يتحدثون كثيراً عن الوطنية, ليلحقونها باشتراطاتهم التي تكشف مفهومهم للوطنية ذات المواصفات الخاصة. لا يريدون أكثر من حقوقهم كمواطنين –تصريحا-وعلى افتراض أدائهم لواجباتهم,لنجد هذه الحقوق في الواقع حصصا من الثروات والصفقات والامتيازات التي هي في الأساس تمييزا يسقط مبدأ المساواة بين المواطنين,وحيث أن الحقوق لا تعطى بهذه الطريقة ولا تحمل هذه المواصفات التي يضعونها باستمرار حتى في تنظيرهم للدولة المدنية الحديثة بكلام لا يسقط مدنيتها فقط بل يسقطها كدولة ومؤسسات. آخرون للوطنية والحقوق عندهم مواصفات جغرافية وسلالية لا تمت للمواطنة ولا للإنسانية بصلة ,بل ويضعون شروطا لالتزامهم بواجباتهم كمواطنين لا تضعها دولة ذات سيادة أمام دولة أخرى, فكيف الحال بمواطن يدعي وطنيته ومثاليته ,ويقف بالتزامن ضد كل خطوة قد تصل بوطنه إلى بر الأمان بسلام! غيرهم يتحدثون كمخلوقات فضائية تبحث عن جذر تاريخي لوجودها على الأرض بشكل مستقل عن محيطها كغطاء لمصالح ومطالب قد يكون جانبا منها محقا ولا غبار عليه، لكنه يستخدم كغطاء لأجندات تجعل الوطن في مهب رغبات غامضة ومعبأة خارج الحدود برفقة أوراق خضراء تسلب الناظرين ذاتهم ويمنيتهم في رزمة واحدة. رغم وثائقهم الشخصية اليمنية التي يجوبون بها مطارات العالم المتورط في محاولات طمس هوية هذا الوطن لتحقيق أهدافهم السياسية والفكرية,ولو بعملية جراحية لبتر بعض أطرافه,وإفقاده المناعة الطبيعية ضد أورام سرطانية خارجية بأورام خبيثة تزرع و تتكاثر داخل جسده. يسدلون ستار الحرية على رغبتهم في مصادرة حرية الآخرين من شركاء الوطن الموبوء بهم,ويستبدلون دلالات الحرية والوطنية والحقوق الفردية والجمعية بدلالات أخرى مبتكرة تماما ,ويعتقدون أنهم يستطيعون ابتزاز الدولة والمواطن بها ,بعد أن أعطوا الدلالات الأصلية إجازة مفتوحة من ممارساتهم المخفية والمعلنة. بكل هؤلاء ومعهم سنخوض الحوار الوطني المرتقب ,لنضع أيدينا على قلوبنا خوفاً مما بعد الحوار ,وإن كان من اللا أخلاقي أن نشعر بكراهيتهم كأفراد وكيانات ,لكننا حتماً سنعجز عن احترام ما يحاولون تحقيقه من مشاريع وضيعة على حساب سيادة وكرامة ووحدة اليمن الأرض والإنسان. مجرد فاصل لم يسقط بعد. عدم قدرتهم على التعبير عن أهدافهم ودوافعهم الحقيقية بوضوح ودون أغلفة ملونة لها. حتى تتمزق هذه الأغلفة أمام الرأي العام الوطني ,سيكون اليمن في مواجهتهم بكامل زينته وبهائه ودون مقدمات ولا شروط. رابط المقال على الفيس بوك