يبدو أن أقسى الجرائم وأشد الظلم ألماً ماجاء بصورة خير وزهد وتحت راية العدالة والقانون ...إنه أقسى معاول المكر، لقد ابتلينا منذ القدم بهذا النوع من اللؤم واللف والدوران واستخدام شعارات الحق والعدل لتحقيق مآرب خاصة وفاسدة، وعرفت في تاريخنا (بحق أريد بها باطل) إنه باطل يستغل الحق ليمر وظلم يرفع راية العدل ليبطش وقبح يتزين بالجمال ليلوث ماحوله ....(حق يراد به باطل)قالها الأقدمون بأسى ويرددها الأجيال بألم ووجع، فهم يحترقون بها كل يوم ويخدعون كل ساعة ويصابون بالاحباط والكفر ببعضهم بسبب هذه الاقنعة التي تلبس والشعارات التي ترفع وتخفي عكسها حتى حرمنا من كثير من المشاريع العظيمة لأننا نخاف من أن تكون حقاً يراد بها باطل وصلِّ لها تقرب. أيها الناس أيها الأصدقاء أيها المسؤولون لقد ولّى عصر اللف والدوران والضحك على الذقون ....رجاء إذا أردتم عمل شيء فلا تلبسوه شيئاً آخر ...اعملوا ماتريدون بصراحة.. قولوا الحقيقة دون أقنعة الزهد والوفاء والعدل،لأن هذا النوع من المكر يضاعف الشعور بالظلم وينسف الثقة ويثير الفتن على مستوى البيت والشارع والدولة من أجلكم وأجل أولادكم وأجلنا والشعب كله.. اتركو الحق يرتاح واذا لم تمارسوه فمن العيب أن تتخذوه غطاء للباطل، فما أمرّ الكذب و التدليس ورفع شعار حق يراد به باطل وقبح مغطى بجمال وهو قمة القبح والنذالة.. سرعان مايكشف الناس الاقنعة وهذه الأيام أصبح للناس قدرة على كشف الباطل مهما تستر ...استحوا وأظهروا ماتبطنون أصاب الله من يفعلها بداء (البطنه ) يذهب فيها في ستين داهية ... قولوا آمين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك