الامتحانات على الأبواب وبالذات امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية، وفلذات أكبادنا شمّروا عن سواعدهم، وشبه حالة طوارئ في كل منزل لديهم طالب سيمتحن للشهادة، وهذا أمر طبيعي، ونتمنى من أعماق قلوبنا النجاح للجميع؛ فهم المستقبل والآمال معقودة عليهم. كل هذا لا يمنع من أن نطالب وزارة التربية والتعليم وكل الأجهزة المعنية بأن تتخلص من أسلوبها الرقابي البوليسي، كما شاهدناه في الماضي، وتمنع تشدد بعض المراقبين الساديين الذين يفرحون بالضغوط على أعصاب الطلاب ويتشفون فيهم. نطالب الوزارة أن تتعامل بحكمة ورحمة مع الواقع المرير الذي تمر به البلاد وخاصة المناطق الساحلية الحارة التي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، وبالتالي حتى المراوح السقفية لا تعمل؛ رطوبة عالية، ازدحام في الصفوف، صعوبة المواصلات، عوامل صعبة جداً يفقد الحليم من جرائها عقله، ولا يتحملها أشد الناس قوة وصموداً. هذه العوامل إذا لم تأخذ الوزارة واللجان الرقابية في الحسبان فإنها بحق وبكل المقاييس سترتكب جرائم جسيمة يعاقب عليها قانون الإنسانية. كلنا أمل في أن يكون المسؤولون على قدر المسؤولية والإنسانية، وألا تتكرر المآسي التي واجهها الطلبة في الماضي.