لعل من أبرز الظواهر هذه الأيام هو محاولة الأقزام الوصول إلى الهامات الشامخة بالنضال، فتظهر أقنعة التزييف، وأوجههم الحقيقية تكشف دسائسهم التي يتشدقون بها وصفات حقد تتضح، فيصيرون بعدها كالبوق الذي ينعق بالخسة والنكرة. أعمالهم المتخلفة تقف ضد التغيير والتقدم؛ بكونهم “عايشين” الماضي بكل سلبياته، بعيداً عن تطورات العصر وتحولات شعبنا الثورية. مازال هؤلاء هم التخلف بذاته، بل هم وسياستهم الدنيئة تجرهم نحو التخلف, واتهامات لماجدات اليمن تدل على أننا بحاجة لثورة أخرى ضد التعصب والارتباط بأفكار متخلفة، متخذة الدين الإسلامي السمح شعار زيفها واحتيالها، مستغلة نبل الشعب وإيمانه، ولم يعلموا أن الثورة نقلت شعبنا نقلة نوعية نحو العلم والتسامح والديمقراطية وقبول الآخر، بعيداً عن مصادرة حقه في الاعتقاد والنقد. بالأمس شن مراهق وولده هجوماً على بشرى المقطري، وقام بإنزال كل أشكال القرف الذي يمتلكه في مقاله الرخيص الذي يتكلم عن بذاءته وعهر لسانه وقلمه، كل هذا من أجل النيل من بنت الثورة, والله المستعان يا شباب الثورة ورجال التغيير والتحديث، نراكم تصمتون والقردة ينالون من شرف حرائر اليمن، حفيدات بلقيس. أتساءل الآن أين هي تلك الأحزاب التي نتوقع أن يكون لها دور إيجابي في مواجهة القوى الظلامية بدل الصمت المريب، والذي يدعو إلى الشفقة على هذه الأحزاب ودورها في التوعية والمحافظة على ماجدات الثورة وعنوانها الباهي وفي المقدمة المناضلة الرائعة الأستاذة بشرى التي سجلت حضوراً ثورياً في وقت غاب فيه أشباه الرجال, ووقفت بحزم في مواجهة التخلف والجهل؟!. وهذا ما يثير حفيظة أنصار التخلف؛ بكونهم ينفذون أجندة تخدم مصالح إقليمية. إن الوقوف مع بشرى واجب وطني وقومي؛ بكونه اختراقاً وإعادة عجلة التغيير. أشعر بالحزن وأنا أسطر كلماتي.. لماذا بشرى المقطري؟ لماذا بشرى بالذات وهي من رموز الحركة الوطنية والثورية ومن القوى الفكرية صاحبة المشروع التحديثي؟. إن الصمت يعطي شرعية لتجار الدين وأزلام النظام، خاصة بعد أن كشف الواقع أن كثيراً من يطلق عليهم صحفيون هم كتاب بالإيجار لبقايا النظام السابق، وتجار الدين القادمون من هناك.. من خلف الحدود!!. فهي ثائرة عرفناها قبل أن نعرفهم، وقبل أن تبدأ ثورتهم، وتناسوا أنهم من التحق بمسيرتها وثورتها؛ فنحن نعرفها مشروع ثورة ومثلاً يحتذى بها ونبراساً في النضال، ونعرفكم مشروع رجعية، ووكلاء للخارج؛ فالقاصي والداني يعرف كيف أتيتم إلى الثورة وحوّلتموها إلى رصيد خاص بكم وشحن فوري لأباطيلكم، لتقفوا بالمراصد لكل ثائر، وعملتم على إزاحتهم؛ لأنهم يحملون مشروع ثورة؛ تريد الوصول إلى النصر وأنتم تريدونها شيئاً آخر من أجل الوصول إلى القصر، لتأتوا للثورة بحقراء عرفناهم طيلة 33 سنة وتاريخهم يتحدث عنهم، جاءوا إلى الثورة بمفهوم “جلب المصالح ودفع المفاسد”، فملكهم الإخوان ثورتنا، ليتربعوا عليها، وأصبحوا قادة ثورة. فمن يجرؤ بالحديث عليهم؟ “ويا ويل كل من يطلع كلمة عليهم”، وهاهم اليوم يعيدون إنتاج الماضي، فهم يستطيعون؛ لأنهم قادة ثورة!. إن التاريخ في وطني تصنعه قناة (اليمن اليوم) وتحميه عصابات القتلة من الحرس الجمهوري وقوى الإجرام في الأمن المركزي، معززاً بقناة (سهيل) وفتاوى الزنداني وطلاسم الإصلاح وشلة علي محسن!. إن الثورة لن تكتمل، وأحمد وعلي محسن ويحيى وكثير من أولاد صالح في صدارة المشهد.. السؤال هل نحن بحاجة إلى ثورة أخرى؟ وهل أنجزنا هدفاً وأولاد الرئيس السابق مازالوا مع إخوانه يعيثون في الأرض فساداً؟.