هدد المواطن المأربي الذي رمى خطوط الكهرباء في منطقة الجدعان - إذاً هو جدع- ويدعى حمد علي الحطاب - بخبطة حديدية ظهر الأحد الماضي, هدد بالقيام باعتداءات أخرى ما لم توفر له الحكومة منحة دراسية لأحد أقاربه وتوظيف مائة شخص من أبناء قبيلته في وزارة الكهرباء, وذكر أن الرئيس السابق كان قد أمر بإعطاء المنحة لقريبه في كندا تخصص إدارة أعمال. هذا في الوقت الذي وجه رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة باستكمال مشروع توصيل التيار الكهربائي إلى كافة مديريات محافظة مأرب بتكلفة أربعة ملايين وثمانمائة ألف دولار, والبدء فوراً بأعمال الربط الشبكي للطاقة الكهربائية لمديريات محافظة مأرب. وقد كنا نسمع بين الحين والآخر مطالب شخصية غير قانونية ولاشرعية يتقدم بها أشخاص كهذا بعد كل عملية تخريب, بل لقد فرضوا على الدولة في العهد السابق توظيف المئات في وزارات ومرافق حكومية مختلفة بدرجة بكالوريوس وهم في الحقيقة أمّيون لايقرؤون ولايكتبون وقد أكد هذا الكلام نائب إصلاحي من مأرب في مناظرة في قناة اليمن اليوم مع أحد قياديي المؤتمر الشعبي العام قبل أيام. وبعض تلك القرارات المفروضة صدرت, وهذا مجرد تخمين, على خلفية ما رواه لي أحد أبناء مأرب في بداية العمل بإعادة بناء سد مأرب والذي تعثر لعدد من السنين نتيجة ادعاء الملكية للأراضي التي ستحتضن السد الموقع الرئيس والقنوات الفرعية للحصول على تعويضات تفوق الخيال من الشيخ المرحوم زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والذي بادر بإعلان رغبته وبحماس شديد في التكفل بنفقات إعادة سد مأرب من الدراسة والتخطيط والبناء حتى التسليم والافتتاح الذي تم عام 85م من القرن الماضي. ولم يتزحزح أبناء تلك المنطقة بالتحديد ومن جاورهم عن المطالبة بالملايين للشخص الواحد للموافقة على بدء العمل وكان السد ليس لهم بالدرجة الأساسية وأن المتبرع به أي الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله كان يقول: إن أصله من مأرب وإن آل نهيان يمنيون من مأرب تفرقوا مثل غيرهم بعد انهيار السد واتهام الفأر بأنه السبب في انهياره وليس الصراعات السياسية والقبلية والحمية الجاهلية التي شغلت الملوك والأقيال عن صيانة أول مشروع زراعي من نوعه في ذلك التاريخ الحافل بكل ما يشرف اليمنيين في عهود سبأ ومعين وحمير. وأكمل الحميريون مشوار التطور في الهندسة الزراعية ببناء سبعين سداً في أرض يحصب, وأقاموا عاصمة دولتهم في ظفار جنوب مدينة يريم بحوالي ثلاثين كيلومتراً ومازالت بقايا آثارها شاهدة على النبوغ اليمني خلال مئات السنين التي ظهرت فيها تلك الممالك التي سادت. ولم يبدْها إلا اليمنيون كما يفعل أحفادهم اليوم في مأرب والجوف وصعدة وصرواح وشبوة وهي بلدان نشأت فيها تلك الممالك وتركت لنا آثارها الكثير من الروائع التي لم يبقَ فيها إلا القليل بسبب المخربين فيها, وفي الجدعان والدماشقة وعبيدة وآل شبوان وماهذا الحَمَد إلا نموذجاً قبيحاً لأمثاله الذين يجرّعوننا المنغصات والخسائر المادية والنفسية يومياً جراء اعتداءاتهم على أعمدة وخطوط نقل الكهرباء إلى كل البلاد.