محمد الصوفي كن إنساناً... تحبّ الخيرَ للناس كما تُحبُّه لنفسك، فالحياة لا تزدهر إلا بالمحبة والعطاء المتبادل. كن ذا مروءةٍ وضميرٍ حيّ... استمع لنداءِ وجدانك قبل أن تنطق الألسنة، وكن عوناً للضعيف قبل أن تكون سيداً على القوي. كن عقلانياً... حين تشتدُّ الفتن، استخدم عقلك قبل عاطفتك، فالعقل نورُ الحكمة، ومنارةُ البصيرة. خَفِ اللهَ... قبل أن تخافَ الناس، فخشيةُ الله تهذِّب النفس وتزرعُ فيها عدلاً ورحمة. أطفئ نارَ الفتنة... ولا تكن وقودَها، ابحث عن طريقِ السلام والوئام، لا عن مسالكِ الشرِّ والدمار. أخلِص في حبِّ الوطن... واجعل ولاءك لشعبك وأرضك، فحبُّ الوطن إخلاصٌ وعملٌ وبصمةُ خيرٍ تُخلَّد لا تُنسى. اغرس وردةً بدلَ رصاصة، وزرعُ الأمل أجملُ من إشعالِ الحرب، فالوطن لا يُبنى بالدماء، بل بالأقلام والأفكار. اجنح للسِّلم... ولا تغرَّك الدُّنيا بزخرفها، فما تبنيه بالمحبة يدوم، وما تُشيده بالكراهية ينهار سريعاً. ازرعوا الفكرَ بدل الفتنة، والزهورَ بدل البندقية، وافتحوا نوافذَ قلوبكم للنور بدل أن تُغلقوها في وجه النصح. أن ما يحدث في مختلف مناطق اليمن من أحداثٍ مؤسفةٍ ووضعٍ متدهورٍ هو انعكاس لحالةٍ خطيرةٍ من الانفلات الأمني والتحشّد العسكري استعداداً لجولاتٍ جديدةٍ من الصراع. أصوات الفتنة تتعالى، وأبواق التحريض تملأ الفضاء، وكل ذلك نتيجة غياب الدولة الجامعة التي يحتكم الجميع تحت مظلتها، وغياب النظام والقانون الذي يضبط الخلافات ويمنع الفوضى. لقد آن الأوان أن نقرأ الواقع بعقلٍ راشدٍ وبصيرةٍ نافذة، وأن نراجع حساباتنا بصدقٍ وشجاعة، ونتجرأ على تقديم التنازلات التي تحفظ دماء الناس وتصون ما تبقى من وطنٍ أنهكته الحروب والأنانية. فالإصرار على الخطأ لا يولّد إلا الخراب، أما تصحيح الأخطاء فهو أول طريق الخلاص وبداية بناء اليمن الذي نحلم به جميعاً.