولة البسيطة، يعني في الفيدرالية هل هناك مواطنة، أم أكثر من مواطنة، المواطنة هي المواطنة، ليس لدينا مواطنتان، هم يخلطون بين الفيدرالية والكنفيدرالية، الكنفيدرالية دولتان مستقلتان بعلمين وتمثيل دبلوماسي بالخارج كل له تمثيله إلى آخر الكلام هذا، و اتفاقية تعاهدية بين دولتين أو أكثر في قضايا معينة. أما الفيدرالية فهي دولة المواطن الواحد، مواطنة واحدة وهذا المهم، إذن فهي اندماجية من حيث المواطن واندماجية من حيث الشجر والحجر.
- لماذا جاءت مبادرتك تتضمن الفيدرالية كحل لمشكلة البلد في هذه المرحلة؟
- أنا لم آت بها كحل، هي في الأساس حل لبناء البلد، لأن هناك أزمة في البلد ستحلها لأننا طرحناها قبل الأزمة، نحن طرحنا الدولة المركبة في عام2004/2005م، لم يكن هناك أزمة في ذلك الوقت طرحنا الحكم المحلي في قانون لا يزال موجوداً حتى الآن وذلك عام1997م.
• ما هو ردك يا أستاذ عبدالرحمن على من يقول: العين ليس على فيدرالية ولا على إعادة قراءة للصيغة، ولكن العين هو أن يتم انفصال وتذهب حضرموت مستقلة بذاتها وهذا هو بيت القصيد كما قد يفهم البعض؟
- من يعمل لذلك؟ أنا لم أسمع أحداً يعمل بذلك، وإذا كان هناك أحد يعمل لذلك يجب علينا أن نفشل هذا، وإفشالنا لهذا يتأتي إذا أقمنا نظاماً صحيحاً، يشعر فيه المواطن بالشراكة في هذا الوطن، ما لم، فليست حضرموت التي ستروح فقط، كل واحد سيروح لوحده، هذه الكارثة، القوة لن تبقينا، إذا أقمنا دولة يشعر فيها المواطن بأنه شريك، شريك ليس تابعاً، بأنه شريك في القرار، شريك في أرضه، شريك في رزق أرضه.
• ماهي قراءتك لدور معارضة الخارج في هذه المرحلة؟
- حتى الآن دورهم تحريضي تجاه الذي يريدوه،معهم حق في ذلك، أنا لو كان لي توجه معين سأقوم بدور تحريضي نحو هذا التوجه.
• وأين المصلحة الوطنية وأين ما تنادون به من حب للوطن؟
- كل له حال لماذا تجمع، كل منا يعتقد أن ما يطرحه من رأي لصالح، قد نختلف في الرؤى وقد يخطئ بعضنا الآخر في الرؤى هذا كلام آخر، قد تخطئنا أنت كلنا أوتخطئ بعضنا، قد تقول عن بعضنا بأنه يعمل لمصلحته فقط، وأنا أقول لك بعضنا قد يكون كذلك ولكن ليس الجميع.
• ما تقييمك لموقف العطاس وعلي سالم البيض في المناداة بفك الارتباط مرة أخرى؟
- الحقيقة أنا لست مع هذا الرأي لكنني أحترم أن اسمع الرأي الآخر، أسمعه وأسمح له إن كان بيدي أني أمنعه، لن أمنعه، لأنني أحترم آراء الآخرين وإن كنت لا اتفق معها.
• هل تشاهد قناة عدن الحرة؟
- حتى الآن لم أشاهدها، كثير من يجي عندي يقولوا يشتوا يشوفوها وسوف أركب الدش قريباً.
• ما هو تقييمك للإعلام الرسمي في هذه المرحلة؟
- في وادي والدنيا في وادي نحن عملنا بيان جزاهم الله خير ما قصروا الوزير أنا كلمته وما قصر ولكنهم أذاعوا بعضاً من البيان، مع أن بعض الألفاظ شالوها، وأذيع في مكان ثاني هم قصدهم يصلحوا لنا يعني إذا ما لاحظوا لفظاً (شويه) يعتبرونه متطرفاً يصلحوه.
• قبل التقرير قلت لي أنك شهدت لي الحوار السابق مع د.صالح باصرة عن تقرير هلال باصرة والمشهد في البلد ما هو تعليقك على ما جاء في حديث د.صالح باصرة؟
- أهنئ من كتب التقرير هذا ليس فقط د.صالح باصرة بل والأستاذ عبدالقادر هلال و الأستاذ وزير الإعلام كان معهم وآخرون، الحقيقة شكرأ لهم وشكراً للرئيس علي عبد الله صالح، شكراً لهم أنهم قد قالوا كلاماً شجاعاً كهذا و.. أهنئ الطرفين على هذا؛ إذ كانوا شجعان وقالوا رأياً شجاعاً وصريحاً وحقيقياً، وجيد أن الرئيس سمع منهم هذا الرأي وإن لم ينفذ فيه حتى الآن لكن كونه يسمع ما يريد هذا لا يحصل في بلدان كثيرة.
• في الحقيقة كانت هناك آراء ترى بأن الحديث مع الدكتور صالح باصرة بذلك المستوى إما أنه سيقذف به خارج الوزارة ربما أسوة بزميله الأستاذ القدير عبد القادر هلال أو أنه سيذهب به إلى سدة الوزارة رئيساً للوزراء في المرحلة القادمة؟
- كله جائز، لكن الذهاب به خارج الوزارة أشك، وهو الحمد لله من الرجال الموثوق بهم وعلاقاتهم طيبة، ونحن نحترمه، وهو من الناس المحترمين الذين لهم آراء طيبة ويحاولون يساعدون في حل المسائل، لكن أيضاً ليس بالأسلوب هذا، أسلوب أعطوا هذا سيارة، أعطوا هذا، ما تنفع، لم يعد لها نفعاً، فالتعامل بأسلوب العطاء غير مجدٍ
• يُعرف عن الأستاذ عبدالرحمن الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"، أنه رجل يجيد استثمار الفرصة السياسية، فأنت مثلاً حينما أعلن الانفصال كنت نائباً لرئيس جمهورية الانفصال كنت نائب علي سالم البيض في جمهورية الانفصال ثم ذهبوا جميعاً وباؤوا بذلك الإثم لكنك استطعت أن تعود مع الرئيس علي عبد الله صالح في إحدى الجولات، وأنت لا يعرف عنك أنك طرف وخصم للرئيس علي عبد الله صالح، الآن أنت تقدم مبادرة لإصلاح الأوضاع في البلد هل أنت تسجل موقفاً وتعلن عن حضور؟ أم أنك تستثمر الفرص وتركب الموجة؟ أم أن هناك صوراً أخرى غير هذا وذاك؟
- كلام طويل وكبير، أولاً أن استثمر أي فرصة لصالح بلادي هذا واجب شرعاً ووطناً، أما استثمارها لي فهذا لم يحدث، أعطوني ماذا زادتني، لم تزدني مالاً، أنا بعت بيتاً من بيوتي هنا، بعت بيتي في جدة، بعت بيتي في لندن، من بعد ما دخلت المسائل هذه، أنا لم استفد شخصياً.. عمرنا في تاريخنا لم يحدث و الحمد لله.
• بعت ثلاثة بيوت حتى الآن، يعني أنت تخسر في العمل السياسي؟
- ليست مشكلة.. هذا عمل تجاري، أنا أمتهنت العمل السياسي، أنا في الخارج كنت مديراً عاماً لأكثر من شركة في نفس الوقت، لكن أن استثمر أي فرصة لصالح البلد نعم، أنا شاركت في 1994م، لن أتكلم في التفاصيل لكن شاركت، شاركت بالمفتوح، ولا أخفي مثل غيري، وليس بالسر وأنكر، ولا أنكر، أنا شاركت في الإنفصال طبعاً، نعم في إعلان دولة اليمن الديمقراطية، لكن أقرأ ما كنت أقول واسأل كل شمالي كان في عدن كيف كانت معاملتي لهم، وأسألوا الضباط والجنود الأسرى كيف أوصلناهم إلى المهرة في ذلك اليوم، كان في الوقت نفسه مواطن من قدس يعمل حارساً عندي وأنا في عدن، و هو الآن موجود في جدة، إذن لم نتعامل بأحقاد، وقلت إن انفصالنا عن النظام وليس عن الوطن، وقلت إننا نأمل في أن تعود الأمور، إلى بناء دولة... دولة الوحدة بحيث تكون وحدة قابلة للاستمرار، هذا الذي قلته وأنا في عدن وهذا موجود في العدد الأخير من شهر مايو بمجلة الوسط و قلته في تلفزيون عدن.
• القدرة على بناء التحالفات بحيث يظل عدو الأمس صديق اليوم وصديق الأمس عدو اليوم؟
- نحن نحرص في حياتنا كلها أن لا نسيء إلى أحد، ليس في رقابنا أموال حق أحد، ولا نحقد على أحد، حتى لو أحد ضرنا نحن نسامح، وليس ذلك عن هبل أو غباء يمكن يعني طيبة (هبلاء)، لا أدري .. الله أعلم .
• هل أنت نادم على موقفك في عام1994م؟
- لا، وقلتها في جريدة 26سبتمبر، الموضوع ليس حكاية تندم أو لا تندم، موقف سياسي في ظل ظروف سياسية محددة إنتهينا منها؛ لأننا لسنا أعداءً لعلي عبد الله صالح ولا لباقي الأحزاب، ليس بيننا عداوة، هذه ليست خصومة عداوة قد يكون بيننا خلاف سياسي، لهذا نستطيع أن نقيم تحالفات مع هذا و ذاك.
• الأستاذ عبدالرحمن الجفري إذا كنت قمت مع من قاموا بعملية الانفصال عام1994م ولا تشعر بالندم على هذا الموقف واليوم تقدم مبادرة لإصلاح الوطن وللوحدة اليمنية، كيف يمكن أن يقبل منك هذا الكلام وأنت لم تندم حتى على موقفك؟
- أندم على ماذا وأنا كنت أقول: نريد أن نبني دولة.. دولة الوحدة قابلة للاستمرار وأنا اليوم أقول نريد نبني دولة الوحدة قابلة للاستمرار، هذا ما أطرحه ويطرحه حزبي، هو الذي يؤمن استمرار الوحدة، كنت أقولها في عدن وبعد ما خرجت وأقولها اليوم.
• أستاذ عبد الرحمن الجفري.. أنت تطالب بالديمقراطية والتغيير والتداول السلمي للسلطة وأنت في الحقيقة تبدو كما لو أنك رئيس أبدي لحزب رابطة أبناء اليمن "رأي"؟
- يشهد الله أنني حاولت أن لا أترشح في هذه الانتخابات.
• حتى الرؤساء يعلنون هذا الأمر ويحاولون أن لا يترشحوا وتخرج الشعوب تناضل؟
- أنا أريدك أن تطلع على دفيدي الخاص بالمؤتمر العام التاسع لحزب رابطة أبناء اليمن بلا رتوش واطلع على النقاش الذي صار، والله العظيم أنني لا أريد أن أبقى ساعة رئيساً للحزب، ساعة واحدة.
• أذكرك بأن أكثر من رئيس عربي قال هذا الكلام لا يريد أن يبقى دقيقة؟
- هذا رئيس سلطة يكسب منها سلطة، أما أنا فرئيس حزب يكافح، يناضل، يتعب.
• لكن النتيجة واحدة؟
- لا ياسيدي فرق بين من يحكم الناس وبين من يحتكم للناس، أنا احتكم للناس،الفرق كبير.
• الآن المشهد في البلد أزمة في صعدة وأزمة تتصاعد في الجنوب ولدينا أزمة اقتصادية وعلاقاتنا الاقليمية ليست على ما يرام وتصاعد وتعاظم للجماعات إلى أين تتجه الأمور باليمن ياسيدي؟
- هذا يعتمد علينا وبالذات على منظومة الحكم وبالذات على الرئيس علي عبد الله صالح الذي أرجو له الشفاء العاجل، فنحن محتاجين له في هذه المرحلة، ونرجو الله أن يوفقه ويأخذ بالطرق الصحيحة، ويتوقف عن الاعتقاد أو التصديق بأن الأمور على ما يرام أو الاعتقاد والتصديق بأن الآلة العسكرية ستبني شيئاً، نعم تبني ولكن لا تبقيه، نعم الجهاز العسكري جهاز مهم لبلادنا لكن أن يكون جيشاً احترافياً لا يتدخل بالسياسة.
نحن الآن نقول إنه إذا لم تتحرك بسرعة.. فالوقت كما قلت لك قد سرقنا، أو نحن نمتهن الوقت ونلعب به، الوقت ضيق جداً ومطلوب منا جميعاً أن نتجه إلى حوار شامل، نناقش أسس بناء دولتنا، والذي لا يريد أن يأتي نذهب إليه سواء من الحراك أو الحوثي أو أي أحد نحاول أن نأتي به، نحاول أن نبني بناء دولتنا، نحاول نعيد بناء المحبة والمودة بين الناس، فالكراهية بين الناس كارثة.
• هل لديك حلول لمشاكل البلاد حلول مفصلة هذه حلها كذا ما هي البدائل التي تقدمونها بحيث تكون بدائل لا تضيف أزمة وليست امتداداً لأزماتنا القائمة؟
- كلامك 100% في محله نحن في مشروعنا للإصلاحات يمكن الوحيدون الذي طرح دراسات اقتصادية100% لكن كل هذا مرهون بمفتاح الحل السياسي في بلادنا إذا استطعنا أن نحل الأزمات السياسية القائمة ونقيم دولة مركبة نستطيع إذا أردنا، حتى الآن.. بعضنا لايريد، بعضنا مستحيل يرفض فكرة صحيحة لأن غيره قالها.
• أنت شخصياً ما هي حلولك؟
- أولاً نصلح الوضع السياسي، ثانياً: أنا ليس معاك أنه لدينا مشاكل إقليمية، يمكن وضعنا اليوم أفضل من سابق ووضع أحسن في علاقتنا مع الدول العربية، لم تمر مرحلة في تاريخنا المعاصر والعالم الإقليمي مجمعين على صلاح اليمن، لماذا لا ننتهز هذه الفرص؟ هناك مصالح... اليمن لها موقع في غاية الأهمية، إقرأ كتيب كتبته سنة87م، عندما أغلق مضيق هرمز أمام الناقلات واستأجرت الكويت من الأسطول الأمريكي أدركنا بأن العالم لا يمكن أن يسكت عن أن أهم مادة استراتيجية في العالم تظل مخنوقة في المضائق، وبالتالي يمكن سواحلنا تصبح أهم موقع لتصدير النقط، ساحلك سيبعد عنك اختناق النفط، أنا أقدم الفيدرالية لنظام الدولة ولنظام الحكم نحن وضعنا النظام الرئاسي، الفيدرالية ستحل المشاكل في صعدة وفي الجنوب والأزمة الاقتصادية، نعم... لأن الناس ستشعر بأنها مشاركة لا تابعة، فتفتت السلطات.
• أنت في البدء لم يعجبك المشهد وكنت نائباً في جمهورية الانفصال والآن لم يعجبك المشهد وتريد الفيدرالية؟
- كان هناك فيدرالية، نحن طرحنا نفس الفكرة اللامركزية من أول قيام الوحدة وحتى الآن الدولة الفيدرالية، أعطني دولة قامت على الفيدرالية ثم تفككت، تاريخنا كله انقسامي، انقسامات وصراعات.
• ما الذي يجعلك على ثقة بأن هذه الفيدرالية مناسبة لمشكلاتنا؟
- لأنها ناسبت كل الظروف المواتية لنا هي الطريقة الوحيدة، هناك نوعان: نوع صهر التنوع وهي المركزية تحاول صهر التنوع ولا تستطيع وفشلت في ذلك في العالم كله، وفي استخدام التنوع استخدام إيجابي بالاتحاد وهي الفيدرالية، هل تريد صهر أم استثمار، أنا أريد استثمار التنوع هو حالة رائعة في أي بلد، التنوع إذا استثمرناه هو غنى للبلد.
• هل تشعر بأن طرحك هذا سيلقى صدى في هذه المرحلة؟
- أنا خائف من هذا، أن المقتول لا يسمع قارح البندق، لأنه شعب مقتول لم يعد يسمع قارح البندق، تكون كارثة، العقلاء يسمعون لرأي العقل في ساعة المحنة والشدة، وأتوقع أنهم يسمعون، وأخاف أن المقتول لا يسمع قارح البندق.
• هل أنت بهذا تعبر عن موقف راسخ تمت دراسته بعناية، يعني قرأه خبراء ومتخصصون ومحللون، وأجريت فيه استفتاءات، وتمت من خلاله وضوح الصورة الكاملة، أم أنه موقف يعبر عن ردة فعل سياسية تجاة أخطاء أو ممارسات أنت لست راضياً عنها؟
- سيدي، نحن في حزب الرابطة، لسنا حزباً كبيراً ولسنا حزباً صغيراً، نحن حزب متوسط نعتقد بأن أثرنا وسمعتنا أكبر من حجمنا المادي، حجمنا المادي العددي، وليس مقياساً، في أي حزب من الأحزاب في التاريخ في العالم كله، لا نصدر أي رؤية وما أقوله صادقاً فيه نحن لدينا مجموعة مخصصة تدرس وتعمل ورشة عمل لدراسة كل قضية تحت ضوء الشمس، وبعد أن تكمل الدراسة ترفع إلى اللجنة التنفيذية، و نحن نحيلها إلى الهيئة المركزية للموافقة عليها، نعم مبادراتنا مدروسة ولو كانت ردات فعل كنا غيرناها لكن لكونها مدروسة وجدنا أنه لا توجد دولة قامت على دولة مركبة وتجزأت فنحن لا نقدم رؤانا إلا بعد دراسة كل قضية.
