يحاول الكثير أن يعيد الأحداث الكبيرة لنظرية المؤامرة وهذا غير صحيح ... القول بأن ثورة الربيع العربي مؤامرة صهيونية أو أمريكية كصناعة هو كلام ساذج وغبي يلغي الشعوب من الوجود ويطمس توقهم للحرية ويغفل مساهمة أنظمة عربية في إشعال الثورات .. إن عظمة الشعوب العربية وتوقها للحرية هي من تقف وراء الثورات العربية والتي فاجأت أجهزة المخابرات العالمية التي لم تتنبأ حتى بشيء مشابه لما حدث من زلزال ليثبتوا في النهاية أنهم مجموعة (خراطين) يعملون بالهالة الإعلامية والحرب النفسية وإن الذي على كل شيء قدير ومحيط هو الله وحده ..الأمور في السياسة متداخلة بمعنى أن المؤامرة حاضرة عند كل الأحداث الكبيرة فأصحاب المصالح يحضرون مع كل حدث لاستغلاله لكن ليس بالضرورة أن يكونوا هم صانعوه لقد حاولوا إجهاض الثورة العربية وسرقتها عن طريق ثورات مضادة ومازالت المحاولة قائمة وهذا الهدف الأول من التدخلات وعندما يعجزون يحاولون التماشي والتعايش والاعتراف كما حدث في تونس ومصر حفاظاً على مصالحهم المحرك الأول والأخير , فإرادة الشعوب في النهاية هي الفارضة للواقع والمحددة للوقائع بمعنى أن درجة وعي الشعوب هي التي تحدد نجاح القوى الخارجية الطامعة في توظيف الأحداث لصالحها من عدمه , وهنا تبدو الشعوب العربية الثائرة مازالت أقوى وهي التي تحدد الايقاع بقدر الوعي والتماسك الشعبي، فكثير من الأسلحة والمؤامرات المصاحبة فشلت في إنجاح الثورات المضادة وإجهاض الثورة رغم كل الدعم والإمكانيات وسقطت كل الأوراق أمام قوة الشعوب .. ويبدو أن الورقة الطائفية هي الأخطر ... والباب الذي يدخل منه الشر بأنواعه والمؤامرات .. إنها مغرية لإسرائيل وتوابعها والشيطان الرجيم الذي يضرب تعظيم سلام للطائفية التي دمرت العراق وتحاول جاهدة تدمير سوريا وإدخالها كورقة أساسية رغم أن الثورة السورية ليست كذلك وتحاول أن تمتد بخرابها إلى اليمن لو استطاعت ولدينا ثقة بأنها لن تستطيع وهذا يحتاج الى تفصيل لكن المجمل أن الطائفية هي وسيلة الشيطان لتدمير الشعوب ..واللعب بها أخطر من اللعب بالنار وخيانة ومن أبشع الجنايات على الأوطان والأديان والانسانية. [email protected]