ونحن نحتفل بذكرى مرور 22 عاماً على قيام الوحدة اليمنية.. علينا أن ندرك جيداً أن الوحدة اليمنية التي تحققت يوم 22 مايو 90م لم تكن جرماً يجب علينا التكفير عنه ومعاقبة من ارتكبه.. كما أنها لم تكن خطأً سياسياً علينا إصلاحه ورد الاعتبار للمتضررين منه، لأن الوحدة اليمنية كانت وستبقى قدر ومصير شعب قدّم قوافل من الشهداء ليصل إلى هذا التاريخ المجيد. كما أن الوحدة اليمنية ليست ملكاً لشخص بعينه أو حزب بذاته حتى نقول بأنه صاحب الملكية ومن حقه أن يتصرف بها كيفما يشاء، ومهما كانت المآخذ التي يلصقها البعض على الوحدة ويجعلون منها شماعة لكل الأخطاء والتجاوزات التي ارتكبها أشخاص أو أحزاب لتحقيق منافع شخصية وحزبية على حساب المصالح العليا للشعب والوطن.. وكانوا سبباً في ظهور تلك التشوهات التي نعاني منها اليوم.. كلنا ضد الفساد والمحسوبية والاستحواذ وضد سياسة الإقصاء والتهميش ومع سيادة النظام والقانون والمواطنة المتساوية لكل أبناء اليمن دون تمييز.. وكلنا نؤيد الحوار الوطني تحت مظلة الوحدة وإعادة ترتيب الأوراق التي بعثرتها الصراعات السياسية والحزبية والمذهبية والطائفية منذ صيف 94م وحتى اليوم وبما يكفل إعطاء كل ذي حق حقه وبما يكفل أيضاً إنهاء كل الخيارات البديلة عن الوحدة وطمس كل دعوات التشظي والتفرقة والشتات، وكل المشاريع التي يروج لها أعداء الوطن والشعب ومن يسعون إلى تأجيج مشاعر الحقد والكراهية وزرع الفتن بين أبناء اليمن الواحد.. نعم يا أبناء وطني الأعزاء.. ليس العيب والخلل في بقاء الوحدة واستمرارها وأن الحل لن يكون إلا بالانفصال، كما يروج بعض المرجفين ممن استهوتهم شياطين الإنس فباعوا وطنهم بأبخس الأثمان.. وإنما العيب والخلل في من حولوا الوحدة إلى مشكلة ولاحل إلا بالرجوع عنها.. وكل ماعلينا كيمنيين وبعد هذه السنوات من عمر الوحدة هو أن نكون منصفين وواقعيين في تعاطينا مع قضايانا، بعيداً عن التعصب الحزبي أو المناطقي أو الطائفي أو المذهبي إن كنا فعلاً حريصين على وطننا وعلى أمتنا واستقرارنا، وأن لاننساق أبداً وراء تلك الدعوات الهدامة التي يطلقها تجار الحروب وصناع الأزمات.. والأهم أن تدرك الأحزاب المتصارعة أننا نرفض تحويل الوحدة والوطن إلى كرت في لعبة سياسية قذرة لاندري إلى أين تنتهي.. وأن الحسابات الشخصية لاتصفى على حساب الشعب والوطن.. وأن الوقت قد حان لإنهاء هذه الصراعات المستمرة ووقف نزيف الدم اليمني وكفانا من المآسي والويلات مالقيناه. وكل عام والوطن الغالي بألف خير.