أصبح البحث عن شقة ايجار بغرض الزواج والاستقرار مشكلة عويصة ، سواء من حيث نوعية الشقة أو موقعها أو من هو صاحب أو صاحبة الشقة أو من حيث قيمة الايجار. فحين يفكر أي شخص في الزواج لا يهمه المهر وتكاليف العرس فمقدور عليها، ولكن الأهم كيف يجد شقة مناسبة لهما من حيث شكلها وموقعها وقيمة ايجارها . ويبدأ الزوجان رحلة البحث عن شقة صالحة للسكن الآدمي ، ويمرون على السماسرة والذين يوعدونهم بشقة فخمة ، ويكتشفون أنها لا تصلح حتى زريبة للحيوانات. وكيف يضمن الزوجان بأن الشقة خالية من العيوب غير المحتملة كأن يكتشفوا بعد استئجارها بأن مواسير المياه بحاجة لإصلاح أو أن البالوعة تفيض فجأة أو أن عدادات المياه والكهرباء مشتركة مع صاحب الشقة بحيث يتم محاسبة الزوجين كما يتم محاسبة عائلة كبيرة العدد فيدفعا مبالغ لقيمة فواتير الماء والكهرباء تقترب من قيمة ايجار الشقة. فلم يعد العقد والزفاف مشكلة بحد ذاته وإنما المشكلة الأكثر تعقيداً هي كيفية الحصول على الشقة الملائمة للزوجين، وخاصة في ظل عدم وجود قانون ايجار يحمي المستأجرين من معظم المؤجرين الجشعين. وحالياً بدأت وزوجي الحبيب الفنان عادل العامري في البحث عن عش الزوجية في العاصمة صنعاء ، ويبدو أن رحلة البحث ليست عملية سهلة بل تحتاج لجهد ووقت وطاقة نفسية. ولأن عادل من النوع الذي يحب المزاح لتخفيف وطأة التعب، ومقاومة عوامل الإحباط في رحلة البحث المملة عن شقة للإيجار فقد علق قائلاً : ما رأيك بشقة جدتي؟، نسكن بها بدلاً من هذي البهذلة. نظرت إليه بفرحة كمن حصل على كنز وقلت بلهفة : وأين شقة جدتك ؟. انفجر ضاحكاً وقال : ألم تعرفي شقة جدتي؟، قلت بحيرة: من أين سأعرفها. رد عادل بالقول: كانت جدتي معها شقة بضم الشين، أي كيس من القماش الثقيل المفتوح من أحد جوانبه تدخل داخله هي وجدي وينامان فيه، فلا يقرصهما البعوض، ولا الحشرات الزاحفة، ولا يكلفهما شيئا. قلت له : جدتك وجدتي لم تكونا في مدينة الغبار والتلوث، بل كانتا في القرية حيث الهواء العليل، وخضرة الأرض وجمال الطبيعة. لذلك فنحن نبحث عن شقة وليس شقة بضم الشين. ولا نبحث عن أي شقة بل شقة يحيط بها الهدوء والسكينة نستجم فيها بعضاً من الوقت بعيداً عن زحام العمل المضني، وصخب الحياة العامة. وفي ذات الوقت نعيد ترتيب أوراقنا المبعثرة، ونحدد وقتاً للقراءة وللكتابة ، فالقراءة والكتابة كما كانت أمي رحمها الله تقول لنا : تحتاج لمكان خلية ( أي خالي من الناس )، وقلب سلية ( أي لا يعاني من الهم والغم ). والحصول على شقة بمواصفاتنا التي تتفق مع ما طرحته أمي يبدو شبه مستحيل ، فأين نجد شقة بهذه المواصفات ، فقد نجد شقة فاخرة وهادئة ولكن ايجارها يبعد السلا ويجعل الهم يسيطر علينا. ولذلك أتوجه إليكم قرائي وأصدقائي وزملائي لأبلغكم إذا وجد أحدكم شقة بمواصفات أمي يبلغني عبر بريدي الالكتروني، وستكون هديته قيمة من الناحية المعنوية، فشقة جدتي انقرضت، وأملي أن أجد شقة بالمواصفات التي حددتها أمي لأنها الأنسب لنا كزوجين يعملان في مجال ذهني. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك