ما يشاهده العالم من مأساة يعيشها أهل غزة من حرب إبادة وحصار وتجويع يندى لها جبين الإنسانية في ظل صمت مطبق للأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية والهيئات العالمية المنادية بحقوق الإنسان لأمر عجيب وسكوت مريب.. فحين تشاهد أب أو أم أو اخ في قطاع غزة قطاع الكرامة والعزة، يقطع الكيلومترات داخل البيوت المخربة الأبية الساخرة من الغزاة والسيارات المحروقة والأشجار المحترقة أغصانها الثابتة جذورها في أرضها، والطرق التي حرثتها آليات الكيان بحقدها وذلها وأكيد أن بيت هذا الرجل أو المرأة من ضمن البيوت المدمرة والسيارة والحديقة والطريق هي من أملاكه لكنه يذهب ليعود لأطفاله بغذاء أو بلقمة عيش وعيون أقذر جيش تراقبه لتقتله أو تقتل صبره وعزته. هو يعلم أن هناك احتمالات ثلاثة ونسب حدوثها كبيرة جدا وهذه الاحتمالات هي: الاحتمال أولا: قد يقتل من ذهب لاحظار الطعام لكنه يفضل مصارع الكرام على شماتة اللأم. الاحتمال الثاني: قد يعود بقليل من الطعام لكنه يعود والطائرة قد قصفت أطفاله وأهله في مخيم اللجوء. الاحتمال الثالث: قد لا يحصل على طعام ويموت أطفاله جوعا ويدفنهم بيده لكنه لن يدفن عزته معاهم، ومهمة الإعلام العربي يبرر لمن يحاصر الأطفال حتى الموت بأنهم إرهابيون وكل هذه الاحتمالات تحصل يوميا والذي لم يمت اليوم سوف يموت غدا، العالم القوي منافق والعرب أشد كفرا ونفاقاً والمسلمون في أسفل خطوط الانحطاط إلا النادر الذي يقوم به محور المقاومة .