من حقنا كيمنيين وبعد مرو أكثر من عام على تشكيل حكومة الوفاق والتي من أول مهامها تثبيت الأمن والاستقرار أن نتساءل عن حقيقة ما يجري في وطننا؟. ولماذا كل هذا الاستهتار واللامبالاة بأمن الوطن واستقراره وبحياة المواطنين أيضاً؟. كما أن من حقنا أن نتساءل وبإلحاح عن دور وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية المختلفة في ظل هذا الانفلات الأمني المرعب الذي يغتال أحلامنا ويصادر حقنا في العيش بأمن وسلام؟ نعم إن من حقنا أن نتساءل: ما الذي يجري في وطننا ونحن نشتم رائحة البارود تفوح من كل زقاق فيه، وأزيز الرصاص ودوي القذائف يصم آذاننا.. وحيثما وليّنا وجوهنا نجد أشلاءً ودماءً وخراباً ودماراً .. من حقنا أن نتساءل عما يجري في وطننا.. ونحن نرى شبح الموت على دراجة نارية يطاردنا في كل مكان.. ولا مفر منه ولو كنا محصنين في المباني الحكومية العامة.. فالدراجات النارية في اليمن لها قدرة خارقة على التسلل إلى أكثر الأماكن أمناً في نظرنا.. وليس هناك من يستطيع إيقافها ومنعها من الوصول إلى من تريد وإلى أينما تريد.. أكثر من 71 قائداً عسكرياً ومسئولاً أمنياً تم اغتيالهم بواسطة الدراجات النارية وربما مئات المواطنين أيضاً سقطوا على يد قاتل يركب دراجة نارية ،فيما فشلت وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية في ضبط دراجة واحدة. عام كامل ونحن لم نعد نسمع غير أخبار القتل والتقطعات والخطف والاعتداء والنهب والاغتيالات وبشكل يومي، مما يثير الرعب في نفوسنا لهول ما نسمع ونرى. عام كامل وفي كل يوم أيضاً تستقبل المقابر في مختلف المحافظات والمديريات والعزل أعداداً جديدة من أبناء الشعب اليمني، ضحايا الانفلات الأمني وضعف الأجهزة الأمنية الذين يسقطون برصاص القاتل المجهول دائماً. وفي كل يوم نسمع أيضاً عن قرارات تشكيل لجان أمنية للتحقيق في هذه الجرائم والقبض على مرتكبيها ومن يقف وراءهم، فيما تكتفي التقارير الأمنية بتحديد نوع السلاح المستخدم ووسيلة المواصلات التي استخدمها الجناة، وغالباً ما تكون دراجات نارية أو سيارات مسروقة تشق طريقها بكل هدوء أمام أعين الجميع.. والغريب حقاً أنه ورغم كل هذا الموت والدمار الذي ينهش الوطن ويغتال خيرة أبنائه لازال وزير الداخلية اليمني يتربع على عرش وزارته غير مبال بكل هؤلاء الضحايا الذين يسقطون كل يوم، وغير مكترث أيضاً بما يعانيه المواطنون جراء هذا التسيب والاستهتار والانفلات الأمني الناجم عن غياب وزارة الداخلية وتقاعسها عن أداء واجبها تجاه الوطن والمواطن ومهما حدث وسيحدث من ويلات ومآسٍ لا مجال أبداً للحديث عن محاسبته ولا حتى مساءلته، أتدرون لماذا؟.. لأن قداسته محصن بحجاب إصلاحي يحول دون المساس به وله الحق أن يفعل ما يريد مادام يحظى برضى وتأييد حزبه التجمع اليمني للإصلاح وتباركه دعوات مشائخه وعلمائه. ليبقى السؤال قائماً: ما الذي يجري في وطننا؟؟ رابط المقال على الفيس بوك