الأستاذ "مبروك دشيلة"وعامل البناء "سلطان المساح" وخطيب المسجد "أمين المسيلي" وغيرهم العشرات من البسطاء الذين أزهق الحوثي أرواحهم ويتم أطفالهم .. قتلهم بدم بارد بتحدٍ مخيف للمجتمع وأمنه وللدولة ومؤسساتها وللثورة وشهدائها, لغة قتل وتصفية جسدية تقوم بها جماعة آمنت بالعنف ومارسته وتعصبت ضد الابن والأخ والوطن والدين.. ما الجدوى من قتل عامل بناء بسيط وقتل مؤذن في محرابه ,ومدرس بمدرسته وقطع الطريق أمام طالب في طريقه لمدرسته , إنه نذير شؤم وخراب للفكر الحوثي أولاً وأخيراً, وللنخب الصامتة والمجتمع. من يقتل المارة وينهب المسافرين ويعتلى المنابر والمآذن ليس من اجل رجم الشيطان، بل من اجل قنص الأهالي . حقيقةً لم اصدق في بداية الأمر الأخبار عما يفعله الحوثيون في الناس..ما الذي يجعل الحوثي “يتفرعن” ويسفك الدم بدم بارد, هل وصلت سطوة المال الإيراني لهذه الدرجة التي خدرت الحقوقيين والإعلاميين والمسئولين؟!. وصلت لقناعة أن الفكر الذي يتبناه الحوثيون تدميري ينشر الخراب في المجتمع. لا يوجد بلد فيه هذا الفكر الا كانت القلاقل. والمشاكل هي الاغلب وطرق سفك الدماء موحدة . قبل ما يظهر الفكر بشكل صريح كان هناك تعايش وتجانس وانسجام اجتماعي رائع, الآن يعتقل البسطاء في الأماكن النائية لمجرد الضم في الصلاة ,والتأمين على الضالين والمغضوب عليهم. وهم الذين شغلونا "الموت لأمريكا واللعنة على إسرائيل". التمرد على الدولة والمجتمع والنسيج الاجتماعي وبث الرعب والقتل أشياء مارسها الحوثي من دماج لكتاف وحجة وريدة .وهذا ليس جديدًا فقد كان تاريخ اليمن الوسيط الذي حكم فيه هذا الفكر تاريخ صراع وأنهار من الدماء .وإزهاق الارواح والتشرد .من بداية حكم الإمام الهادي حتى نهاية حكم آل حميدالدين .الحكم الذي مثل السلالة والطائفة والعنصرية وأصحاب الحق الإلهي والسيادة المطلقة على الآخرين فهم السادة وغيرهم العبيد ,لهم القيادة والسيادة والثروات ,تاريخهم يقلق النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين الحي والحي الآخر وحتى الأسرة والأخرى . لاشك ان الرد بالمنطق والحجة والبيان لايجدي نفعًا مقابل حمل السلاح وتصويب البنادق وإزهاق الارواح, كما أن اللجوء للعنف والقوة لايزيد الوضع إلا تازمًا .والصمت على الوضع سينذر بأوضاع خطيرة حين يجد البسطاء أنفسهم وحيدين بلا حماية من الدولة أو المجتمع بمؤسساته لمجرد أن "نوعية من النخب" ارتبطت مصالحها وحسابات منظماتها ومؤسساتها بجهات داعمة ,ولاتعتبر قتل الحوثي لأخيه "إرهاباً" وهدم البيوت اعتداء. النخب التي ملأت الدنيا صخبًا حين قتل "حاخام" في ريدة وتوافدوا زرافاتٍ وجماعاتٍ رجال ونساء وبكل الشجب والاستنكار وقفوا ضد من يقلق السلم الإجتماعي رغم أن القاتل “فرد” لم يجد من ينصفه ممن يحتمي “بالسفارة” وعاقل الحارة والمنظمة والدولة وجيشها. ورغم أنني أرفض إزهاق الأرواح لكأئن من كائن. لكن لم نسمع لأولئك صوتاً قوياً ومعلنًا والنعوش تتوافد والدماء تسيل والليل ينذر بليل حالك كالذي عاشته “بغداد” والبصرة”على يد ميليشيات فكر إيران المجوسي, المواطنون في حجة وصعدة والجوف حلموا بالثورتين من اجل القلم والدفتر والمدرسة والمشفى ولم يجدوا إلا مصانع متنقلة بالجبال لعصابات إيران تبني لهم ورش صنع القنابل والموت والخراب ومطابع لملازم العنف والخوف واللعن والسب لكل من يحمل الخير ويؤمن بالحب والأمل والبناء والأخوة والمساواة ويردد قوله تعالى: "ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين". صدق الله العظيم. وقول حبيب البشر صلى الله عليه وسلم: “لا فضل لأعرابي على أعجمي إلا بالتقوى.. واعملي يافاطمة فإني لا أغني عنك من الله شيئًا”.. صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.