في منتصف أكتوبر الماضي شاركت في اللقاء التشاوري الثامن لمنظمات المجتمع المدني لدعم الحوار الوطني والذي نظمه مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان بتعز ،واللقاء كان حينها يهدف إلى تعزيز الحوار الوطني والدفع بمشاركة أكثر فاعلية للمنظمات غير الحكومية في العملية السياسية الجارية في اليمن،ومناقشة آليات التعاون مع اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني ،وكما ورد في قرار تشكيلها وإن الشيء الجميل والذي لفت نظري في أثناء انعقاد هذا اللقاء هو أن جميع المقترحات المطروحة من قبل المشاركين كانت ايجابية ومقنعة تماماً ولا غبار عليها وتنصب جميعها في مصلحة وطن ما بعد ثورة فبراير 2011م إلا مقترحاً واحداً والذي خرج عن سرب المفاهيم الوطنية الخلاقة.. حيث أحتوى على مطلب ضم القضية الجنوبية “قضية الحراك” في البيان الختامي والإشارة إلى عدم شرعية الوحدة اليمنية واعتبارها احتلالاً لدولة “الجنوب” من قبائل دولة “الشمال”.. ولقد قابل جميع المشاركين هذا المطلب بالاحتجاج والاعتراض عليه ونتيجة على ذلك تم الاتفاق على ان يتضمن البيان الختامي مقترح تشخيص القضية الجنوبية بدقة وتحديد الانتهاكات والمظالم التي وقعت بالمواطنين كأفراد ومؤسسات والعمل على معالجتها قبل الشروع بالحوار الوطني. المهم أن هذا اللقاء التشاوري أنتهى بخير وسلام ومطلب “الانفصال وتسمية الوحدة بالاحتلال” لم يتخذه المشاركين ذريعة استفزازية قد تؤدي إلى إفشال فعالية اللقاء وبما أن هذا المطلب يعتبر أمراً خطيراً ولا يمكن السكوت عليه أبداً، فقد كان لزاماً عليّ أن أوجه رسالة إلى كل من يتبنى ويؤمن ويدعم فكرته الهدامة واللاوطنية وسأستهلها بسؤال ألم تخجل من نفسك وأنت “يمني” عندما تطالب اخوانك “اليمنيين” بالانفصال وتصف وحدتهم بالاحتلال؟ فقد تكون مصاباً بعمى الألوان مما جعلك ترى اخوانك اليمنيين “أجانب” محتلين ؟ ألم تخجل من نفسك وأنت تنكر واقعية الوحدة اليمنية وتصر على أنها احتلال دولة لدولة وفي نفس الوقت تعلم بأن الاحتلال لا يكون بين دولتين وتحمل شعبها الجنسية نفسها “يمني” ويعيش على أراضٍ “يمينة”.. فأنا على يقين بأنك مدرك هذه الحقيقة ولكنك في نفس الوقت مصراً على التمسك بخطئك وهذا يعد حمقاً والحماقة داء أعيت من يداويها كذلك فإنك مدرك تماماً بأن الوحدة اليمنية موجودة وقبل إن يحرر لها اتفاقيات وحدوية وللتأكد تواضع واقرأ كتب التاريخ اليمني “القديم والمعاصر” وإن فعلت ذلك لسوف ترشدك جميع هذه الكتب إلى حقيقة واقعية وغير قابلة للتزييف ولا للتمدد والإنكماش ومفادها أن فصل الشعب اليمني عن بعضه البعض هو مجرد “وهم ليس إلا” وسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماء.. فإن قرأت ولم تقتنع فأنت ليس “يمنياً” وقد تكون من سلالة النيبان والهنود والذين جلبهم الاستعمار البريطاني وأسكنهم في جنوباليمن. ختاماً أتمنى بل أرجو من كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية عند قيامها بعقد أي لقاء تشاوري أو مؤتمر وطني بعدم قبول أي ورقة تحوي على مطالب انفصالية والامتناع نهائياً عن مناقشة مثل هذه المواضيع ، ذلك لأنها مدفوعة الأجر مسبقاً..ويقوم على دعمها وتمويلها فئة حاقدة والتي تسعى إلى تمزيق وحدة الأرض وشق وحدة الصف ، ولن يكسر شوكة هذه الفئة سوى تطبيق عبارة “الوحدة اليمنية خط وبكل الألوان ولا يمكن تجازوها ومصير أبدي لا يمكن التخلي عنه أو التفريط فيه..”. رابط المقال على الفيس بوك