منذ أيام وأنا أتابع - شأن كثيرين غيري من أبناء هذا الوطن - وأراقب كل الآراء التي قيلت حول قرارات رئيس الجمهورية بخصوص موضوع هيكلة الجيش اليمني، ووجدتها كلها لا تخلو من تعصب لوجهة ما دون أخرى، لا أحد منا يريد أن يسمع الآخر أو يحترم وجهة نظره، لا أحد منا يرغب في أن يقتنع بغير رأيه، لا أحد منا ينظر إلى أبعد من اللحظة التي يعيشها، ولا يجهد نفسه في تخيل صورة ما قد يكون مستقبلاً، ولا أظن كثيرين منا يأبهون له. لا فرد منا يؤمن بأنه في هذا الزمن العصيب الذي نعيشه يحتاج أحدنا إلى الآخر أكثر من حاجته إلى الماء والهواء، في وقت كثرت فيه المشاريع التمزيقية والتقسيمية وصراع المصالح الأنانية والفردية، مهما حاولت أن تتغطى بالمطالب أو الحقوق الجماعية والوطنية.وأياً كانت الأسباب أو المبررات التي تتكيء عليها. ألم يطرح بعض هؤلاء أن النظام السابق كان سبباً في كثير من المشكلات والعراقيل وظهور تلك المشاريع، وأن زواله سيكون سبباً في زوالها وعودة الناس جميعاً إلى صفوف الوحدة الوطنية وإعادتها إلى مسارها الصحيح ألم يعلن بعضهم أن إعادة هيكلة الجيش وإقالة أقارب الرئيس السابق ستكون سبباً في قبول بعض الأطراف دخول الحوار الوطني، ألا يعتقد بعض هؤلاء، أنهم بأفعالهم هذه يؤيدون ما كان يردده الرئيس السابق في خطاباته عن أصحاب المشاريع الصغيرة وأنهم بتصرفاتهم سيخلدون اسمه في التاريخ الوطني من حيث لا يدرون أو من حيث لا يريدون (أي باعتباره صانع الوحدة وحاميها والمدافع عنها)، أياً كانت أخطاؤه وهفواته، وأنهم سيسجلون أسماءهم حيث لايرغبون (أي باعتبارهم من هدم صرحها وقوض بنيانها) مهما كانت حسناتهم ونياتهم.صالحة. وفي كل هذا، وفوق كل هذا، ياترى من المستفيد الحقيقي من كل ما يجري في وطننا اليمني، ومن هو الذي سيجني ثمار كل ما يحدث في مجتمعنا؟ وما التبعات والآثار التي ستخلفها هذه الأحداث والخلافات على ذاكرة ومستقبل أجيالنا القادمة؟ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات بين ما طرحه ويطرحه بعضهم من مطالب وشعارات خلال الأيام والأشهر الماضية، وبين ما مارسوه وما يمارسونه في الواقع بعيداً عن كل تلك الادعاءات والأكاذيب والأضاليل. لماذا بعض منا يصرون على رش الملح على الجراح وينكأونها بعد ضمورها مرة تلو الأخرى، ولماذا بعضنا الآخر يصرون على أن يسدوا أعينهم ويصموا آذانهم عن كل رأي مخالف مهما بدا صحيحاً أو منطقياً. أخيراً، مؤكد أننا لن نكون جميعاً ودائماً على حق، ولا يمكن أيضاً أن نكون جميعاً ودائماً على خطأ، لكنها سنة الله في الخلق (أعني التغاير والاختلاف)، وبالحوار الهادئ والهادف وبالنقد الصادق والأمين، وبالنقاش العلني لكل القضايا والمحاور محل الخلاف، الذي تتيحه لنا وسائل وقنوات الإعلام والحوار الاجتماعي، أو يمكن أن يتيحه مؤتمر الحوار الوطني يمكن أن نتبين وجهات نظر بعضنا ونتداول آراءنا، ونتجاوز خلافاتنا، ويمكننا أن نصل معا إلى ما يفيدنا ولا يضرنا، والعاقبة للمتقين؛؛؛ اللهم فاشهد. رابط المقال على الفيس بوك