• قل لي أستاذ عبد الرحمن في تقييمك لمسارك السياسي في اليمن، تاريخك، وحاضرك السياسي، هل أنت تقوم بدور تهدئة الأوضاع، أم تفجيرها أحياناً؟
- عمري، والحمد لله، لم أقم بدورأقصد منه تفجيرالأوضاع ولن أقوم به، في تاريخنا كله، لأنه يمكن تربيتنا هكذا، كان أهلنا يصلحون بين القبائل، فبالتالي هم يهدؤون، عمرنا ما نحمل سلاحاً ونحن في صنعاء معرضون للقتل ونحن نعرف، ولا نحمل سلاحاً.
• أنت معرض للقتل وأنت تعرف !
- نعم، كل واحد فينا معرض للقتل،أنت معرض للقتل ؟
المذيع: لا، أنا لست معرضاً للقتل، ليست لدي خصومات مع أحد.
الأستاذ عبد الرحمن: أنا قلت هذا الكلام من أجل ألفت نظرك، هذا الكلام لن يسلم منه أحد، من يعتقد أنه معرَّض، ومن يعتقد أنه ليس معرضاً.
• هذا التهديد لماذا؟
- أنا لا أهدد، أنا أتمنى اليوم الذي نعيش فيه كشعب مثل غيرنا نعيش بسلام بأمان بلا سلاح بلا حتى شوكة بلا مسمار طريق، ويمشي كل إنسان آمن على ماله وعرضه وأهله، آمن على رزقه، آمن على وظيفته، وإذا لم ندرب أولادنا من الآن تدريباً مهنياً وفنياً سنفقد سوقنا في سوق الخليج وسنفقد سوقنا في سوق اليمن.
• السؤال الذي أريد أن تطمئن به نفس عبد الرحمن الجفري في الأخير إذا اختصمنا مع بعضنا بهذه الطريقة أو بتلك الطريقة، فلن يتضرر إلا اليمن، إلى أين نتجه ببلدنا هل نتجه نحن كأحزاب ومثقفين ونخب ومواطنين بسطاء، نتجه نحو تمزيق البلد أم علينا أن ننتبه إلى أين نتجه باليمن؟
- أولاً المتضرر اليمن هي البشر والمتضرر هم الناس البشر، المواطنون والوطن، علينا أن نتوقف عند حاجة واحدة، أهم شيء نحن نسمي أنفسنا مثقفين أو(نكب) في الانجليزية، علينا أن نتوقف عن التنظير، نبطل الكلام العائم بالعائم، نتوقف عن التنظير، وإن كان مهماً لكن التنظير بما يتيح المجال كلام عائم لا أحد يفهمه نتكلم كلاماً واضحاً نأخذ الحكمة من أين جاءت حكمة لسيدنا الإمام زين العابدين تفيدنا جميعاً، مرة في الليل وهو يسير على حصانه سمع واحداً يقول شعراً فيه حكمة، فتوقف و نزل من على الدابة وأخذ القرطاس ليكتب فيه هذا الشعر فقال له الرجل أنزلت من على الحصان لأخذ هذا الكلام كان بإمكانك أن تأخذها وأنت على الحصان قال له كلامك فيه حكمة، أدب التلقي، المذيع مقاطعاً وأين هي الحكمة اليوم؟ أجابه: الحكمة أن تأخذها من أي إنسان، ليس لكي يقال فلان قال، ويكون موافق على رأيك ويكون أعجبك هذا الرأي لكن تقف ضده لأنه لم يعجبك.
ختاماً.. نهنئ شعبنا بحلول شعبان وقدوم رمضان، إن شاء الله يكون قدوم خير على بلادنا وشعبنا
ختاماً.. أستاذ عبد الرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" أنا أشكرك شكراً جزيلا على شرف قبول الدعوة وتشريفنا بالحضور إلينا في الاستديو، أعتذر عن الكثير من الأسئلة التي ربما ضايقتك.
أبداً لم تضايقني، أنا سعدت بكل كلامك وبكل أسئلتك، لأنه لا يوجد لدينا شيء نخشى أن نقوله، وأسئلتك جيدة وأنا أفرح بالأسئلة الجيدة، ولا يوجد لدينا شيء نخفيه ولا نحب أن نخفيه عن الناس، وبالتالي أنت استفضت كل ما تستطيع، وأنا شاكراً لك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.