كثير هي التساؤلات التي تضيق بها صدورنا ونفوسنا والتي تبحث عن إجابات شافية.. لكننا سرعان مانكتشف أنها تصطدم كل لحظة بواقع مؤلم ومشاهد في كل زاوية من زوايا اليمن الحبيب.. هذا الوطن الذي لاتزال الكثير من الأيادي عاجزة عن إنقاذه. إنها تساؤلات موجعة تجول في خواطرنا جميعاً.. وتنغص حياتنا في هذه الفترة العصيبة من عمر هذا الوطن الكبير. يكاد العام أن يرحل منذ أن بدأ تنفيذ المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني.. ولايزال الوضع كما هو عليه، ولاتزال الأزمات تخنق بهذا الشعب من كل جانب بالرغم من كثرة الكلام والوعود والندوات واللجان التي شكلت لإنقاذ هذا الوطن. ندرك أن المرحلة صعبة وحساسة، وأن فخامة الرئيس يحتاج إلى نوايا صادقة من الجميع؛ تساعده في عبور هذه المرحلة. الجميع يتساءل عن الأمور التي تغيرت في اليمن منذ خروج علي صالح من المشهد.. إن كان قد خرج فعلاً!! ولماذا لايزال الشباب يهتفون ويتظاهرون مطالبين بإنجاز أهداف ثورتهم الموؤودة؟. كيف نطالب مؤسساتنا أن تعمل وأن تنتج وأن تحدث تغييراً في واقعها، في الوقت الذي لاتزال نفس الأيادي القديمة تديرها وبنفس العقليات والأساليب؟ كيف ننتظر من وسائلنا الإعلامية النهوض وتغيير الخطاب والتماشي مع الحالة الثورية للشعب، ولاتزال العديد من مؤسساتنا مكدسة برموز الفساد والنفاق والكذب؟! ولاتزال تلك الوجوه التي طعنت في شرعية الثورة وفي شبابها تعتلي إدارة هذه الوسائل؟ الكل ينتظر ويتساءل عن اللحظة التي سيتم فيها الكشف عن كل المجرمين وكل عناصر الطابور الخامس الذي يعرقل المسيرة ويدمر قدرات البلاد.. حتى يكون هذا الشعب على علم بهم. إلى متى ستظل الحكومة تنظر لنفسها على أنها حكومة تسيير أعمال ومن ثم بقاء كل شيء على ما هو عليه؟ خارج الخدمة وخارج المسألة.. فالوطن لا يتحمل أن تظل كل هذه الفترة من غير أعمال تنجز على أرض الواقع ومن غير خطط ومشاريع تنفذ ومن غير خدمات تقدم!! الوطن يدمر أمنياً واقتصادياً بشكل ممنهج..والجميع يدرك ويعرف الأسباب. فإلى متى سيظل هذا الصمت الموجع؟ ولمصلحة من؟ ولماذا لايصارح الشعب بمن يقوم بهذه الجرائم؟ وهل الوطن لايزال يتحمل هذه الموازنات والمساومات؟ ومن هو الطرف الأقوى في المعادلة: الثورة والثوار أم الطرف المعرقل لهذه الحكومة؟. احتارت نفوسنا وتاهت عقولنا بين كل هذه التساؤلات والأحداث التي تجري داخل هذا الوطن المسكون في أرواحنا، ولا نملك إلا نبتهل إلى ربنا ونناجيه: يا الله ماذا جنينا حتى يكون حالنا بهذا الشكل؟ هل لأننا شعب صابر مكافح عاشق للحياة بكرامة؟ هل لأننا نريد أن نحيا كبقية شعوب الأرض على أرضنا وبين خيراتنا؟ هل لأننا شعب تواق للحرية يرفض الظلم والصمت على الباطل؟ ماذا فعلنا حتى يحاكمنا القدر بهذه القسوة، وتهاجمنا سيوف الفاسدين والعابثين في هذا الوطن؟. إلى متى سيظل هذا الشعب خائفاً على نفسه وعلى مستقبله؛ قتل هنا وتفجير هناك، اقتحام هنا واختطاف هناك، ولايزال الصمت هو سيد الموقف؟. لايزال في القلب الكثير من التساؤلات والألم.. أعلم أن قلوبكم موجوعة ومكسورة، ولاتتحمل أكثر مما هي عليه.. سننتظر ما يخبئه القدر لنا جميعاً؛ إما أن نحيا كراماً أو نموت على أرض هذا الوطن كراماً!. دمتم ودامت نفوسكم شامخة.