في 27 أبريل 2011م، أصيب بطل الجودو اليمني الثائر الشاب علي خصروف - بطل العرب في اللعبة تحت وزن 60 كجم والمصنف 62 عالمياً - برصاصات شريرة كادت أن تنهي حياته أثناء مشاركته في مظاهرة. على أن المفارقة الحلوة تلقيناها في 27 أبريل 2012م بخبر تأهل علي خصروف إلى أولمبياد لندن القادمة بعد فوزه ببطولة آسيا في الوزن ذاته كأول لاعب يمني يحقق هذا الإنجاز في تاريخ الرياضة بالبلد. حقاً كم هذا الفوز جميل وشديد الإبهاج يا علي خصروف، كأنك تعيد بتلك النتيجة المبهرة شيئاً من الجميل لشهداء الثورة ولليمن التي تعشقها عموماً بجنون خلاب، فيما أتذكر الآن جموحك العارم في المظاهرات، وكيف كنت تدأب على تثبيت رفاقك لمواجهة آلة الموت الجبانة بهتافات التحدي السلمي وخطوات العزيمة الخارقة. وللتذكير فإن علي خصروف الذي كان قرر بسعادة قبل شهرين عدم المواجهة مع لاعب من إسرائيل أثناء مشاركته في بطولة العالم للجودو بألمانيا؛ إذ أوقعه حظ القرعة في أن يكون أول نزال له معه، إلا أنه سجل بذلك الانسحاب موقفاً قديراً جداً، وبالتأكيد لم يمسسه حزن عدم المنافسة في بطولة مهمة كهذه، لطالما حلم بها بل وتعب جداً من أجل المشاركة؛ لأنه كان مقتنعاً فقط وبدون مزايدة تذكر بأن رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني هو أبسط ما يمكن أن يقدمه لشعب فلسطين المغتصبة. طبعاً لا نامت أعين الجبناء الأوغاد في وزارة الرياضة الذين ظلوا يكيلون حقداً وتهميشاً لعلي خصروف؛ بسبب ثوريته، مستمرين لذات السبب بلا تفاعل مشجع مع رغباته لخوض بطولة العرب التي حقق فيها ميدالية ذهبية مفاجئة - فبطولة العالم ومثلها بطولة آسيا الأخيرة - إلا بعد إصراره الذي لا يهدأ على ذلك، ومواصلة عدم تنازلاته بالمقابل، ثم تحديداً بعد تعرية الصحافة الوطنية لممارساتهم المشينة تجاهه، لتتم مشاركاته المستحقة في البطولات الثلاث بصعوبة بالغة وفي ظروف نفسية سيئة، إلا من دعم الكابتن الثائر نعمان شاهر - رئيس اتحاد الجودو - المغضوب عليه في الوزارة أيضاً؛ بسبب انتمائه المبكر لساحة التغيير. والنتيجة أن علي خصروف ظل يسعد أيامنا المتعوسة مراراً، وهو يواصل انتصاراته الاستثنائية ويغيظهم. من هنا أدعو رئيس الجمهورية إلى تكريم هذا البطل تكريماً لقيم الثورة الشبابية ولروح الإصرار والإبداع والتطلع الإيجابي لجيل الثورة الحالم، كما أجدني أيضاً أهنئ الرفيق القدير محسن خصروف - والد هذا البطل اليمني العالمي - الذي يعد مبعث شرف، كما يجلب الفخر تماماً، ولروحه أكن مجمل الاعتزاز.