لدي رغبة أن أكتب عن المظاهر الايجابية وأن أراها تتغلب على السلبية ,عن الحياة بدلاً عن الموت أعني الموت الذي يصنعه الانسان لنفسه وهو يهرب منه ويبحث عن الحياة من بوابة الموت للآخر…لدي رغبة أن أرى وأكتب عن الإنصاف السائد بين الناس وكيف أن فلاناً وقف يدافع عن خصمه اللدود في قضية يرى فيها انه على صواب ضارباً عرض الحائط كل الخصومة والمشارعة والكراهية والخلاف المحتدم (فلا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) كم من الناس يتمثل هذه القاعدة الربانية الحضارية المنقذة للإنسانية شعوباً وجماعات. الانصاف من أصعب الصفات التي دائماً ما تفشل فيها المجتمعات فيضيع العدل وتضيع الشعوب ..وبالمناسبة ما ساد الإنصاف في قوم إلا أفلحوا وهي قاعدة أخلاقية للإنسانية كلها ، وللأسف سنراها اليوم عند بعض المجتمعات المتقدمة غير الإسلامية تسري بينهم كخلق وثقافة ساعدتهم على بناء مجتمع أكثر عدلاً وتجاوزوا به الكثير من الإشكاليات الحضارية لأن ربط الإنصاف والعدل بالعواطف كارثة الأمم , وتحول العلماء والصالحون والمثقفون والأدباء والقادة والناس جميعاً الى مخازن للظلم ومشاتل للشر ، حيث يسود الكيل بعشرين مكيالاً وتتحقق لعنة « اذا سرق فيهم القوي تركوه واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» فيمنع العدل والقطر ويعيق الإبداع والخير ويؤسس للظلم , وتنعدم الثقة بمصطلحات العدل والبناء والصلاح والصدق التي تلوث معانيها بتطبيقات تنطلق من قاعدة الحب والكره والعاطفة والتعصب لتجد القاعدة السائدة «لا خير في كثير من نجواهم» وهو ما يحرم الأمة من الخير والرزق المكنون في الأرض والإنسان. نريد أن نتعامل وننظر إلى أعمال وصفات لا مع أشخاص وألقاب .. في مجتمعات النذالة والتخلف وغياب القيم ستجد من السهل أن يحول الناس العمل الأبيض إلى أسود لأن صاحبه خصم أو على خلاف معهم وأن يحولوا الأسود إلى بياض صافٍ والقبح إلى جمال، فقط لأن من قام به من جماعتنا أو ابننا أو صاحبنا يمارسون التزييف على أنفسهم ويقتلون التنافس عن البر والجمال والمنفعة والمعروف فيتجه الناس إلى محاربة الحق والنزاهة وطمس الانجاز على قاعدة النفاق واللصوصية والفشل والظلم والخداع..و(شيلني أشيلك) إلى الجحيم.