• لا يختلف اثنان على أن شوقي هائل رجل دولة مدنية وشخصية قيادية من الطراز الأول، وتعيينه محافظاً لتعز كان «ضربة معلم» وقراراً جد إيجابي، ليس للرجل وإنما للمحافظة وأبنائها، ولن نبالغ إذا قلنا إنه الأفضل من بين كل المحافظين الذين تعاقبوا على تعز خلال السنوات الأخيرة لما عُرف عن الرجل حبه لهذه المحافظة واستعداده للعمل الجاد في كل ما من شأنه تطويرها ورقيها، وإعادة المدنية المسلوبة منها إليها، ولعل الأولويات التي ركز عليها في أول حديث له تؤكد قدرته على القراءة الصحيحة لواقع المحافظة واحتياجاتها الملحة المتمثلة في إعادة الأمن والاستقرار إليها، وأيضاً معالجة أزمة شحة المياه وهي الأزمة المزمنة المستعصية على الحل منذ سنوات، بالإضافة إلى مشكلة غياب النظافة وتكدس القمامة بشكل غير مسبوق في شوارع المدينة، وقد بدأت يوم أمس أولى الخطوات العملية، حيث تم تدشين حملة شاملة لرفع القمامة والمخلفات من كل شوارع المدينة وأحيائها. • صحيح أن الظروف والأوضاع التي تعيشها تعز خلال الفترة الراهنة قاسية بعض الشيء على المدينة وسكانها والتي فقدت بسببها الكثير من رونقها وبهائها بعد أن قبل أبناؤها أن تصبح محافظتهم مرتعاً للفوضى والمظاهر المسلحة وأن مثل هذه الظروف تتطلب قوة وشدة وحزماً من قبل المحافظ الجديد، للقضاء على كل المظاهر السيئة الدخيلة على المحافظة، إلا أننا على ثقة تامة بأن شوقي هائل يمتلك من الإمكانيات والخبرات والمهارات ما يجعله قادراً على إعادة الرونق والبهاء لتعز والقضاء على كل تلك المظاهر السيئة التي شوهت المحافظة بعد أن كانت مضرب المثل والأنموذج الأروع في التمدن والوعي والثقافة. • ما يثير الاستغراب هو تلك المواقف الاستباقية من قبل البعض وقيامهم بشن حملة انتقادات ضد شوقي هائل قبل أن يباشر عمله، بل حتى قبل أن يؤدي اليمين الدستورية، في الوقت المطلوب فيه أن تلتف جهود جميع أبناء المحافظة حوله ومساندته في توجهاته ودعمه في كل ما من شأنه إعادة الاعتبار لتعز المحافظة المعطاءة وعنوان الثقافة والمدنية الحضارية، وحتى لو كان سيئاً كما يردد البعض فلندعه يقوم بعمله وإذا ما أخطأ فلنا الحق في انتقاده والعمل على تقويمه وتصحيح مسار عمله، ومن واجبه أن يتقبل الانتقادات البناءة بصدر رحب، فهو في الأول والأخير بشر يصيب ويخطئ، أما أن نبدأ بشن الهجوم عليه حتى قبل أن يبدأ عمله, فذلك لا يعني سوى تحامل ومرض يحمله هؤلاء الذين هم على شاكلة من «لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب». • وفي نفس الوقت لا نريد منكم أن “ تطبلوا” لشوقي أو تكيلوا له المديح والثناء، فقط دعوه يعمل وكونوا عوناً له في تنفيذ كل ما يخدم المحافظة وأبناءها، فلا أعتقد أنه بحاجة إلى من يمتدحه أو «يلمعه» فسمعته الطيبة تسبق عمله، كما أنه أرفع قدراً وشأناً من أن تمتد يده إلى المال العام، وهي الآفة التي تطبع أغلب مسئولينا وترافقهم في كل المناصب التي يتقلدونها، وبمعنى آخر يمكن القول إن شوقي هائل هو أحد المسئولين القلائل الذين ينطبق عليهم القول المأثور «المنصب مغرم وليس مغنم»، فالرجل يمتلك المال والجاه والسمعة الطيبة، ولا أعتقد أن شخصاً يمتلك كل هذا بحاجة لأن «يدوش دماغه» بمنصب سياسي كهذا في بلد أناسه يعشقون تصيُد السلبيات وتسجيل الأخطاء ونكران كل عمل وفعل جميل، إلا إذا كان يحب المحافظة ويرغب في خدمة أبنائها. • لا أقول هذا مديحاً أو تزلفاً لشخص المحافظ المعروف عنه بأنه يعشق العمل ويكره النفاق والتزلف، فلم يسبق لي أن التقيته سوى مرة واحدة فقط وفي موقف لم يتجاوز المصافحة، ولم يسبق أن جرى بيننا أي حديث من أي نوع، لكن لأنني أعتقد - جازماً - بأن شوقي هائل هو الأصلح والأنسب للمحافظة في هذه الفترة الحالكة التي تعيشها والقادر على أن ينفض عنها غبار الإهمال والحرمان الذي تجرعته خلال السنوات الماضية، فقط المطلوب من كل أبناء هذه المحافظة الالتفاف حوله ودعم جهوده في كل ما يهدف خير تعز وأبنائها بغض النظر عن الانتماءات السياسية، ويجب أن لا ننظر إليه من منطلق انتمائه السياسي فذلك لا يهم، إنما المهم هو مدى قدرته على خدمة الناس وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم، وليكن في أي حزب سياسي المهم أن يخدم المحافظة وأبناءها. [email protected]