لم يكن القلم ليكتب و لم يكن اللسان ليتحدث و لا للقلب سوى النزف وجعاً و قهراً و مرارة أمام هذا الحدث العظيم و الجريمة الشنعاء التي تعرض لها أبناؤنا صبيحة ذهابهم إلى ميدان السبعين لإجراء البروفات النهائية للاستعراض الذي كانوا سيؤدونه إحتفالاً باليوم الوطني العظيم. كانوا مستبشرين بغد أجمل و مبشرين الوطن بمستقبل أفضل يعمه الأمن و الأمان والرخاء و المحبة و الأخوة فإذا بيد الغدر و الإرهاب و الخيانة تطالهم دون تمييز في محاولة ماكرة للعودة بالبلد إلى ثنائية الخوف و الترقب , و في محاولة قميئة لإفشال أي فرحة يحاول ان يعيشها شعبنا بعيداً عن مماحكات الساسة و رغبة المتشبثين بالسلطة في إرباك المشهد العام داخل الوطن . نناشد رئيس الجمهورية في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإعادة الشعور بالأمن بين الناس و لإحقاق الحق و إنصاف دماء الشهداء التي أُزهقت أرواحهم بلا أي ذنب. و إذا مرت جريمة بهذا القدر من البشاعة والإستهتار دون أن يُقدم الجناة والمتورطون والمقصرون للعدالة إنصافاً لدماء الأبرياء فعلى هذا الوطن السلام. و ما لم تطل التحقيقات وزارة الداخلية و قادة الأجهزة الأمنية , الأمن المركزي و الأمن العام و الأمن القومي و السياسي و هم المسئولون الأساسيون عن الأمن الداخلي و إعدادات الحفل وأمن الجند و الموااطن فنحن في مسرحية هزلية جديدة لا أكثر. كما أصبح لزاماً على وزير الداخلية أن يُحيل نفسه إلى التحقيق بتهمة التقصير و الاستهتار إحقاقاً للحق و إعلاناً حقيقياً عن تحمل المسئولية و إرساءً لمبادىء الدولة المدنية و سيقول القائل: أن وزير الداخلية ليس لديه كافة الصلاحيات و لم يستطع حتى الآن أن يكون المسئول الفعلي عن الأجهزة الامنية , فنقول: أن هذا الأمر أدعى إلى أن يقدم استقالته احتراما لنفسه و لتاريخه و استبراءً لدماء الضحايا و انتصاراً للديموقراطية وللوطن وللمواطن المغلوب على أمره. إنها ليست هفوة عابرة, إنها مصيبة أكثر من خمسمائة أسرة من الثكالى و اليتامى أُصيب عائلهم أو استشهد و وطن أصيبَ في أمنه في يوم الإعداد ليومه الوطني لأول مرة. نطالب بإجراء تحقيق فوري لإثبات الجناة و المتورطين في هذه الجريمة الدنيئة و البشعة و تقديمهم للعدالة. دماء أبنائنا و أرواحهم ليست مادة للإستهلاك السياسي و الإعلامي من قِبل المتعفنين إنسانيا و أخلاقيا معاً ضد الخوارج معاً ضد الإرهاب معاً ضد المرتزقة معاً ضد كل من يريد ببلدنا كل هذا الشر. رحم الله شهداءنا من القوات المسلحة و الأمن , و اللعنة على دعاة الفتنة وأمراء الحرب و مروجي الأرهاب.