لا يدهش المرء من كثرة التهاني التي رفعت في الصحافة للأخ شوقي أحمد هائل كمحافظ لمحافظة تعز، فالتهاني لتعز الحالمة بأن تولى أمرها أحد أبنائها المخلصين، والتهاني لشوقي على حب أبناء تعز، ومن يعرف شوقي يعلم أن ذلك القرار ربما واحد من أكثر القرارات صواباً في قيادة اليمن الجديد ويبشر أن الأمور تسير في طريق الخير بإذن الله، وفعلاً تعززت البشرى بما لحقها من قرارات حاسمة وشجاعة في المنظومة العسكرية... وهذا يدفعنا جميعاً وبالذات القطاع الوطني أن يتسلم الإشارة الخضراء ويشمر عن سواعد العطاء والانطلاق ... وهذا الأمر قد بدأت إرهاصاته المبشرة بالخير منطلقة من وزارة الصناعة والتجارة والتي تخطط لعقد لقاءات تشاورية واسعة مع القطاع الصناعي و التجاري والخروج منها برؤية واسعة لما هو مطلوب لانطلاق نهضة حقيقية ونسأل الله التوفيق... بدورها الغرف التجارية والاتحاد العام و كوكبة من رجال الفكر الاقتصادي ورجال الأعمال بدأت فعلاً اللقاءات وعلى مستوى الساحة الواسعة ... أحببت طرح المقدمة رغم ابتعادها النوعي عن عنوان المقال هادفاً لإضاءة شمعة يستبشر بها الجميع... نعود لفضائية تعز... لا يختلف اثنان في اليمن أن أبناء تعز من أكثر أبناء اليمن تحضراً وانفتاح أذهان، وذوو تطلعات واسعة ناتجة من تاريخ المحافظة ومن سنوات الغربة الطويلة والمحملة بغيوم المعرفة والصبر والحضارة... محافظة تعز تزخر بالكوادر في كل ميدان فنياً وثقافياً ودينياً وتنموياً وسياحة. تعز تزخر بالمناخات والفرص السياحية المتنوعة والرائعة ... تعز تتمتع بالقدرات الزراعية غير المحدودة... تعز قادرة بفضل أبنائها أن تبعث أنوار الأمل و الحضارة إلى كل ربوع اليمن... ولكن ما قاسته تعز من تهميش رسمي ومقصود وما عانته من تجاهل لقدراتها و قدرات أبنائها، بل وتعسف وقهر يجعلنا نرفع لمقام الأخ المحافظ الجديد بأن يعجل وبصورة مستعجلة في إنشاء قناة فضائية خاصة بالمحافظة تساعد على إزالة الغبار عن تعز و أبنائها... تساعد على إبراز مواهب التعزيين... تساعد على إبراز مقومات الحضارة والتاريخ و السياحة و الثقافة وفرص الاستثمار في المحافظة الثائرة و ليست الحالمة فقط... على أن يواكب إنشاء الفضائية تشجيع من قيادة المحافظة للقدرات الشابة بأن تنشئ مراكز الفن الراقي ومسارحه وأن تقيم الاستوديوهات الإبداعية الحديثة وأن تفجر ينابيع الفرح والإبداع على مستوى المحافظة وبما لا يتعارض مع القيم والأخلاق ... قناة تعمل على إزالة الظلام المنتشر والظلم الجائر... فكم من شاعر وعالم ديني ومفكر ورجل أعمال متفتح الذهن وفنان وموسيقي ورياضيين وكل ما يخطر في قاموس الحضارة... كل هؤلاء منتشرون في كل أنحاء المحافظة... تعز الحالمة محتاجة وبصورة ملحة إلى من يمسح عنها غبار سنوات الظلام، فيظهر وجهها الجميل و ينفض عن هامتها تراب النسيان فتعود حاضرة كما يشاء لها أبناؤها ومحبوها وليس قادراً على بعث مثل ذلك لها كالفضائية... فهذه لغة العصر وأدواته.