تستمر قواتنا المسلحة اليمنية في فرض المعادلات العسكرية بمعادلة ردع بحرية جديدة أمام قوى العدوان الصهيوأمريكي ووكلائها في المنطقة، ففي أحدث بيان إسناد عسكري عملياتي تصعيدي أعلنته بعنوان "بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الإسرائيلي"، ضمن معركة الإسناد المستمرة لكسر حصار التجويع القاتل ووقف حرب التدمير والإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة، لتأتي المرحلة الرابعة لتشكّل منعطفاً جذرياً في الصراع الذي لم يعد محصوراً بالأرض فحسب، بل امتد إلى البحر ليصبح ساحة كفاح متكاملة وهذا التحول يعيد تعريف خطوط الاشتباك بما يضع الاحتلال وحلفاءه في مواجهة ضغوط مستمرة على كافة الأصعدة، حيث تتداخل الحسابات العسكرية مع معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة، فالتصعيد البحري لا يقتصر على الضربات الميدانية، بل يمثل رسالة احتجاج أخلاقية تحشد الدعم الشعبي والدبلوماسي للقضية الفلسطينية. تنطلق المرحلة الرابعة من التصعيد البحري اليمني في توقيت حاسم يعكس تحوُّلاً استراتيجياً ذا أبعاد متعددة في الصراع الإقليمي ولتفرض واقعاً جديداً على الساحة البحرية، حيث تتجاوز العمليات العسكرية المعتادة لتتحول إلى معادلة متكاملة تجمع ما بين النفوذ الاقتصادي والعسكري والسياسي في آن واحد طالما استمر العدوان على غزة، وتتمثل هذه المرحلة في توسّع رقعة العمليات لتشمل مساحات واسعة على امتداد البحر الأحمر وخليج عدن، وحتى مياه البحر الأبيض المتوسط، مما يجعل اليمن لاعباً أساسياً يسيطر على ممرات بحرية حيوية، ليس فقط من حيث القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية، بل في كيفية إعادة صياغة قواعد الاشتباك البحري في المنطقة التي ظلت لفترة طويلة تحت الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية. على صعيد التكتيك العملياتي تكتسب قواتنا المسلحة اليمنية بدمج تقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة طويلة المدى ميزة تفوق تمكنها من ضرب أهداف بعيدة تتجاوز المحطات التقليدية، متجاوزة أجهزة الدفاع المتقدمة وهذا التطور يفرض على إسرائيل وحلفائها مراجعة استراتيجياتهم الدفاعية بشكل عاجل، فيما يزيد من تعقيد التوازنات الأمنية في المنطقة وبذلك تتحول البحار إلى جبهة مفتوحة أبعادها لا تقتصر فقط على الاشتباكات العسكرية وإنما تتجاوزه إلى تأثيرات استراتيجية شاملة، فالرسالة الإنسانية التي أراد العميد يحيى سريع إيصالها من صنعاء إلى العالم عبر بيان يوم ال 27 من يوليو 2025، هي: "أن ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية يعبّر عن التزامها الأخلاقي والإنساني تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني الشقيق، وأن كافة العمليات العسكرية ستتوقف فور وقف العدوان الصهيوني على غزة ورفع الحصار عنها". يأتي هذا في ظل استمرار قواتنا المسلحة اليمنية في أداء واجبها المقدس في إسناد غزة من خلال فرض الحظر الجوي بالصواريخ والمسيّرات على مطار اللد وميناء حيفا في إسرائيل، وهو الحظر الذي صاحبه الحصار البحري المستمر في البحر الأحمر على سفن الكيان الصهيوني أو المرتبطة به في البحر الأحمر، والعربي، والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، وهو ما تسبب في إغلاق ميناء أم الرشراش والمستمر حتى رفع الحصار ووقف العدوان الصهيوني على غزة.