كنت في زيارة مؤخراً إلى تركيا برفقة معالي وزير التجارة و الصناعة و عدد من مجلس رجال الأعمال اليمنى التركي والذين أغلبهم من الشباب .. تركيا مدهشة حقاً وهي جسر بكل ما تعنيه الكلمة بين آسيا و أوربا ... حيثما ذهبت ترى تنظيماً و مظاهر أروبية راقية من حيث الطرقات والشوارع و المباني و حدث ولا حرج عن المصانع التركية تنظيماً ونظافة و مستوى فنياً رفيعاً و تطلعاً دائماً نحو الأحسن ... ورغم ذلك فعندما تختلط بالمواطن التركي سواء كان مسئولاً ممن قابلناهم في الزيارة الرسمية أو أرباب عمل أو أعضاء اتحادات تجارية و مهنية أو مواطنين عاديين تلمس بقوة روحهم ( الشرقية ) القريبة جداً منَّا في التعامل وحرارة اللقاء مع شعور تكاد تلمسه بالرقي و السمو ... تركيا اليوم وكما شاهدناها بحق يجب أن تكون قبلة للزوار من اليمنيين للاستفادة حضارياً و سياحياً و طبياً و تعليماً ... فعندهم الكثير و الكثير جداً مما تحتاج إليه و هم كما ظهر لنا على أتم استعداد لتقديمه لنا عن طيب خاطر ... جمعتنا عدة لقاءات رسمية بعدد من الوزراء ورجال الدولة ورجال الأعمال المهمين ورؤساء الاتحاد ورغم شعورنا بتواضع ما نستطيع أن تقدمه اليمنلتركيا إلا أننا و جميعا وبدون استثناء اندهشنا من حفاوة الاستقبال والاستعداد الحميم لمد يد العون و المساعدة لليمن و اليمنيين ولا ينسى الأتراك أن يذكروا في كل لقاء حميمية العلاقة التاريخية بين تركياواليمن ... لقد أبدى الأشقاء في تركيا استعداداً تاماً وعلى كل الأصعدة لمساعدة اليمن للنهوض من عثرتها و الاندفاع نحو القرن الواحد والعشرين بل و الثاني والعشرين ...وقبل سفر الوفد والذي نسقه مجلس رجال الأعمال اليمن التركي و المساهمة الفعالة والتشجيع اللامحدود من سعادة سفير تركيا لدى اليمن و الذي يُشعر الشخص عندما يقابله حُبِه لليمن وتطلعه لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.. تلك المقدمة التي رأيتها ضرورية قبل الدخول إلى موضوع هذا المقال ... خلال ولاية الرئيس السابق و النظام البائد وقّعت اليمنوتركيا اتفاقية بين الرئيسين لإلغاء تأشيرة دخول الأتراك إلى اليمن و لليمنيين إلى تركيا... وأُعلن ذلك في وسائل الإعلام ... ولكن كما جرت عليه عادة النظام السابق أقوال بدون أعمال و خاصة عندما تكون الأعمال تصب في مصلحة المواطن ... الجانب التركي وكما تقتضيه الروح الحضارية وقعوا البروتوكول ولكن نظامنا أدخل البروتوكول الأدراج ولم ير النور ... ومثلها ضمان الاستثمار وغيرها والتي تصب بدرجه أساسية في مصلحة المواطن اليمنى واليمن بشكل عام ... حقاً لقد كان نظاماً مكوناً من خلطة إمامية و قبلية و عنجهية وهلم جرا ... أي خلطه نارية حارقة و العياذ بالله ... قريبا تتهيأ اليمن لاستقبال زائر عظيم من تركيا هو نائب رئيس الوزراء والرجل الثالث في الدولة يرافقه وفد رفيع المستوى سياسياً واقتصادياً لزيارة اليمن و في حقائبهم وجعبتهم كثير من الخير بإذن الله ما يعتزمون تقديمه إلينا بكل أريحية وطيب خاطر وليس لدينا بسبب واقعنا ما نقدمه سوى الشكر والعرفان ... وقد أذيع يوم أمس أن مجلس الوزراء قرر تفعيل إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين ... وكلمة تفعيل في لغة السياسة فيها ما فيها و حبالها طويلة وما نريد هو توقيع و تنفيذ الاتفاقية فوراً بشكل واقعي و حقيقي و تقديم ذلك كهدية متواضعة للزائر الكريم رغم أن الأمر في الحقيقة يصب في مصلحة اليمن ... والكل يعرف الوضع المأساوي في بلادنا ورغم ذلك نجد من أشقائنا من يفتح ذراعيه لنا ونحن بغبائنا المعهود نصده ويا سلام سلم . عزيزي القارئ هل سمعت بالمثل الذي يقول ( رضينا بالهم والهم مش راضي بنا ) ... هذا بالضبط ينطبق على تصرف مجلس الوزراء وكما نتوقع اعترض بعض الوزراء المعنيين على الأمر وقاوموه بشده لا لسبب منطقي وواضح سوى عقول لازالت تعيش في الماضي و أوهام ترى اليمن جميلة الجميلات يتهافت عليها الخطَّاب وكما يقول المثل: القرد في عين أمه غزال ولكن لا ينفي عنه القرودية ونقول لهم ،رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه ... رجاء ثم رجاء دعوا اليمن تنهض وكفانا ما عانيناه من العقول والأفكار المريضة التي تعيش في نافوخها أوهام العظمة .. كما فتح الأشقاء أذرعهم لاحتضاننا دعوا بلدنا يفتح ذراعيه لاحتضانهم ... ومن أحبنا قيراطاً أحببناه قنطاراً ونحن رابحون في كل حال... اليمنيون أهل الرقة والوفاء فلا تجعلونهم بعقولكم الموسوسة يظهرون أمام الأشقاء بأنهم شعب الجحود و نكران الجميل. وفوراً اليوم قبل غد أعدوا قرار رفع التأشيرة ولعلها أقل ما تستطيعون تقديمه للزائر الكريم وكفانا أوهام عظمة وكبرياء زائفة . #عضو مجلس رجال الأعمال اليمني التركي