حضرت يوم السبت الماضي الحفل الفني والخطابي الذي نظمته منظمة الحزب الاشتراكي في أمانة العاصمة ، وكان الحفل الخطابي والفني رائعا لأن براعم الحزب وشبابه الواعد ابدع ، ولست هنا بصدد الحديث عن الحفل الخطابي والفني ولكن ما استوقفني حقا معرض صور ثورة 14 أكتوبر ، والاستقلال في 30 نوفمر في قاعة الشهيد جار الله عمر. دخلت لقاعة المعرض فوجدت الجمهور يتابع الصور باهتمام بالغ ، كانت صوراً بعضها لم نرها أو نسمع عنها من قبل ولعل ما لاحظته أن هناك صوراً لشهداء في ثورة 14 اكتوبر في الجنوب هم من الشمال أصلا فعلقت على الأمر قائلة عدن كانت حاضنة الجميع ودافع عنها شماليون أيضا فقال أحد الاشخاص معلقا : لم يكن أبناء عدن يسألون عن الهوية ، لذلك نادرا ما ترى الالقاب مضافة لأسماء الشهداء. ولاحظت بأن مشاركة المرأة العدنية في ثورة أكتوبر كانت مشاركة فاعلة ورصدت خمس شهيدات في تلك الثورة وهن “ عيشة كرامة ، ولطيفة شدوة الصنعاني ، والتربوية زينب علي قاسم ، المناضلة / مريم سعيد عباد ( دعره ) ، والشهيدة نجاة مكاوي ، وشخصيات لم نعرفها من قبل ، ولم نسمع بها. جاءت الوحدة اليمنية ولم تعدل كتب التاريخ اليمني، وظلت الكتب التاريخية تؤكد ضمنا مقطع الأغنية الثورية “ أمنا صنعاء والأخت عدن “ ، وكأن عدن ملحقة ، أي صنعاء الأصل والراعي وعدن الفرع. وكلما تعرفنا على التاريخ من عدن إلى حضرموتوسقطرى وغيرها من المحافظات الجنوبية يتضح لنا جليا أن التاريخ الذي تعلمناه في المدارس مزيف ومسيس ، ويخدم قوى بعينها. وأكملت حرب صيف 1994 الباقي حين اجهزت قوات ما تسمى “ بالشرعية “ على مؤسسات الدولة في المحافظات الجنوبية ، ونهبت ودمرت معظم تراثها محاولة محو الهوية الجنوبية ، وتحويلها إلى ملحق بحيث تنطبق عليه أغنية «أمنا صنعاء والأخت عدن ..» محو خصوصية كل منطقة في اليمن والتركيز على العاصمة مأساة ما بعدها مأساة ، وكذلك محو هوية تعز وملحقاتها كعاصمة للثقافة ، و تهامة ، وإب ، سقطرى وكل منطقة في بلادنا الحبيبة لها هوية خاصة بها كيف تلحق كل مناطق اليمنبصنعاء العاصمة. فبالرغم من أن الوحدة منذ 22 مايو 1990 إلا أنه حتى يومنا هذا لم تتعدل المناهج الدراسية وخاصة في التربية الوطنية والتاريخ كي تعرف الطلاب من جيل الوحدة باليمن شمالا وجنوبا وخاصة ثورة 14 أكتوبر و1962 ،وال30 من نوفمبر 1967 . لم تعط ثورة أكتوبر وال30 من نوفمبر يوم الاستقلال حقها حيث سمي عيد الاستقلال بأنه عيد الجلاء وكأن الاستعمار رحل دون مقاومة حقيقية من شعب الجنوب. ولا شك بأن هناك حقائق عن أحداث ومواقف تاريخية في ثورة 14 أكتوبر و30 نوفمبر لم يكشف النقاب عنها فمازالت عصية على الباحثين وهناك اشخاص يزيفون التاريخ مدعين بأن لهم أدواراً بطولية دون سند يؤكد ذلك. لذلك نحن بحاجة لإعادة كتابة التاريخ العام ليمننا الحبيب شمالا وجنوبا من منظور علمي ( أكاديمي ) ، بعيدا عن رؤية السياسيين والإعلاميين. ننقل الأحداث والوقائع والمواقف كما حدثت من خلال الوثائق والأدبيات ، وننقب عن المخفي منها ، وأيضا نلتقي بمن مازال على قيد الحياة ممن شاركوا في الثورات أو كانوا شهود عيان على تلك المراحل التاريخية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك