كلام جميل ولا أروع مانسمعه في اللقاءات والأمسيات التي يعقدها الأخ شوقي أحمد هائل محافظ تعز مع مختلف شرائح المجتمع من إعلاميين وخطباء وتربويين ومشائخ وأحزاب سياسية... الخ , وهذه جهود يشكر عليها وتنم عن إدراك بأن المسؤولية جماعية وأن نجاحه منوط بتعاون الجميع معه دون استثناء حتى يستطيع أن يحقق لهذه المحافظة وأبنائها ماعجز عنه أسلافه, لكن مايهمنا كمواطنين ماينجز وتطبيق مايقال على أرض الواقع.. والعبرة وقت الكيل والحصاد وجني المحصول وليس قبله.. إلا أن مالفت انتباهي وأثار دهشتي هو ماتضمنه البلاغ الصحفي الصادر عن أحزاب التحالف الوطني وأحزاب اللقاء المشترك بتعز بعد لقائهم الأخ المحافظ.. هذا البلاغ أشار إلى أن المسلحين الذين يجوبون شوارع تعز وحواريها ليل نهار ويقومون بأعمال خارجة عن النظام والقانون من نهب للسيارات العامة والخاصة والسطو على ممتلكات المواطنين والتقطع والقتل والاعتداء وغير ذلك من الأعمال المنكرة التي تثير الرعب والقلق في نفوس المواطنين ،لاينتمون إلى أي حزب سياسي ولايتبعون أي شيخ متحزب وليس لهم صلة بأي طرف من الأطراف السياسية المتصارعة في الساحة وكأنهم جاؤوا من كوكب آخر.. في تنصل واضح وصريح عن تحمل مسؤولية الملف الأمني وترك هذا الباب مفتوحاً واستخدامه كورقة ضغط كلما دعت الضرورة رغم أن هذه الأحزاب والمحافظ والناس أجمعين في تعز يعلمون علم اليقين أن هؤلاء المسلحين يتبعون حزباً سياسياً معيناً وماكانوا ليبقوا لولا رغبة هذا الحزب في بقائهم. ولكن هذا التهرب المفضوح من قبل الأحزاب السياسية لاينفي عنهم مسؤولياتهم عن بقاء الاختلالات الأمنية وانتشار الجريمة والعنف والفوضى في هذه المحافظة لأنهم يمثلون طرفي المعادلة السياسية وطرفي الصراع الدائر منذ مايقارب العامين ولانرى له نهاية قريبة وسيستمر إلى ماشاءت الأحزاب السياسية ذلك.. صحيح أن البلاغ الصحفي حمل الكثير من الإشارات الإيجابية التي يريدها شوقي هائل وتخدم جهوده في ترويض الأطراف المتصارعة وحشدهم للعمل معه من أجل مصلحة تعز وانتشالها من وضعها المأساوي الذي تعاني منه على يد بعض أبنائها أيضاً،وتأكيد قدرته على لملمة الأوراق المبعثرة والمقاربة بين جميع الأطراف كضمان لنجاحه في مهامه كمحافظ وإفساح المجال أمامه لتحقيق طموحاته وتطلعاته والتي لاتتعارض أبداً مع طموحات وتطلعات جميع أبناء تعز، باستثناء النفر القليل من أصحاب المصالح وتجار الأزمات الذين لايريدون الخير لتعز وأبنائها وهم معروفون أيضاً وإن لبسوا ألف قناع.. لكن يبقى نجاح شوقي هائل من عدمه مرهوناً بصدق كل من التقى أو سيلتقي معهم والتزامهم قولاً وعملاً بما يتم الاتفاق عليه وتحويله إلى برنامج عمل يعمل الجميع على تنفيذه كل من موقعه وبروح الفريق الواحد.. وليست الأحزاب السياسية وحدها المعنية بهذا الأمر وإن كانت تملك زمام المبادرة وبيدها حل الكثير من الإشكالات التي ستسهم في إعادة تعز لمدنيتها وإزالة أسباب التوتر ومبررات الانفلات الأمني ودعم جهود المحافظ في إعادة الأمن والاستقرار وفرض النظام والقانون ،وإنما الجميع معنيون وخصوصاً الإعلاميين والخطباء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والمشائخ والأعيان والأساتذة الجامعيين. إن صدق هؤلاء وأحسنوا نواياهم وتنكروا لذاتهم وأحزابهم وغلبوا المصالح العامة على المصالح الشخصية والحزبية وعملوا من أجل تعز وأبنائها.. حينها فقط سنرى تعز التي يريدها شوقي هائل ويحلم بها كل أبنائها.. والعبرة بما ينجز لا بما يقال..